الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مخازن الكتب.. بين تحدي «التكلفة» ومؤشرات «التسويق»!

مخازن الكتب.. بين تحدي «التكلفة» ومؤشرات «التسويق»!
9 مايو 2015 01:11
نوف الموسى (أبوظبي) في عالم صناعة المنتجات المتعددة، باختلاف توجهاتها وأهدافها، تُعد الكيفية في المحافظة على تلك المنتجات، وحرفية إيصالها إلى المستهلك، المؤشر التنموي لنجاح الشركة أو المؤسسة، وبالرجوع للكتاب كمنتج معرفي وفكري، يُستخدم في إعداده وتشكيله، مواد طبيعية، تتأثر بالحس البيئي والتفاعل الإنساني، فإن القدرة الاستثمارية على جعله السلعة، الأكثر أماناً وحفظاً، تمُثل البنى التحتية لاستمرار مشاريع النشر في المنطقة المحلية، ويتجسد ذلك عبر دراسة أهم محطات صناعة الكتاب وهو مفهوم المخازن أو المستودعات المتخصصة، المستوفية لمعايير الجودة، كخطوة رئيسية تدير عملية ما بعد الطباعة وما قبل العرض. والسؤال المحوري في المرحلة الحالية يدور حول ماهية التأسيس للحركة (المخزنية) التقليدية للكتب، في الإمارات، وما تعمد إليه دور النشر المحلية أخيراً من تبني لاستراتيجية «الطباعة عند الطلب، ومواجهة ارتفاع التكلفة بتعزيز أشكال التسويق المختلفة. واتفق الناشرون الإماراتيون من خلال مشاركتهم في معرض أبوظبي للكتاب، أنهم يحملون على عاتقهم مسؤولية دراسة السوق وحاجته لكل كتاب، وبناءً عليه يتم تحديد عدد النسخ لكل كتاب، لتقليل تكلفة (مساحة) التأجير للمستودعات، وبالتالي تقليل تكلفة سعر الكتاب، وصولاً إلى إنجاز صرف الكتب ضمن مدة قياسية، وتجنيبها البقاء لمدة طويلة في المخازن، مما يتيح للمتابع والمهتم بحركة النشر في الإمارات، الاطلاع على مستقبل الوعي والتخطيط، لسوق المعرفة المحلي. عبء الاستئجار اعتبر خالد العيسى رئيس تحرير صحيفة «هماليل» المعنية بالثقافة والأدب والشعر الشعبي، أن الاطلاع على المنتج الثقافي، كمادة قائمة بحد ذاتها، يمكن استثمارها وإعادة تدويرها معرفياً، يضمن الكيفية العملية، لتحريك الإصدارات والكتب المتعددة، بشكل مستمر وآني، فمن خلال تجربة صحيفة هماليل، على سبيل المثال، فقد اقدموا كناشرين على استخدام مستودعات خاصة، لجأوا بعدها لبناء حلول تخزينية بديلة، باستغلال المكتب الرئيسي المختص بعرض الإصدارات، وتحويله إلى ساحة تخزين بمعدل نسبي وصل إلى 60%، من حجم التخزين، وبالتالي التقليل من عبء استئجار المواقع التخزينية الخارجية، ومع التراكم المعرفي وعلاقات العمل المختلفة، أوضح العيسى أن عملية تحريك الإصدارات وتصريفها، يتم ببناء خطة ضخ للسوق، على مستوى المكتبات من جهة، التي تستوعب 40? إلى 50? من حجم التخزين، مروراً بالسوق الخليجية التي أصبحت النافذة الأهم لدور النشر المحلية، حيث يصل نسبة استيعابها لإصداراتهم نحو 20?، وأخيراً دعم الجهات الحكومية واهتمامها باستقطاب الإصدارات، الذي يقُدر بنسبة 30?. ويوضح العيسى أن نسبة تداول وضخ الإصدارات تختلف من دار نشر إلى أخرى، اعتماداً على ذكاء الدار ونشاطها وعلاقتها، وعملياً فإن زيادة توسع دور النشر وتنوعها، يقودها للجوء إلى المخازن بطبيعة الحال، المكلفة جداً، والتي تشكل عائقاً في قضية انتشار الكتاب الإماراتي، ويفترض على الدار المصرة على المنافسة أن توجد لها مواصفات تخزين، وحلول متطورة، توازي الوعي الحالي في الإمارات، بأهمية صناعة النشر. الطباعة الذكية يستأجر جمال الشحي صاحب دار «كتّاب للنشر والتوزيع»، موقعين لتخزين إصدارات الدار بين إمارتي أبوظبي والشارقة، لتغطية قنوات التوزيع والوصول إلى منافذ البيع في السوق بشكل أسرع، مؤمناً أن مسألة الطباعة والتخزين والتوزيع، تمثل المؤشر الفعلي لبيان قوة وحضور دور النشر في المنطقة، بل وتشكل المحك لتنبؤات مفهوم الصناعة، بتفرعات العرض والطلب، الذي يتجاوز المنتج كقوة شرائية، إلى خلق سوق يقدم خيارات أوسع للناشرين، وقال: «فعلياً المنطقة تتجه بشكل مختلف، عن ما هو مقبل عليه العالم، فالأخير يسعى للتخلص نهائياً من مسألة التخزين التقليدية، ونحن في المنطقة المحلية لازلنا بحاجة لها، والتحول إلى مسألة الطباعة الذكية أو استراتيجية الطباعة عند الطلب، تعتبر التحول التدريجي والمستقبلي، وفي الحقيقة، هذا ما يتم فعلياً في «دار كتّاب»، فنحن لا نطبع إلا حسب الطلب، بناء على دراستنا لتوقعات السوق ورغبة الناس بالمنتج، ومنه نزيد أو نقلل حجم الاستيعاب التخزيني لكل إصدار، ونقطة التساؤل نحو هذا التحول هو التكلفة التي تتحملها الدار عن إعادة الطباعة، في كل مرة، فلازالت بعض دور النشر تفضل طباعة كميات كبيرة، بتكلفة أقل، ولكنها من ناحية أخرى، تثقل الدار في مسألة التخزين. ويضيف أنه يمكن عن طريق استراتيجية (إعادة الطباعة عند الطلب)، التقليل من المساحة التأجيرية للمخازن، فإذا كان في السابق بحاجة لمساحة 100 متر، فإن إعادة الطباعة قد تحتاج لمساحة تخزين تصل إلى 20 مترا. وبين الشحي أن التحول أو التغيير في مسلمات صناعات النشر، يأخذ وقته في المجتمعات، ليتواجد بشكل متكامل، وبالرجوع إلى عقلية المخازن التقليدية، فإنها في طريقها للتلاشي. المنطقة الحرة يُصنف خبر إنشاء هيئة الشارقة للكتاب، والتي يندرج تحتها تأسيس المنطقة الحرة لصناعة النشر في المنطقة، بثورة نوعية في حراك تداول الكتاب بين إنتاج وإعادة إنتاج، واستيراد وتصدير، وانتعاش لأسهم الموارد المادية للمعرفة في المنطقة، ويذكر أن المنطقة الحرة التي يتم حالياً بناؤها وتجهيزها بالقرب من مطار الشارقة، ستخلق مساحات متنوعة لسوق تأجير المخازن، الذي سيحفل بوكالات الكتب العربية والعالمية، وحول ذلك أكد فيصل النابودة إداري مبيعات في هيئة الشارقة للكتاب أن نجاح الإمارات عموماً والشارقة على وجه الخصوص، في تعزيز مقومات سوق الكتاب، واستقطاب كبرى شركات النشر، ساهم في تفعيل المشروع الاستثماري لسوق المعرفة، إضافة إلى أن المنطقة الحرة، بتكويناتها في مجال التخزين والتوزيع، ستتيح لدور النشر المحلية بشكل أساسي، الخبرة العملية والاحترافية للصناعة، وابتكار وسائل متجددة ومتنوعة لتحريك سلعة الكتاب، وعملياً يمكن فهم مخرجات المنطقة الحرة بعد خوض التجربة، والاطلاع الأكبر على النتائج، إلا أنه يمكن الاجماع بأنها ستحرك الوعي العام نحو سوق الكتاب. مادة متآكلة من جهتها قدمت مريم الشناصي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، الرؤية العلمية للورق، كونه مادة سيلوزية طبيعية، تتأثر بالحشرات والفطريات المختلفة، اعتماداً على درجات الحرارة والبرودة، التي يؤدي اختلالها لتعريض الكتاب للتلف، والتآكل، والاعتماد بشكل نسبي على العمليات الكيميائية وغير الكيميائية، لنستطيع الحفاظ على الكتاب لمدة طويلة، لافتة أن بعض الناشرين سعوا لاستخدام أغلفة بلاستيكية، لاتمام عملية المحافظة، رغم أنها لاقت العديد من التحفظات، في كونها تسبب مشكلات بيئية، ومحلياً فإن بعض الناشرين الجدد، ممن يطبعون بشكل قليل، يلجأون لما يمكن تسميته بـ«التخزين المتواضع»، حيث تبقى الكتب لديه بشكل شخصي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©