الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالله السعدي: كنت أحاول محاكاة الألوان الطبيعية في «رحلة قمر قند»

عبدالله السعدي: كنت أحاول محاكاة الألوان الطبيعية في «رحلة قمر قند»
11 مايو 2011 00:01
أقامت مؤسسة الشارقة للفنون، ضمن الفعاليات الخاصة بعروض وبرامج بينالي الشارقة العاشر للفنون، ندوة تناول خلالها الفنان التشكيلي عبد الله السعدي تجربة رحلته في جبال المنطقة الشرقية التي استلهم منها أعمال معرضه “رحلة قمر قند” الذي يشارك فيه بالبينالي. بحضور الشيخة حور رئيس البينالي وعبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام والفنان هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة، وقدمه للندوة الفنان السوري إسماعيل الرفاعي المسؤول الإعلامي في مؤسسة الشارقة للفنون، حيث أوضح أن تجربة عبدالله السعدي قامت في جانب منها على التقاط الأشياء العادية في المشهد الطبيعي ليحولها إلى أشياء حميمة إذ يرسمها مؤرخا لسيرتها العاطفية وذلك إلى جانب علاقته بالمكان الإماراتي وعمله المستمر على إعادة إحيائه بوصفه عملا فنيا. وأشار الرفاعي أيضا إلى أن السعدي في معرضه “رحلة قمر قند” يستعرض رحلة استكشافه المنطقة الجبلية والبحرية والزراعية الجنوبية، صحبة الحمار “قمر قند” والكلب، التي منحها بُعدا روحانيا استجلى من خلاله المكان بمظاهره المتعددة وتقلبات الفصول عليه. ثم تحدث عبد الله السعدي فشرح معنى “قمر قند” بالعربية فأوضح أنه اسم مركب من “قمر” التي تعني الأبيض بياض القمر و”قند” التي تعني الحمار الأسود وذلك وفقا لما هو شائع في الثقافات الآسيوية القريبة، أما عربيا ومحليا فالاسم مركبا، يرتبط بمرض السكري في دلالته المباشرة. وفيما يتصل برحلته قال السعدي إنه قد تنقل بين تضاريس متعددة جغرافيا ألهمته الألوان والأشكال الطبيعية التي تحفز على التأمل والابتكار الفنيين مؤكدا أنه استفاد في أعمال معرضه من التنوع والغنى الذي تمتاز به ثقافة الجبل وكذلك ثقافة الساحل ومن ثم الثقافة الزراعية بكل مكوناتها وحكاياتها المتخيلة وواقع الناس الاجتماعي على ما هو قائم عليه الآن. كما أشار إلى أن الطبيعة بمعزل عن البشر ووفقا لإحساس فردي بمكوناتها كانت ملهمة أيضا وتحديدا تلك الأصوات التي كانت تتناهى إليه في الليل فلا يدرك مصدرها تماما لكنها كانت غريبة عليه كما لو أنه يسمعها للمرة الأولى الأمر الذي أسهم في أن تكون تجربته هذه في التنقل مختلفةً وغير عادية. وهنا كشف السعدي عن أنه قد قام أثناء رحلته بكتابة يوميات دوّن خلالها تفاصيل تنقلاته ومشاهداته اليومية في الدروب الصعبة، وكذلك تأملاته في الفن والحياة والعالم من حوله وأن هذه المذكرات سوف تصدر قريبا، إذ هي من أثمن ما عاد به من رحلته التي استغرقت قرابة الشهر والتي كما لو أنه الآن وأمام الحضور لم يعد يتذكر الكثير من تفاصيلها. ثم كانت هناك جملة من التعليقات التي طرحت على معرض “رحلة قمر قند” وكذلك عن ما قاله السعدي أثناء ما كانت الصور تتالى أمام الحضور عبر تقنية البروجكتور. وكان أول المتحدثين عبد الله العويس فأشار إلى رومانسية عبدالله السعدي في التعامل الفني مع الطبيعة ومفرداتها وتضاريسها إلى جانب تلك اللحظات المليئة بالشعرية إلى حدٍّ بعيد مقترحا إعادة عرض التجربة بكل تفاصيلها في منطقة الشارقة القديمة بوصفها نموذجا لما يمكن أن تلهمه تضاريس الإمارات العربية المتحدة لفنان جاد مثل عبدالله السعدي. أما الفنانة الإماراتية ابتسام عبد العزيز فتساءلت عن الأبجدية التي قام بتأليفها الفنان السعدي والخاصة بالحمار وبوصفها عملا فنيا لا يمكن لغير الفنان صاحبها أن يتمكن من فكّ رموزها. فأوضح الفنان السعدي أن لا دلالة قد قصدها من كتابته هذه الأبجدية بل هي عمل فني تجريدي استلهمه من شكل الحمار بأوضاعه المختلفة ووفقا للتصورات المتوفرة عنه في موروث الحكاية الشعبية كما سمعها من الناس أثناء تجواله فضلا عن أنها سعي من أجل إقامة صلة ما بين الحيوان والعالم المحيط به. وعن سؤال لـ”الاتحاد” عن اللون وعلاقته بالطبيعة في أعمال المعرض قال السعدي “كنت أحاول محاكاة الألوان الطبيعية عبر التذكر تخييليا وعبر المزج اللوني للوصول إلى نتائج تحاكي عبقرية اللون بتحولاته المختلفة”. وأضاف”لم أرسم مباشرة على عادة الانطباعيين الفرنسيين مثلا بل كانت ممارسة فعل الرسم استرجاعية بأثر من الرموز التي دونتها وهذه هي طريقتي في العمل”. ثم تحدث الفنان عبد الله السعدي عن المفارقات التي كانت تحدث بين أعضاء فريق رحلته: الحمار والكلب، وساردا بعض الحكايا التي تذكّر المرء برواية الإسباني فرناندز خيمينيث “أنا وبلاتيرو”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©