الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياحة الفضائية ·· استثمار في المستقبل

السياحة الفضائية ·· استثمار في المستقبل
1 نوفمبر 2008 01:23
شهدت مدينة نيويورك مؤخراً انعقاد أول مؤتمر عالمي للصناعة الفضائية حضره عدد كبير من علماء الصواريخ والضباط العسكريين وحتى بعض مديري تشغيل صناديق التحوّط الذين أعربوا عن اهتمامهم بضخّ مبالغ ضخمة في هذا القطاع الاستثماري الواعد· وكان السؤال الأول الذي طرح في المؤتمر: من الذي يحصد العوائد الراهنة لصناعة الفضاء؟· يقول تقرير نشرته مجلة (بوبيولار ميكانيكي) في عددها الأخير إنه يمكن للأرقام الواقعية التي تتعلق بالعوائد المادية لهذه الصناعة عن عام 2007 أن تقدم فكرة واضحة عن تطورها· ويكون من الضروري الإشارة إلى أن السياحة الفضائية لا تشكل إلا قطاعاً واحداً من صناعة الفضاء· ووفقاً لهذا الاعتبار، يمكن اعتبار صناعة بناء وإطلاق وتشغيل الأقمار الاصطناعية هي الأكثر استئثاراً بالعوائد حيث بلغت في ذلك العام 138,8 مليار دولار تتضمن بيع التجهيزات والخدمات· ويشكل هذا المبلغ 55 بالمئة من مجمل عوائد الصناعة الفضائية عبر العالم أجمع· واستأثرت خدمات استقبال وإرسال البث التلفزيوني المباشر من مواقع الأحداث إلى البيوت ونظام تحديد الموقع عبر الأقمار الاصطناعية، بعوائد ضخمة ومتزايدة بلغت 20 مليار دولار خلال العام الماضي· ويقول خوان ماجوير نائب المدير العام التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن سبيس سيستمز: (لم يكن الفضاء في أي يوم من الأيام وثيق الصلة بحياتنا اليومية بمثل ما هو عليه الآن)· وتحظى قضية الحفاظ على سلامة نظام تحديد الموقع بأولوية الاهتمامات العالمية ، خاصة بالنسبة للولايات المتحدة التي تعتمد عليه لتوجيه صواريخها وطائراتها وسفنها الحربية· ويشير جاري بيتون من خبراء القوى الجوية في البنتاجون إلى أن أكثر من نصف التجهيزات المستخدمة في تشغيل أقمار تحديد الموقع التي يبلغ عددها 30 قمراً وتمتلكها وزارة الدفاع الأميركية، أصبحت في حكم المعطلة ولم تعد لها أية فائدة· وهذا يعني أن الصناعة الفضائية تحتاج إلى ضخ المزيد من الأموال لإعادة تأهيل الأقمار والتجهيزات الملحقة بها والتي دخلت مرحلة الشيخوخة· رحلة العمر بالرغم من الشعبية الكبيرة التي يحظى بها قطاع السياحة الفضائية إلا أن الفرص والإمكانات التي تتيحها لا تزال محدودة ومكلفة· ومن الناحية العملية، يقتصر تقديم هذه الخدمات في العالم على وكالة الفضاء الروسية· وتمكنت وكالة الفضاء الروسية مؤخراً من نقل سائح أميركي على متن العربة سويوز إلى المحطة الفضائية الدولية وإعادته إلى الأرض مقابل 20 مليون دولار· ويبدو هذا السعر معقولاً بالنسبة للكثير من الباحثين عن الشهرة؛ ودليل ذلك أن كافة الرحلات السياحية الفضائية الروسية المبرمجة لعام 2009 محجوزة بالكامل· وتكمن أهم الفوائد التي يجنيها السائحون الفضائيون حتى الآن في الشهرة والخصوصية لأن مجرّد القيام بهذه الرحلة تجعل السائح حديثاً للصحف ووكالات الأنباء· وربما كان النظر إلى الكرة الأرضية وهي تسبح في الفضاء هي أقل ما يهتم به السائح الفضائي· وأصبحت مراكز إطلاق رحلات السياحة الفضائية منتشرة في العديد من مناطق العالم مثل كاليفورنيا وأوكلاهوما وفلوريدا وفرجينيا وآلاسكا ووسكونسن في الولايات المتحدة، ومنطقة إسرانج في السويد، وفي الإمارات العربية المتحدة· تطور واعد تمثل الطائرة الفضائية التي يمكنها بلوغ مدار حول الأرض من دون استخدام صاروخ أو منصّة إطلاق، تطوراً مهماً في صناعة السياحة الفضائية· وهي تختلف في المبدأ والأسلوب عن طرق حمل السياح إلى الفضاء· ويتم حمل الطائرة الصاروخية التي تدعى (سبيس شيب ون) تحت طائرة نقل تنطلق بها بسرعة عالية حتى تبلغ ارتفاع 100 كيلومتر (62 ميلاً) لتتجاوز بذلك أعلى طبقة في الغلاف الجوي الأرضي، ثم تقوم بعدة دورات حول الأرض لتعود ثانية من حيث أتت· وكان مسؤول في الشركة التي أشرفت على تصميم وبناء الطائرة من مادة الكومبوزيت قال:''لقد فتحت سبيس شيب ون الآفاق الواسعة أمام الأجيال الجديدة من السياح للسفر إلى الفضاء''· ويذكر في هذا الصدد أن بول آلن الذي سبق له أن أسهم مع بيل جيتس في تأسيس شركة مايكروسوفت الشهيرة، هو الممول الوحيد وصاحب فكرة الاستثمار في هذا المشروع الفريد· وتكفّل مدير شركة (سكيل كومبوزيت) بورت روتان بتصميم الطائرة الصاروخية· وربما لا تكون هذه الطائرة الواعدة بحد ذاتها أكثر غرابة من الوقود الذي استخدم في إطلاقها، حيث كانت (سبيس شيب ون) أول طائرة صاروخية تستخدم وقوداً يتألف من مزيج من المطاط وأوكسيد النتروجين المعروف أكثر باسم (الغاز المضحك)· ويقول جيم بينسون مدير الشركة التي أشرفت على تركيب الوقود الجديد: ''تعد هذه الطائرة الصاروخية أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة· وهي تستخدم وقوداً عالي الثبات وغير سام على الإطلاق، وقد تفتح آفاقاً جديدة في صناعة السياحة الفضائية''· مجسمات الأشعة تحت الحمراء يحتل الإنفاق المالي لحكومة الولايات المتحدة المرتبة الثانية من مجمل العوائد العالمية للصناعة الفضائية· وفي عام ،2007 أنفقت عليها 62,5 مليار دولار أو ما يعادل 25 بالمئة من سوقها العالمية· ويمثل الإنفاق العسكري جزءاً مهماً من الميزانية التي ترصدها الحكومة الأميركية لهذه الصناعة· وهناك لاعبون أميركيون أقل أهمية في هذه الصناعة مثل الجمعية العلمية الوطنية التي يبلغ حجم إنفاقها على الأقمار الاصطناعية (0,33 مليار دولار) والإدارة الفيدرالية للطيران المدني (10 مليون دولار)· أما صناعة السياحة الفضائية فلم تتمكن من جمع أكثر من 0,04 مليار دولار خلال العام الماضي أو أقل من 1 بالمئة من السوق الفضائية العالمية· وتعمل الولايات المتحدة الآن على تطوير أقمار اصطناعية بالغة التطور تعمل كمجسات فضائية لالتقاط وتحليل الإشعاعات تحت الحمراء الصادرة عن النجوم البعيدة إلا أنها ستستخدم قريباً في كشف ومتابعة الصواريخ العابرة للقارات· مغامرون فضائيون خلافاً لما كان يتوقعه الخبراء قبل بضع سنوات، يمكن القول الآن إن السياحة الفضائية سجلت بداية بطيئة ومترددة· إلا أنهم يؤكدون أيضاً أنها ستصبح مشاعاً لكل الناس في المستقبل القريب· وأصبحت أسماء السياح الفضائيين الذين نجحوا في الوصول إلى مدار حول الأرض معروفة في العالم أجمع وكان أولهم دينيس تيتو الذي دفع عام 2001 مبلغ 20 مليون دولار مقابل رحلة إلى المحطة الفضائية الدولية، ومارك شاتلوورث الذي قام برحلة مشابهة عام 2002 وكانت شركة ''سبيس أدفينشيرز'' أو ''المغامرات الفضائية'' التي يوجد مقرها في ولاية فيرجينيا هي المشرفة على تنفيذ الرحلتين· وجاء بعد ذلك دور كريج أولسن الذي تلقى تدريباته في المركز الروسي لرواد الفضاء · وعادة ما تستغرق الرحلة من الأرض حتى الوصول إلى المحطة الفضائية الدولية يومين تتخللهما فترة الدوران حول الأرض استعداداً للانطلاق نحو المحطة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©