الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقالـب العقل الباطـن

مقالـب العقل الباطـن
11 يناير 2006

'أعرف أنها مشكلة شديدة الغرابة ـ تقول الأم القلقة على طفلها ـ طفلي يلعب وهو نائم، يهذي بكلمات غير مفهومة بصوت مرتفع، يقف ويقفز، ثم يواصل النوم وكأن شيئا لم يحدث، ويتكرر هذا المشهد كل يوم تقريبا حتى أننا أصبحنا نخشى عليه من النوم وحده· الغريب انه في الصباح لا يتذكر أي شيء مما يفعل؟'·
وتحكي أم ثانية قصة مختلفة في التفاصيل وإن كانت تحمل نفس ملامح القصة الأولى، فطفلتها البالغة من العمر 4 سنوات تتحدث كثيرا أثناء النوم بكلمات غير مفهومة وتقوم من الفراش وتقف لبعض الوقت في الغرفة وأحيانا تخرج منها ثم تعود لتواصل النوم وإذا أيقظتها تنخرط في بكاء شديد قبل أن تخلد الى النوم مرة ثانية·
الدكتور ملاك جرجس أستاذ علم النفس أعد دراسة قيمة حول المشي والكلام والحركة العنيفة في الفراش أثناء النوم عند الأطفال، أشار فيها الى الكثير من أسباب هذه المشكلة التي تؤرق أولياء الأمور، وهو يرى أن مثل هذه التصرفات غير الإرادية هي وسيلة لا شعورية للتعبير عن مكنونات الطفل في عقله الباطن، تظهر بشكل مبالغ فيه في صورة المشي أثناء النوم والكلام والتقلب الشديد في الفراش والتوتر من وقت الى آخر· ويعاني بعض الأطفال المحرومين والذين يسيطر عليهم الشعور بالنقص من المشي أثناء النوم وهم في ذلك يعبرون عن مكنونات أنفسهم فكل ما فشلوا في تحقيقه أثناء النهار قد يحققونه في صورة حلم مجسم بالحركة· وعلى سبيل المثال فإن الطفل الذي يعجز عن لعب كرة القدم التي يحبها لان والده يمنعه من ذلك أو لان إخوته لا يسمحون لهم بمشاركتهم لعبهم يتألم ألما شديدا ولذلك ييسر له عقله الباطن أثناء النوم ممارسة لعبته المفضلة فنجده يحرك ساقيه ذات اليمين واليسار وكأنه يقذف الكرة وقد يتكلم وهو نائم أيضا كما يتكلم اللاعبون ولكن بألفاظ غير مفهومة جيدا لمن يسمعه· والطفل الذي يعاني من مشاكل في النطق والكلام تجعله موضع سخرية من زملائه في المدرسة أو من إخوته في البيت من اللجلجة أو التهتهة أو اللعثمة وغيرها، قد يتكلم بصوت مرتفع وهو نائم وربما يقف ويتحدث كما لو كان يلقي خطبة·
ويحتاج الطفل في مثل هذه الحالات الى العلاج النفسي ولكن قبل علاج هذه الحالات نفسيا لابد من علاج الظروف التي أدت الى حدوثها، أي أن التعامل مع المشكلة يبدأ من البيت أو المدرسة·· لإزالة العوامل الضاغطة على الطفل والتي تجعله يشعر بالنقص والخوف والقلق والعزلة والاكتئاب· ومن المهم كذلك فحص الطفل جيدا لاستبعاد أي أسباب عضوية تؤثر على نومه أو تؤدي الى توتره أثناء النوم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©