الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خليل أحمد خليل: من لا يمتلك تراباً لا يمتلك تراثاً

خليل أحمد خليل: من لا يمتلك تراباً لا يمتلك تراثاً
31 أكتوبر 2008 03:02
استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي في أبوظبي الدكتور خليل أحمد خليل استاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية في محاضرة بعنوان ''اللغة والهوية'' حضرها نخبة من المثقفين والمتخصصين والإعلاميين والمهتمين بالثقافة· استهل الدكتور خليل محاضرته بالإشارة إلى أهمية وجوده في أبوظبي التي تشكل له علامة مهمة في أفقه النظري حين دعت إلى الاتحاد والبناء لنهضة دولة الإمارات وبذلك يقول: أتاني صوت من الخليج العربي أيقظ فيّ مسألة كنت أفكر فيها وهي علاقة اللغة بالهوية· وأكد أن الأمة الكبرى التي وصفها جاك بيرين ويعني بها الأمة العربية هي ''امبراطورية مع وقف التنفيذ'' ومن هذا المنطلق لابد أن نفهم ما يجري وفق مفهوم ''وقف التنفيذ''· ويرى أن توزع الهوية الكبرى إلى هويات متعددة تحتاج بالضرورة إلى دراسة ولكي تستجمع الهوية الكبرى سماتها وخصائصها لابد من اكتمال دورة حضارية على نفسها· وأشار الدكتور خليل إلى مفهومين أساسيين اعتمدهما في قراءته لواقع ترابط اللغة والهوية وهما مفهوما المثاقفة والأثقاف، إذ وصف الأول تعريفاً بأنها تسلط الآخر - المستعمر بحسب قوله - ليلغي ثقافة أمة أخرى، أما المثاقفة اصطلاحاً - في اللغة العربية - فهي التبادل الثقافي· ثم قرأ نصاً بعنوان ''ثقافة الهوية بين التقوم والتعولم·· اللغة والهوية'' يرى فيه أننا نجد في التراث الوطني، المأثور والمألوف والمكتوب والمحكي والعام والخاص والشامل والمحلي والموّحد والمجزأ تلازماً بين اللغة والهوية· ويؤكد أن مفهوم الاتحاد يمكن أن نستقيه مما جاء في لفظة ''الإيلاف'' في القرآن الكريم والتي تعني هذا المعنى، وقال: ونحن بدولة ''الاتحاد'' التي اعتبرها خطوة رائدة وجبارة على طريق المسارات الجديدة والصحيحة، نجد تمثلاً دقيقاً لمفهوم الإيلاف· وشدد على أن الانتقال من لغة القوم إلى لغة التجمعات البشرية حالة صحيحة وطبيعية ولكوننا في العقد الأول من الألفية الثالثة نجد أنفسنا أمام تقوم عربي يواجه تعولماً غربياً· وأضاف: لا توجد لغات قومية بدون لهجات محلية وأن الاستعمال هو الذي يعطي الدلالة ويميتها، وأن فهمنا لعدم أهمية العامية خطأ كبير إذ العامية جزء من بنية اجتماعية لها ثقافتها غير المدونة والتي من الضرورة تدوينها وقال: لماذا ما أكتبه لا يقرأ ولماذا ما يحكيه الناس لا يكتب· وقال: لا نستطيع أن نفصل ثقافة الجماعة عن لغة المجتمع والدولة، فلا يد من وجود سياسة ثقافية خالصة لمواجهة الانحطاط عبر الرقي بالعاميات إلى ثقافات شعبية متطورة وأن هناك 90% من العاميات تنتسب للفصحى أي الإفصاح عن روح الأمة وشدد على أننا لا يمكن أن نتحدث عن تراب بدون تراث فالذي لا يملك تراباً لا يمتلك تراثاً· وأكد خليل: أن الثقافة العربية الراهنة تشكو من نقص في سياسات ثقافية وخاصة في تقريب العاميات - لغات الشعوب - من بعضها من جهة ومن الفصحى من جهة أخرى· وأشار إلى أن أكثر من 70% من الأمثال العربية متقاربة شكلاً ومضموناً وأن 90% من هذه الأمثال متقاربة مضموناً، ولذا فإننا أمام ثقافة عربية مزدوجة، وأن ''الأمة مؤممة بالأمية'' إذ هي تمتلك الهوية الحكائية والشفاهية باعتبارها أدنى الهويات وهي بداية كل تشكل للهويات، لذا يرى أن الرهان السياسي العربي يحيلنا إلى الرهان على مهمة المثقفين في دورهم التوصيلي بين الثقافة العامة وثقافة النخبة· وتوصل الدكتور خليل إلى أننا مادمنا لا نستطيع تفكيك العالم العربي أكثر مما هو مفكك فلابد إذاً - علينا - من أن نعيد تركيب ما كان مفككاً وهي مهمة الاتحاد الذي جسدته دولة الإمارات والذي أثبت تاريخيته في المنطقة حيث توحدت الصحراء وتقدمت بفعل الفكر الخلاق والرؤية الصائبة· وقال: إن غنى العاميات العربية المتنوعة هو الرافد الوحيد لثقافة عربية ذات تقوم وطني محلي تجعل الدول ذات ثقافات وهويات عليا وتضع الفكر العقلاني في وضع وسيط، وأن دور المثقفين هو إنتاج ثقافات وسيطة تربط الجماهير بالدولة الحافظة الوحيدة لحضارة أمة فالمجتمع العربي لم يتوقف عن إنتاج ثقافته وعلى الدولة الحفاظ عليها، وأن مهمة الدولة أن تذهب مع المثقفين والمبدعين لمخاطبة الناس والالتحام بهم كي تعلمهم كيف ينتجون ثقافة عليا بدل التعصب وقتل الآخر·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©