تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين أمس في وسط العاصمة السورية وهم يرددون هتافات ضد الولايات المتحدة احتجاجا على عدوانها على الاراضي السورية في البوكمال الحدودية مع العراق، وطالبوها بتقديم اعتذار عن انتهاكها سيادة بلدهم · وبينما أغلقت السفارة الأميركية في العاصمة السورية أبوابها تحسبا من ردود الفعل الغاضبة، أعلنت الخارجية الأميركية أنها تدرس ردها على إغلاق سوريا مؤسسات أميركية في دمشق·
وردد المتظاهرون الذين رفعوا الاعلام السورية وسط دمشق هتافات معادية لأميركا وطالبوها بالرحيل من المنطقة مهددين برد فعل قوي، ومؤيدين لحكومتهم برئاسة بشار الأسد·وشارك في التظاهرة طلاب المدارس والجامعات والعمال والموظفون، وانتهت المسيرة بعد ساعتين من الاعتصام دون ان تقترب من السفارة الاميركية·
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالولايات المتحدة وترفض ''ديمقراطية أميركا الارهابية والاجرام الاميركي وقتل المدنيين في البوكمال''· وندد المتظاهرون بـ''الاعتداء الآثم على الاراضي السورية'' معتبرين أن الهجوم إفلاس لإدارة الرئيس الاميركي جورج بوش· وأكد المتظاهرون أنهم ينددون أيضا بالاعمال الارهابية الاميركية والاسرائيلية على فلسطين، وأكدوا قائلين ''سنحرر فلسطين كما ستقوم سوريا بتحرير أراضيها''· وأعلنت سفارة الولايات المتحدة في دمشق أنها أغلقت أبوابها أمس تحسبا للتظاهرة، وقالت في بيان نشر على موقعها على الانترنت ''بسبب مخاوف أمنية متزايدة تغلق سفارة الولايات المتحدة أبوابها الخميس 30 اكتوبر ·''2008 وأوضح البيان توجس السفارة من احتمال تنظيم تظاهرة أمامها، داعيا الرعايا الأميركيين إلى تجنب هذه المنطقة·
وقد مر بضعة شبان بسياراتهم أمام السفارة الأميركية رافعين صور الرئيس السوري ومنددين بالهجوم الاميركي، بينما مر عشرة طلاب جامعيين أمام السفارة وهم يهتفون ضد أميركا وإرهابها مشيرين إلى بغداد ''التي ابتليت به''· وقام عشرات من عناصر مكافحة الشغب والشرطة المدنية بحراسة مبنى السفارة الاميركية المقفلة، بينما تمركزت قرب المبنى سيارات إسعاف وإطفاء تحسبا لأي طارئ·
من ناحيته أعلن وزير الاعلام السوري محسن بلال أن بلاده تنتظر ''اعتذارا وتعويضا'' لأهالي الضحايا الذي سقطوا في الغارة الاميركية· وقال بلال لإذاعة مونت كارلو الدولية ''ما زلنا بانتظار توضيحات من هذه الإدارة الأميركية للعدوان الذي ارتكبته، وطلبنا منهم الاعتذار والتعويض لأهالي الضحايا وحتى هذه اللحظة لم يصلنا جواب عن تلك الطلبات''· وفي السياق جرى اعتصام سلمي مساء أمس أمام تمثال صلاح الدين قرب قلعة دمشق للتنديد بالهجوم الاميركي، بمشاركة احزاب المعارضة على رأسها حزب الاتحاد الاشتراكي برئاسة حسن عبد العظيم والجمعية الاهلية لمناهضة العنصرية· كما دعيت كل القوى وتيارات المجتمع المدني الى المشاركة في هذا الاعتصام·
وفي واشنطن أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس الأول أنها تقوم بدرس ردها على سوريا بعد طلب إقفال المركز الثقافي الاميركي والمدرسة الاميركية في دمشق· وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود أن القائمة بالاعمال الأميركية مورا كونيلي قد استدعيت أمس الأول الى وزارة الخارجية السورية حيث أبلغها رئيس البروتوكول ''شفهيا الطلب السوري بالاقفال الفوري للمركز الثقافي الاميركي''· واضاف قائلا إن ''الحكومة السورية طلبت أيضا إقفال المدرسة الاميركية في 6 نوفمبر''، ولم يشر الى الاسباب التي تذرعت بها السلطات السورية· وقال المتحدث ''لن نقدم تفاصيل إضافية على تفاصيل المراسلات الدبلوماسية، اننا ندرس ردنا''·
عدد اليوم
