الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرجل الوحيد وظله

الرجل الوحيد وظله
21 يوليو 2010 20:44
أم بأصابع متخشبة، كانت توزع قطع اللحم على أطفالها، وتتجاوز نفسها. عندما كبر قليلاً، أصبحت تتجاوزه. وحدة أخذ مظلته وخرج، ولأنه كان وحيداً، فقد أغمض مظلته، وفتح وجهه للمطر. سرقة شتاء كان يسرق الكتب، يزجها تحت معطفه ويهرب. صيفاً كان يسرقها أيضاً، ولكن بعينيه. موت قال العصفور لصديقه الشاعر: لماذا تريد أن تموت على شجرتي؟ فأجابه: لتعيش روحي في حنجرتك. قراءة منذ صغره، كان يقرأ تحت صخرة. عندما كبر علقت بظهره، فصار يحملها مع العشب النابت.. أينما ذهب. حرية جلست الحرية على الرصيف تستجدي الناس. مرّت أيام ولم ينتبه لوجودها أحد. جاء طفل وأعطاها رغيف خبز يابساً وأعطته قبلة. صارت القبلة حديقة كبيرة.. والرغيف قمراً.. يستجديه العشاق ليلاً. قتل قالت اليد اليسرى لليمنى: يا أختي العزيزة، إنك تأكلين وتشربين وتكتبين وتلمسين وتعشقين أكثر مما أفعل.. على الرغم من أنني أقرب إلى القلب. قالت اليمنى: لقد نسيت شيئاً آخر وهو أنني أقتل... وانقضّت عليها. حائط تحول رجل مشهور إلى حائط أنيق.. يركع الناس أمامه. قام طفل من الجموع وبالَ عليه، ومن شدة غضبه تشقق وتصدع وتهدم على الجميع. جائع كتب على الحائط “اشتراكي جائع” في اليوم التالي لم يجد الحائط، فكتب على الأرض: جائع، لكنني لست اشتراكياً. انتحار أخيراً وجدوه يتدلى من أعلى بناية في المدينة، وعلى صدره شرشف أبيض، كتب عليه: لا. احتجاج وسط الساحة العامة، وتحت قدمي النصب التذكاري... أشعل نفسه احتجاجاً على الظلم الإنساني وقمع الحريات. ورغم أن صراخه ملأ المكان.. لكن لم يدن منه أحد، لإخماد النار فيه، فلحمه المحترق، قد لطخ الحذاء الحجري للنصب التذكاري بالأسود. جدار هدموا الجدار الطويل.. وبقي جزء منه. رفعوا كتاباً إلى اللجنة الحزبية واللجنة الحزبية، رفعته إلى أمانة الفرع.. وأمانة الفرع إلى المحافظ.. والمحافظ إلى وزير الإدارة المحلية، وهذا بدوره رفعه إلى رئيس الوزراء الذي اتصل بالزعيم.. ليطلب منه الموافقة على هدم الجزء المتبقي من الجدار، المرسومة عليه صورته. فتاة رزق رجل بابنة.. فحزن كثيراً.. مع الأيام نبت لها شارب وعضلات.. فصارت تتعارك مع أقوى الرجال وتنتصر عليهم.. وازداد حزنه.. عندما سمع أحدهم يقول لها: ما أعظم قوة ذلك الرجل! عشق أحب رجل ظله.. فصار يتغنى به ويمدحه أفضل مديح.. وصادف أن وقع في قلب النار عندها طلب الرجل المساعدة. لكن الظلّ تمدد على النار الملتهبة، وقال له: كيف أساعدك وأنت عدوي. رقصت النار ورقص الظلّ مبتعداً.. أمّا الرجل فقد كان يبكي بغزارة.. لا لدنو الموت منه.. بل لأن صديقه ذهب، دون أن يقول له وداعاً. طفولة الكرة الأرضية في دفتر الطفل. العالم كله في دفتري صرخ الطفل بفرحٍ رأى فراشاته الملونة تحوم حوله. وأزهاره تتراقص مع العبير... فجأة تحولت فراشاته الكثيرة إلى طائرات.. والنهار أصبح ليلاً.. خرج كل شيء من صفحات دفتره. وبقت جمجمته الفاحمة تدور وتدور في المنتصف مكان الأزهار تماماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©