فجر انتحاري صدريته المليئة بالمتفجرات داخل مقر إحدى الوزارات وسط العاصمة الأفغانية كابول صباح أمس الخميس؛ ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح ستة آخرين، فيما لقي أربعة من ضباط الشرطة حتفهم في انفجار قنبلة زرعت على جانب أحد الطرق جنوبي أفغانستان·
وكشف مسؤول بوزارة الداخلية طلب عدم ذكر اسمه أن حراس مبنى وزارة الاعلام والثقافة فتحوا نيران أسلحتهم على الانتحاري ولكنه تمكن من دخول المبنى وتفجير نفسه·
وقال علي شاه أحمد زاي نائب قائد شرطة كابول إن الهجوم ''أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، سيدة وأربعة رجال، فضلا عن جرح ستة آخرين''· وأوضح المتحدث باسم الداخلية الافغانية زيماراي بشاري أن الانتحاري دخل مقر وزارة الإعلام والثقافة في منطقة مزدحمة بقلب العاصمة كابول، حيث فجر نفسه· كما أكد أحمد زاي أن الحراس فتحوا نيران أسلحتهم على منفذ الهجوم، مضيفا أن الشرطة تمكنت من اعتقال شخص يعتقد أنه ساعد الانتحاري·
من ناحيته، أوضح المتحدث باسم وزارة الاعلام حميد نصيري ورداك أن الوزير لم يكن في المبنى لحظة وقوع الانفجار، مؤكدا أن الهجوم كان يستهدف الوزير· وقال ''لقد فجر الانتحاري نفسه في قاعة المؤتمرات، ما أدى إلى تضرر مكتب الوزير· الوزير ومستشاروه لم يكونوا في المبنى بل في المتحف الوطني، ولكن الاعتداء استهدف الوزير''· وكان وزير الاعلام عبدالكريم خورام، وهو أحد المساعدين السابقين لأمير الحرب قلب الدين حكمتيار، أصيب بجروح في اعتداء انتحاري في قندهار (جنوب) في 17 مايو ·2007 ودان الرئيس الافغاني حميد كرزاي، الموجود في اسطنبول في زيارة رسمية، بشدة هذا الاعتداء ''الهمجي، واللاإنساني والمناقض للإسلام'' على حد وصفه·
ووصف موظف في الوزارة، طلب عدم الكشف عن اسمه، أحداث العملية الجريئة التي نفذتها مجموعة طالبان · وقال ''كان هناك ثلاثة مهاجمين مسلحون برشاشات كلاشنيكوف اطلقوا النار على الحراس الموجودين عند المدخل· ومن ثم دخل الانتحاري وفجر نفسه في قاعة المؤتمرات التي يفصل بينها وبين دار حضانة جدار رفيع· لقد قيل لنا إن سبعة اطفال على الأقل أصيبوا بجروح جراء الانفجار''· وأتى الانفجار على مرآب الوزارة، كما حطم زجاج نوافذ المبنى· وفرضت قوات الامن طوقا أمنيا حول المبنى ومحيطه، وبدا عليها التوتر لا سيما بعدما سرت شائعات عن وجود انتحاري ثان· وأوقفت الشرطة رجلا في المكان·
وفي بيان نشر على موقع حركة طالبان، أعلن مسلحوها مسؤوليتهم عن الهجوم، موضحين أن ثلاثة من مقاتلي ''فوج الحمزة'' اقتحموا مبنى الوزارة في الوقت الذي كان يعقد فيه مستشارون أجانب لقاء مع مسوولين أفغان داخله·
وأضاف البيان أن واحدا من المقاتلين ويدعى نجيب الله فجر نفسه داخل المبنى، بينما تمكن الآخران من الهرب بعد إطلاق النيران على الحراس· وأوضح بيان طالبان أن ستة حراس قتلوا، إلا أنه لا توجد لديهم معلومات حول المستشارين الأجانب·
إلى ذلك، أدان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير التفجير الانتحاري في كابول وقال إن الهجوم أظهر أن الإرهابيين أرادوا إضعاف الدولة الأفغانية ونشر الخوف وانعدام الثقة بين أفراد شعبها·
وقال الوزير في بيان ''لا يمكن السماح لذلك أن يحدث''· وأضاف شتاينماير ''سنواصل الجهود المكثفة مع الحكومة الافغانية والمجتمع الدولي لضمان توفر الأمن الضروري لإعادة بناء وتنمية أفغانستان''·
وفي حادث منفصل، لقي أربعة من رجال الشرطة الافغانية حتفهم اليوم وجرح آخر عندما اصطدمت مركبتهم بقنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق بمنطقة داند جنوبي إقليم قندهار·
وألقى قائد شرطة الاقليم مطيع الله خان باللائمة على ''أعداء افغانستان'' وهو التعبير الذي غالبا ما يستخدمه المسؤولون الافغان لوصف مسلحي طالبان التي أطاح الغزو الاميركي بحكمها نهاية عام ·2001
من جهة أخرى صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف موريل أن الولايات المتحدة تدعم جهود الحكومة الأفغانية لمصالحة مع طالبان ولكن ليس مع زعيم الحركة الملا محمد عمر·
وقال موريل في مؤتمر صحفي ''بصفتنا حكومة لا نعتقد أن الملا عمر شخص يمكن التصالح معه''· وأضاف أن ''يدي الملا عمر ملوثة بدماء آلاف الأميركيين نظرا للدعم الذي قدمه لأسامة بن لادن'' زعيم تنظيم القاعدة·
ويتزعم الملا محمد عمر الفار منذ ،2001 الناشطين الأصوليين الذين حكموا أفغانستان من 1996 إلى نهاية ·2001
عدد اليوم
