يندر أن تجتمع في رياضة واحدة، شراكة كائنين حيين، مثلما يندر أن تجتمع لرياضة واحدة مناقب عدة، تتصل بمكارم الأخلاق، والأصالة كما رياضة الفروسية التي تحقق لمزاولها متعة وراحة ونشاطا وقوة لا تعادلها أي رياضة أخرى· وتتطلب الفروسية من فرسانها إلى جانب الإلمام برياضة الفروسية وحسن التعامل مع الخيل، أدوات عدة لاستكمال ممارستها، شأنها شأن معظم الرياضات التي يحتاج المشارك فيها إلى استعمال أدوات خاصة وارتداء ألبسة محددة لمزاولتها·
على الرغم من كون الفروسية رياضة ''عريقة'' مرتبطة بالعرب منذ آلاف السنين إلا أنها أهملت في القرن التاسع عشر لتعود وتستعيد أمجادها في القرن العشرين، فأخذ الاهتمام بها على الصعيدين الرياضي والتجاري يمثل الدافع الأكبر لكثير من المهتمين بشؤون الفروسية في العالمين العربي والغربي، ما دفع بكثير من الشركات إلى إنتاج ألبسة وأدوات الفرسان، لخدمة الرياضيين الذين يمارسونها·
إلى ذلك، يقول عبد الله الأحمد (تاجر ألبسة فروسية): ''مع ازدهار رياضة الفروسية في الخليج عموما والإمارات خصوصا، ومع ظهور فرسان نجوم على صعيد العالم اتسعت رقعة انتشار هذه الرياضة وبات لزاما على السوق المحلية أن توفر كافة مستلزمات الفرسان والفارسات، سواء كانت ألبسة أو أدوات لا تتم الرياضة دونها''·
ويعدد الأحمد قطع الألبسة التي يرتديها الفرسان من كلا الجنسين، قائلا: ''يتألف زي الفارس من بنطال، وقميص، وسترة، وقفازين، وحذاء مرتفع (بوط)، وجاربين، وخوذة· فضلا عن أدوات رئيسة كأجهزة تدريب الفرسان التي تتضمن ''خيولاً خشبية'' للتعليم النظري والتعريف بأجزاء وأعضاء الخيل، وكيفية ركوبه والحركة فوق سرجه وكيفية لجمه، وأسواط للسباقات المضمارية''·
ألبسة واقية
وتكشف زيارة المعارض الدولية المختصة بالفروسية، الكثير من المعلومات حول ألبسة الفروسية، من حيث مصادر إنتاجها وأسعارها وأنواعها·
ويقول إسماعيل حسين (بائع ألبسة وأدوات الفروسية): ''تطرح الكثير من الشركات العالمية المختصة بمنتجات الفروسية، في السوق المحلية العديد من نماذج وتصاميم ألبسة الفروسية، لكننا نتفق مع المدربين الذين يوصون دائما صغار الفرسان والهواة بضرورة اقتناء ألبسة الفرسان الواقية وهناك القبعات والخوذات ' وكذلك الأبواط ''ومشدّات الركبتين والساعدين، والسترة الواقية، و مقابض مطاطية بطول 60 سنتيمترا· من شأن هذه الألبسة الواقية حماية المتدربين في حال تعثر الخيل أو الوقوع عنه''·
ويلفت حسين إلى تفاوت الأسعار بين الشركات المنتجة، بحسب النوعية أو الماركة أو الفئة العمرية· ويشرح: ''ثمة سترة واقية يمكن أن يبلغ ثمنها 12 ألف درهم· وهناك تصاميم متعددة لشركات ومصممي أزياء من إيطاليا وفرنسا وسويسرا وألمانيا وانجلترا والصين واليابان''·
أزياء الفرسان
يقول الفارس محمد الشامسي:''هناك ألبسة خاصة بالفارس الهاوي (المبتدئ)، وألبسة للفارس المتمرن ( لم يبلغ السن القانونية المحددة للفرسان المحترفين)، وألبسة لفارس السباق (لم يحقق الفوز بالسباقات، لكنه يواصل تدريباته)، وألبسة للفارس المحترف الذي يشارك بالبطولات المحلية والدولية ويحرز مراكز متقدمة''·
وتشير الفارسة سارة إلى أنه ''يفترض بكل فئة عمرية أن ترتدي اللباس الذي يناسب تدريباتها وقدراتها، لأن اللباس عامل مساعد في تعلم الفروسية، وقد يعيق سوء اختياره تدريبات الفرسان الهواة، ويربك سباقات المتمرنين''·
خيارات متعددة
يقف سلطان (13 سنة) أمام صالة عرض ألبسة فروسية، يناقش والده في أمر شراء مقابض جلدية وطقم جديد ليلبسه خلال سباقات ''الطفولة''، يضحك والده ويخبره:''النادي يتكفل بتقديم لباس موحد لك ولزملائك الفرسان خاص بالبطولة''· لكن الصغير يلح في الطلب، قائلا:''حسنا··· اشتر لي طقما للتدريب اليومي''·
يقول أبو سلطان:''في كل مرة أشتري ألبسة أو أدوات فروسية لولدي، أراعي أن يكون مدربه معنا، فهو فارس محترف، وخبرته كبيرة، ويعرف أي اللباس أكثر ملائمة وحماية''·
أما سجى (عارضة ألبسة فروسية)، فتقول: ''أتردد إلى صالات العرض لمتابعة أحدث صيحات الموضة''، مؤكدة أن ألبسة الفروسية ''موضة'' بحد ذاتها· وتضيف: ''لا أجيد رياضة الفروسية، لكنني أحب منتجاتها لأنها تمنح مرتديها الأناقة والرشاقة والثقة، وثمة تصاميم متميزة لألبسة الفارسات، تراعي الشركات المنتجة تحديثها بين موسم وآخر، وإضافة لمسات أنثوية إليها''·
إضــــاءات
؟ تباع ألبسة الفروسية بمختلف أنواعها وتصاميمها، في كافة إمارات الدولة عبر محال متخصصة بأدوات الفروسية·
؟ تتراوح أسعار الأطقم (تضم اللباس الكامل للفارس) من 700 درهم وصولاً إلى 12 ألف درهم·
؟ اقتصر استيراد ألبسة الفروسية خلال السنوات الماضية على معظم الدول الأوروبية، بينما اقتحمت الصين واليابان، أخيرا، مجال إنتاج ألبسة بمواصفات عالية الجودة·
؟ يقيم بعض مصممي الأزياء في أوروبا عروضا سنوية، يعرضون خلالها تصاميم خاصة بالفروسية للجنسين·
الأول و الأشهر
؟ ذكر ابن الكلبي في كتابه ''أنساب الخيل'' أن أول من ركب الخيل هو إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام· وأن أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل ''زاد الراكب'' و ''الهجيس'' و ''الديناري''·
؟ ذكر ابن عبدربه في كتابه ''العقد الفريد'' أشهر فرسان العرب:
ابن أسد وخيله ''الوجيه''، وعنترة العبسي وخيله ''الأبجر''، وسلمى وخيلها ''لاحق''، وابن رباح وخيله ''ذو العقال''، وخولة بنت الأزور وخيلها ''أملس''، والحارث بن عباد وخيله ''النعامة''، وابن نهشل وخيله ''الصريح''
عدد اليوم
