في كل مرة نزور معرض المجوهرات والساعات الدولي الذي انطلقت دورته الأولى عام ،1991 نشعر بالإبهار· وبغض النظر عن الأسباب سواء كانت تتعلق بالتوسعة المستمرة لموقع الحدث في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أو بتطور الموضة وجمالياتها، فإن النتيجة واحدة· دهشة وإعجاب بالقطع المتلألئة فيه من حلي وقلائد وأساور فيها من مختلف الأحجار الكريمة والألوان المتجددة دوماً والتي لا تشبه الذهب التقليدي الذي اعتدنا رؤيته في السابق·
المعرض الذي اختتمت فعالياته الأسبوع الماضي، شاركت فيه أكثر من 100 شركة تمثل 15 دولة· وعند التجول بين أجنحته كان لا بد من النظر بتمعن الى المجوهرات الاستثنائية التي تلفت النظر إما لحجمها غير الاعتيادي وإما لطرازها الذي بات أقرب الى الأشكال الهندسية منه الى الموديل الروتيني· وتستحوذ شركات شرق آسيا على أكبر قدر من القطع الملفتة والغارقة بالألوان الصارخة من أصفر وأزرق وأخضر· وهي لجمالها تجذب اليها الكثير من النساء ولا سيما الباحثات عن الحلي الفريدة غير المنتشرة في السوق·
وفي دورات المعرض السنوية يكثر الطلب على القطع الماسية واللآلئ الأصلية، تحديداً في الأجنحة المحلية صاحبة الماركات الشهيرة المنتشرة داخل الدولة· فهي تحتوي على حلي وساعات مرصعة بأرقى الأحجار الكريمة وأندر القصات الماسية التي لا يختلف اثنان على قيمتها·
ضم المعرض أحدث التشكيلات من المجوهرات والساعات الثمينة وعالية القيمة والجودة والتصميم· وبرهنت محتويات الأجنحة المشاركة من داخل الدولة على أن صناعة المجوهرات في الإمارات قطعت مراحل كبيرة وضعتها عند مستوى عال من الرقي· وباعتراف أصحاب الاختصاص، فإن المجوهرات والساعات المصنعة محلياً لا تقل قيمة ولا جودة عن مثيلاتها في بلدان سبقتها بأشواط في هذا المجال سواء من حيث النوعية أو التصميم والتصنيع·
وقد تكون المنافسة بين كبريات الشركات الاماراتية والشركات العالمية التي تشارك سنوياً في المعرض، هي الدافع الذي يشجع على تحسين الأداء وتقديم الأفضل· والدليل أنه على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تؤثر على قطاعات كثيرة في المنطقة، تمكنت صناعة المجوهرات في الإمارات من التألق· وباتت مرجعاً لمختلف الدول التي اقتنعت أخيراً بأن صناعة المجوهرات الفاخرة ليست حكراً على ايطاليا وحسب·
تقول حسناء الأمير التي كانت تقف حائرة في اختيارها بين سلسلتين، إنها تنتظر سنوياً حلول موعد المعرض لتتبضع لها ولبناتها: ''بصراحة أفضّل شراء المجوهرات من هنا، لأنها تكون أرخص من السوق بسبب المنافسة بين الشركات العارضة وتنوع الدول المشاركة''·
توافقها الرأي آمنة عبدالحميد التي أطلعتنا على مشترياتها الماسية من الجناح التايلندي قائلة: ''أجزم أنها ماسات أصلية لأنني قمت بفحصها عن طريق الجهاز الخاص· وقد اشتريتها بسعر مقبول نسبياً، مما أمكنني أن أحصل على أكثر من طقم بما أملك من ميزانية''·
من جهة أخرى تعرب إيمان قبيسي عن سعادتها لزيارة المعرض، حيث تنسى الوقت وكل ارتباطاتها ''آتي الى هنا أكثر من مرة خلال دورة المعرض، وأنتقي على مهل المجوهرات التي تناسبني بشرط ألا أتكلف كثيراً· وأعمد كذلك إلى شراء ما أحتاجه خلال السنة من حلي أهديها في الواجبات العائلية والمناسبات''
عدد اليوم
