الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"النيويورك تايمز": لماذا تتناسى إنجلترا تاريخها الإسلامي؟

"النيويورك تايمز": لماذا تتناسى إنجلترا تاريخها الإسلامي؟
19 سبتمبر 2016 22:19
أفردت صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية تقريرا مطولا عن التاريخ المنسي بين إنجلترا والمسلمين، وذلك بعد أن أدارت المملكة المتحدة ظهرها لأوروبا مؤخرا، بينما تتطلع رئيسة وزرائها الجديدة تيريزا ماي إلى مد أواصر التجارة مع الشرق، وهو الوضع الذي يحاكي تاريخ البلاد في القرن السادس عشر، أثناء العصر الذهبي للملكة إليزابيث الأولى. وأوضحت الصحيفة أن من السمات المدهشة في عهد إليزابيث أن سياسات إنجلترا الخارجية والاقتصادية كانت مدفوعة بتحالفها الوثيق مع العالم الإسلامي، وهي حقيقة يتجاهلها اليوم كل من يتبنى الخطاب الشعبوي ضد المسلمين بدعوى الحفاظ على السيادة الوطنية. ومنذ لحظة وصولها إلى العرش في عام 1558، سعت إليزابيث إلى توطيد العلاقات الدبلوماسية والتجارية والعسكرية مع الحكام المسلمين في إيران وتركيا والمغرب؛ وكان ذلك لأسباب وجيهة، ففي عام 1570، حينما تبين أن إنجلترا البروتستانتية لن تعود إلى الكاثوليكية، طرد البابا الملكة إليزابيث من الكنيسة، ودعا إلى تجريدها من لقبها. وسرعان ما تحولت إسبانيا الكاثوليكية ضد إليزابيث، وصار الغزو وشيكا، ومُنع التجار الإنجليز من التجارة مع الأسواق الغنية في هولندا الإسبانية، وهددت العزلة الاقتصادية والسياسية بتدمير البلاد التي اعتنقت البروتستانية حديثا. كان رد إليزابيث هو التقارب مع العالم الإسلامي، إذ كان المنافس الوحيد لإسبانيا هو الإمبراطورية العثمانية تحت حكم السلطان مراد الثالث، الذي امتد نفوذه من شمال إفريقيا عبر أوروبا الشرقية إلى المحيط الهندي، وكان العثمانيون يقاتلون آل هابسبورغ على مدى عقود، وغزوا أجزاء من المجر. وكانت إليزابيث تأمل في أن يوفر لها تحالفها مع السلطان مراد الحماية التي تحتاجها من العدوان العسكري الإسباني، وتمكين التجار الإنجليز من الاستفادة من الأسواق المربحة في الشرق، وعلى سبيل الاحتياط، تقاربت أيضا مع منافسي العثمانيين، شاه فارس وحاكم المغرب. وذكرت الصحيفة أن حيلة إليزابيث نجحت، حيث عبر الآلاف من التجار الإنجليز إلى العديد من المناطق التي لا يمكن دخولها اليوم، مثل حلب في سوريا، والموصل في العراق، وكانوا أكثر أمنا بكثير مما كان عليه الحال في رحلة مماثلة إلى أوروبا الكاثوليكية، والتي كان من الممكن أن يتعرضوا فيها لخطر الوقوع تحت رحمة محاكم التفتيش. وعلى الرغم من النجاح التجاري للإنجليز، لم يتمكن الاقتصاد البريطاني من الاعتماد على التجارة البعيدة لمدة طويلة، وفور وفاة إليزابيث في عام 1603، وقع الملك الجديد جيمس الأول معاهدة سلام مع إسبانيا، أنهى بها عزلة إنجلترا. وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة إليزابيث الإسلامية صدت الغزو الكاثوليكي لبلادها، كما أسست نموذجا جديدا للاستثمار المشترك، وهو الشركات المساهمة، والتي مولت بعد ذلك "شركة فرجينيا"، وهي الشركة التي أسست أول مستوطنة دائمة في أمريكا الشمالية. واختتمت الصحيفة بالقول إن من الواضح أن الإسلام - بجميع جوانبه العسكرية والتجارية - لعب دورا مهما في تاريخ إنجلترا، واليوم، بينما تتصدر معاداة الإسلام الخطاب السياسي، من المفيد أن يتذكر الإنجليز أن ماضيهم متشابك أكثر مما يعتقدون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©