الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الضاد» وعلاقتها «بالفارسية» والاستعمار

«الضاد» وعلاقتها «بالفارسية» والاستعمار
8 مايو 2015 23:00
تحرير الأمير وهيفاء مصباح (دبي) ناقشت أعمال اليوم الثاني من المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية قضايا تتعلق بهذه اللغة والاستعمار الأجنبي واللغة العربية في إيران وعلاقتها بالأمن والولاء والوحدة. فيما جاءت ندوات أخرى أكثر التصاقا بالجانب التربوي من قضايا وموضوعات في تعليم العربية للناطقين بغيرها، وإشكالية تواجدها في مؤسسات التعليم العالي ودراسات لغوية وصوتية ونشر اللغة العربية. نماذج استعمارية وتخلل ندوة اللغة العربية والاستعمار الأجنبي تقديم ستة بحوث علمية محكمة من دول الجزائر ونيجيريا وتركيا ومصر، وأدار الندوة د. صالح بلعيد، وقدم د. معاذ محمد رابع، بحثا حول اللغة العربية والاستعمار البريطاني في نيجيريا، وجاء البحث الذي قدمه د. حسن يازيجي حول مكانة اللغة العربية في عصر العثمانيين، فيما تحدثت د. عفاف العلي حول الاستيطان الأجنبي في الوطن العربي وأثره على اللغة العربية، موضحة أن هناك إشكالية مهمة تحاول الورقة البحثية الوقوف على أركانها، لما لها من آثار على المجتمع العربي وتشكيل هويته والتي تتمثل في تأثر اللغة العربية ببعض اللهجات واللغات الاستعمارية، كما في بلاد المغرب العربي، وإشكالية تأثر لغتهم باللغة الفرنسية لغة المستعمر فضلا عن اللغات واللهجات الدخيلة نتيجة الاستعمار البريطاني أو بعض الهجرات الاستيطانية غير العربية الوافدة كما في دول الخليج العربي والتي بلاشك أثرت على لغتهم ولهجتهم المحكية ونتخذ سلطنة عمان نموذجا. وخلصت إلى أن التأثيرات الحضارية متبادلة ومستمرة بين الهنود والعرب، وخاصة عرب عمان وإن اللغة الهندية بمصطلحاتها وألفاظها قد أثرت على لغة ولهجة العمانيين، وأن التأثيرات اللغوية لم تقف عند تأثير لغة الهند على العربية، بل وأثرت اللغة العربية على اللغة الهندية في الوقت ذاته. وجاء البحث المقدم من د. وهيبة قطوش من الجزائر ليغطي جانب الهوية الجزائرية ونضال الهوية في ظل الاستعمار الفرنسي، موضحة أن القوات الفرنسية اجتهدت في تهديم كل ما له علاقة باللغة العربية، كالكتاتيب والمدارس القرآنية، كما فرضت رقابتها على الزوايا التي كانت تحافظ على تعليم اللغة العربية، وأنشأت المدارس الفرنسية كبديل، وشجعت الجزائريين على تعلم الفرنسية والتعامل معها، إلا أنها فشلت في طمس اللغة العربية، بل العكس زادت الجزائريين تمسكا بلغتهم العربية. ولفتت إلى أن الحديث عن هذه العلاقة هو بمثابة الحديث عن صمود شعب عربي كافح للحفاظ على لغته العربية وانتصر. العربية والهلوية وناقشت ندوة أخرى اللغة العربية في إيران وجاءت بإدارة د. هاشم صالح مناع، وقدم من ايران د. عبد النبي بحثا حول علاقة الفارسية بالعربية، موضحا ان لغة الضاد تعد المكون الرئيسي للغة الفارسية وأحد أهم أركانها وركائزها، وأصبحت منذ أن اعتنق الفرس الإسلام اللغة الرسمية السائدة في بلادهم، وبمرور الوقت اندثرت الفارسية البهلوية او الفارسية الوسطى، وحلت محلها العربية في جميع المراسلات والكتابات، ومع أن اللغة البهلوية لم تندثر بين ليلة وضحاها، لكن الأمر الجلي أن العربية اتخذت مكانا مرموقا لدى الفرس، وقاموا بترجمة العديد من الكتب من البهلوية الى العربية. وجاء البحث المقدم من د. سلطان محمد النعيمي من الإمارات حول توظيف اللغة العربية في الاستراتيجية الاعلامية الايرانية، وتحدث حول الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في سياسات الدول واستراتيجياتها، الأمر الذي يدفع به ليكون ساحة تصب السلطة الحاكمة اهتمامها الكبير فيها، وحين تكون هذه السلطة ذات طابع أيديولوجي، فإنها تسعى الى تعزيز هذا الأمر، سواء أكان داخليا أم خارجيا، كما أن الدعاية الإعلامية أصبحت عنصرا رئيسيا لتلك الأيديولوجية والتسويق لها، فالدعاية هي أداة للإقناع السياسي والأيدلوجي يتجلى خطرها في تشويه اللغة الإعلامية القولية، وفرض رأي معين على المتلقي تحت غطاء الأخبار، فتتحول بذلك وسائل الإعلام من مؤسسات إخبارية مساعدة على تكوين الرأي العام الى مؤسسات دعائية. وتابع: أنه لما كان للأيديولوجية أثرها في عملية تحليل الخطاب السياسي فيمكن ملاحظة تأثير آيديولوجية التيار الديني الحاكم في إيران على الخطاب السياسي والإعلامي الايراني، ويمكن ان نتتبع أثرها، بدءاً من مؤسسات النظام الايراني، مرورا بمبادئ السياسة الخارجية الايرانية، وليس انتهاءً بالتصريحات والخطابات السياسية لمسؤولي النظام الايراني. وقدم د. النعيمي نماذج من توظيف اللغة في الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية. توحيد المصطلحات وفي الجلسة التي أقيمت بعد ظهر أمس، وأدارها خليفة السويدي، طالب المشاركون بتوحيد المصطلحات ضمن (مجمع لغوي في دولة واحدة)، أسوة بالأكاديمية الفرنسية التي تعنى باللغة الفرنسية، وأجمع المشاركون في الجلسة التي حملت عنوان «اللغة العربية والأنظمة والتشريعات» على أن اللغة العربية قادرة على (الصمود)، مؤكدين أن ما يجعل اللغة حية هي تداولها. ودعا المشاركون إلى إجبار جميع وسائل الاعلام على استخدام نفس المصطلحات، مشددين على وضع قوانين لحماية اللغة العربية واستخدامها كلغة وطنية ضمن تشريعات ونظم تستنير بها الدول. وقال نور الدين بوشكوج الأمين العام في الاتحاد البرلماني العربي: لا يمكن إجبار أي شخص أو جهة على استخدام العربية بشكل قصري إلا ضمن قانون محكم وتشريعات مفعلة. وقال ابو بكر بالقادر مدير ادارة الثقافة في منظمة التعاون الإسلامي: إن للعربية مكانة خاصة، لأنها اللغة الدينية والدنيوية للمسلمين، منوهاً بأن الدول الأعضاء تطالب بنشر اللغة العربية لتكون الثانية بعد (الأم). وأكد بدر الدين العلالي الأمين العام المساعد لجامعة اللغة العربية ضرورة تنفيذ حزمة توصيات كي ترتقي اللغة العربية تتصدرها ترجمة الوثائق والرسائل والعقود، كما يجب توفير جميع الأخبار والبيانات بالعربية الفصحى في القطاع الإعلامي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©