أدى تسعة وزراء جدد في الحكومة المصرية اليمين القانونية أمس أمام الرئيس محمد مرسي قبيل مغادرته القاهرة في طريقه للبرازيل في زيارة فريدة من نوعها لرئيس مصري لدول أميركا اللاتينية. وأثار التشكيل الجديد الذي رحب به “الإخوان المسلمون”، مجدداً مخاوف المعارضة من تكريس “أخونة الدولة”، خصوصا وأن لائحة الوزراء الجدد ضمت عضوين في جماعة الإخوان ليرتفع عدد أعضاء الجماعة في الحكومة إلى 11 وزيرا. والوزراء الجدد هم: المستشار أحمد سليمان مساعد وزير العدل السابق لشؤون الدراسات القضائية والرئيس بمحكمة الاستئناف وزيراً للعدل خلفاً للمستشار أحمد مكي الذي استقال من منصبه، والمستشار حاتم بجاتو رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا وزيراً لشؤون المجالس النيابية والقانونية، والمهندس شريف هدارة رئيس هيئة البترول وزيراً للبترول والثروة المعدنية، والدكتور أحمد عيسى عميد كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي وزير دولة لشؤون الآثار، والدكتور أحمد الجيزاوي عميد كلية زراعة عين شمس سابقاً وزيراً للزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور فياض إبراهيم وزيراً للمالية، والدكتور عمرو دراج أمين حزب “الحرية والعدالة” بالجيزة وزيراً للتخطيط والتعاون الدولي، والدكتور علاء عبد العزيز عبد الفتاح وزيراً للثقافة، ويحيى حامد المتحدث الرسمي للحملة الانتخابية الرئاسية للدكتور محمد مرسي وزيراً للاستثمار خلفاً للوزير أسامة صالح. وترأس الرئيس محمد مرسي اجتماعاً لمجلس الوزراء بتشكيله الجديد، بحضور الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، وبعد أن أدى الوزراء التسعة الجُدد اليمين الدستورية. وأوضح مرسي أن التعديل الوزاري يُمثل خطوة جديدة تُستكمل فيها مسيرة التطوير في الأداء العام، وضخ دماء جديدة لتحسين المستوى النوعي للخدمات المقدمة للمواطن. وأكد أهمية أن تتاح الفرصة للحكومة بتشكيلها الجديد لكي تعمل على تلبية احتياجات المواطن، خاصة في هذه المرحلة التي يتصدر الملف الاقتصادي فيها أولوية العمل الحكومي، وكذلك العمل على استعادة الأمن والاستقرار في مصر، مؤكداً أن المسؤولية تضامنية بين مؤسسات الدولة. وأوضح أن التحديات التي تواجه مصر حالياً تتطلب تكاتف الجهود وتكاملها، داعياً إلى عدم إضاعة الوقت والنظر إلى الإمام لتحقيق إنجازات سريعة ومتتالية يستشعرها المواطن، وأهمية التركيز على العمل وزيادة الإنتاج. مشيراً إلى أن العالم الذي نعيش فيه لا مكان فيه سوى للأقوياء.
وأشار إلى أن التشكيل الوزاري الجديد يضم وزراء من الشباب للاستفادة من طاقاتهم، واتساقاً بما نادت به الثورة من تمكين الشباب ومنحهم الفرصة لبناء نهضة مصر، دون الاستغناء عن الأجيال الأكثر خبرة.
وقال الدكتور هشام قنديل أن التعديل الوزاري الجديد ركز على المجموعة الاقتصادية، نظراً لوجود تحديات كبيرة في هذه المرحلة الراهنة، خاصة مع بداية الاستقرار السياسي. وأضاف - في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بحضور الوزراء الجدد- “إنه تم التركيز في التعديل الوزاري الجديد على دقة الاختيار والملائمة مع المهمة المطلوبة، بجانب التشاور المجتمعي”. وأشار إلى اعتذار عدد من الجهات المختلفة عن عدم المشاركة في هذا التعديل الوزاري، قائلاً “إن الوزراء الجدد يعدون كوكبة ومجموعة من المخلصين، لأنهم قرروا أن يتحملوا هذه المسؤولية الكبيرة”. وأفاد بوجود تنسيق وتوافق بين رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية في هذا التعديل الوزاري، داعياً في الوقت ذاته جميع المصريين إلى المشاركة في مسيرة البناء.
وقال عمرو موسى رئيس حزب “المؤتمر” وأحد قيادات جبهة الإنقاذ الوطني، إن التعديل الوزاري لا يضيف جديداً ولا يغير كثيراً، وبالتالي فسوف يحتاج الأمر إلى تشكيل جديد في المدى القصير القادم. وأكد ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات كفاءات عالية يثق فيها الناس، مضيفاً أن التحديات كبيرة وحكومة بالتشكيل الجديد لن تتمكن من معالجة الموقف كما هو ظاهر. وتساءل موسى “ألا يعكس التشكيل الجديد خطوة أخرى نحو الأخونة الشاملة؟ ألم يكن الأجدى خطوة مختلفة تعكس الحركة نحو المشاركة والوفاق الوطني؟”. ودعا التيار المدني بمجلس الشورى رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل إلى الكشف عن معايير اختيار الوزراء الجدد، خاصة المستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للمجالس النيابية والقانونية. وأكد التيار أن اختيار بجاتو وهو أمين لجنة الانتخابات الرئاسية، يثير الشكوك حوله، خاصة أن حزب “الحرية والعدالة” في مجلس الشعب المنحل قدم مشروع قانون يمنع أعضاء لجنة الانتخابات الرئاسية من تولي مناصب تنفيذية.
وأعرب الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب “الحرية والعدالة” الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، عن ترحيبه بالتعديل الوزاري الجديد، مجدداً دعم حزبه الكامل للحكومة. وقال الكتاتني “إن الحزب يتفهم الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومات في المراحل الانتقالية، وأنها قد لا تلبي كل الطموحات”، مشيراً إلى أنه أصدر تعليماته لوضع كل إمكانات الحزب الفنية وكوادره في خدمة الحكومة الجديدة حتى تستطيع عبور المرحلة الانتقالية بسلام حتى انتخابات مجلس النواب. ودعا الكتاتني كل القوى الوطنية والسياسية وكل الخبراء التكنوقراط لتقديم يد العون للحكومة الجديدة .
عدد اليوم
