مصطفى الديب (أبوظبي) - أكد الإسباني فرناندو هييرو لاعب ريال مدريد السابق أن اللاعب الإماراتي بحاجة ماسة إلى التضحية بالمادة، من أجل الاحتراف في الدوريات الأوروبية، جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها برنامج الرعاية الرياضية التابع لمجلس أبوظبي الرياضي تحت عنوان «كيفية التعامل مع وكلاء اللاعبين»، والتي أقيمت صباح أمس بفندق روكو فورتي بالعاصمة أبوظبي، بحضور عارف العواني مدير البرنامج، وفرناندو سانيز لاعب مالقا الإسباني وروبرتو توكودا أحد أهم كلاء اللاعبين اليابانيين، ومانويل فرير وكيل اللاعبين الأوروبي الشهير، فضلاً على عدد كبير من لاعبي أندية العاصمة الذين حرصوا على الحضور للاستفادة من الحدث، وأدار الندوة حامد الحارثي المذيع بقناة أبوظبي الرياضية.
وأكد هييرو أن متطلبات الاحتراف قاسية جداً، ويجب أن يملك اللاعب أولاً الطموح الذي يؤهله لذلك، فالإمكانيات الفنية لا تكفي وحدها لوجود لاعب كرة القدم في الأندية الكبيرة، وأشار إلى أن البداية دائماً ما تكون صعبة، خاصة أن الالتزام بكل متطلبات الاحتراف الذي يختلف شكلاً ومضموناً عن الهواية أمر غاية في الصعوبة.
وأضاف: أن المقابل المادي الذي يحصل عليه المحترف في بداية المشوار، ربما يكون ضئيلاً جداً، إذا ما تمت مقارنته مع ما يحصل عليه في بلاده، وخير مثال على ذلك ما يحدث مع اللاعب الإماراتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام، فما يتقاضاه هنا مرتفع جداً، والتنازل عنه يحتاج لمزيد من العزيمة والتضحية في الوقت نفسه».
وشرح هييرو تجربته مع الوكلاء، حيث وجه النصيحة للاعبين بضرورة الوجود تحت مظلة وكيل محترف معتمد من «الفيفا»، لكي يتمكن من اتخاذ الخطوة الأولى في عالم الاحتراف، خاصة وأن التسويق أهم خطوات النجاح.
التضحية مطلوبة
وتحدث الياباني روبرتو توكودا عن تجاربه الشخصية مع عدد من اللاعبين اليابانيين الذين خاضوا تجربة الاحتراف في الملاعب الأوروبية، وشرح تفصيلاً تجربة تاكامورا لاعب نادي إسبانيول الإسباني الذي انخفض المقابل المادي الذي حصل عليه من ناديه الأوروبي إلى «سدس» ما كان يحصل عليه في اليابان، وعلى الرغم من ذلك استمر في مشواره الاحترافي، وتغلب على مصاعب البداية، وبعدها نال الكثير من الأموال، إضافة إلى أنه فتح الباب أمام اللاعب الياباني للوجود في الدوريات الكبيرة، مثل الإسباني والإنجليزي، وهو أمر بحد ذاته يعتبر رسالة سامية، حيث قدم واجباً وطنياً جليلاً للعديد من لاعبي جيله والأجيال التي جاءت من بعده.
أما مانويل فيريرا، فقد فطالب لاعبي الإمارات بضرورة تثقيف أنفسهم، بما يخص عالم الاحتراف الأوروبي، حتى لا يصطدم البعض بواقع مغاير تماماً عما يعيشه اللاعب في بلاده، مشيراً إلى أن الدوري الإماراتي بدأ في الصعود التدريجي، وخرج منه العديد من اللاعبين المتميزين الذين أثبتوا أنفسهم على الساحتين القارية والدولية، وأنه متابع جيد لمباريات «الأبيض» خلال دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في لندن، ووجد أن الكرة هنا تقدمت كثيراً على أرض الواقع.
وأشار إلى أن هناك بعض المواهب التي بإمكانها اللعب في الملاعب الأوروبية بشرط التحلي بروح قتالية عالية في مواجهة مصاعب البداية، وأتفق مع الجميع أن التضحية واجبة من اللاعبين والطموح شرط ضروري لتحقيق الحلم الذي يراودهم دائماً.
واشترط فرنادو سانيز الالتزام التام للاعب كرة القدم داخل وخارج الملعب، إذا أراد النجاح في الاحتراف الخارجي، مؤكداً أن هناك العديد من الأندية التي تربط وجود المحترفين فيها بالالتزام بقواعد الاحتراف كافة في حياته العملية والشخصية، وأكد أن فرص الأجانب في الدوري الإسباني محدودة للغاية، وما لا يعرفه أحد أن هناك 20 نادياً في الدوري، واللاعبون المتاحون 500 لاعب فقط، وعدد كلاء اللاعبين 400 وكيل، الأمر يعني أن المنافسة محتدمة للغاية، وأكد ضرورة وجود وكيل أعمال محترف بدرجة كبيرة، تكون لديه القدرة والحنكة على تسويق بضاعته أو بمعنى أدق لاعبيه في دوري، بهذا الحجم الكبير. وطالب سانيز لاعبي الإمارات بضرورة التعاقد مع وكلاء محترفين معتمدين من الاتحاد الدولي، حتى تكون لديهم القدرة ويملكون الرؤية لمستقبل أفضل.
وحرص عدد كبير من لاعبي الأندية على الدخول في حلقة النقاش التي استمرت لأكثر من ساعتين واستفسر عدد منهم على كيفية الوصول إلى وكيل أعمال محترف وسبل تطبيق الاحتراف بالطريقة التي تخدم المستقبل.
من جهته، حرص عارف العواني مدير برنامج الرعاية الرياضية على تكريم ضيوف البرنامج الذين تفضلوا بشرح تجاربهم ونقل خبراتهم للاعبي أندية العاصمة، وقام العواني بتبادل الدروع التذكارية مع الجميع.
ووجه العواني الشكر لضيوف البرنامج على تلبية الدعوة بحضور الحدث، مؤكداً أن الجميع استفاد من هذه الخبرات، خاصة أن الهدف الأساسي من تنظيم مثل هذه الفعاليات، هو حصول اللاعبين على المزيد من المعلومات التي تضاعف من ثقافتهم الكروية بعالم الاحتراف.
وأضاف: «سبق للبرنامج أن نظم العديد من الأحداث التي تتعلق بالشأن نفسه، وهناك المزيد من الأحداث المستقبلية لكي تتمكن جميع عناصر لعبة كرة القدم في الدولة بشكل عام، والعاصمة أبوظبي بشكل خاص، من تحقيق الاستفادة الكبيرة التي تخدم مصلحة المنتخبات الوطنية في النهاية.
عدد اليوم
