الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مقاربات عربية للآداب البلقانية في «كتاب» أبوظبي

مقاربات عربية للآداب البلقانية في «كتاب» أبوظبي
21 مايو 2014 00:30
فاطمة عطفة (أبوظبي) استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني المترجم إسماعيل أبو البندورة، تناول خلالها العلاقة الثقافية بين البلاد العربية ومنطقة البلقان (دول يوغوسلافيا السابقة وما حولها) وقدم مقاربات عربية للآداب البلقانية. وفي تقديمه للمحاضر عرض الإعلامي عبدالرحمن نقي لمحة من سيرة المحاضر الذاتية وتخصصه بدراسة العلاقات الدولية في جامعة بلغراد 1974، كما عمل نحو ثلاثين عاما مديرا إداريا لمجمع النقابات المهنية في إربد بالأردن، وهو متفرغ للكتابة والترجمة من اللغة البوسنية وله العديد من الأعمال والترجمات المنشورة: منها «عيون الكلب الأزرق» ترجمة من اللغة «الصربو كرواتية»، ومجموعة قصص لجابرييل غارسيا ماركيز، وقصص يوغسلافية لآندريتش سليموفتش.. وغيرها من أعمال مترجمة. ثم بدأ المحاضر حديثه متسائلا: «هل تستدعي منطقة البلقان وما يمور فيها من تحولات وصراعات.. انتباها معرفيا ومقاربات متنوعة تفتح المجال لقراءات جديدة، ومن بينها سؤال الثقافة والأدب وارتباطه بهذه التحولات؟» وتابع ذلك بسؤال آخر: «وهل هناك موجبات وضرورات معرفية خاصة وملحة تستدعي الانشباك بقضايا البلقان وأسئلته المحيرة في المرحلة الراهنة؟». أشار المحاضر إلى أن هذه الأسئلة مقدمة لعرض المقاربات التي «يمكن توظيفها كخطوات منهجية معرفية لافتتاح القول بهذه المسائل من خلال التركيز على العلاقات الأدبية ودخول العرب على خط تحليلها والتعرف على قضاياها وإشكالياتها»، وذلك بهدف استعادة الحالات الإيجابية في علاقة التثاقف بين العرب ودول البلقان، ومنها كوسوفو والبوسنة وصربيا. وأشار إسماعيل إلى فكرة «البلقنة» التي تتردد كثيرا بالإعلام، تعبيرا عن الصراعات الحادة بين الشعوب والقوميات المختلفة في تلك المنطقة، ورمزا للصراع التاريخي الطويل بين الشرق والغرب حتى صارت دليلا على كل صراع. وأوضح أنها أصبحت «بمثابة برميل البارود المنذر بالخطر». وفي هذا السياق أشار المحاضر إلى جهود «الدكتور محمد الأرنأوط الذي استطاع بكتاباته المتنوعة وأبحاثه العميقة أن يفتتح حقلا معرفيا رصينا في هذا المجال... وأن يؤسس أرضية علمية تاريخية موضوعية لتناول هذه المنطقة». وقد أكد إسماعيل على أهمية هذا (الإسهام الأردني) في الدراسات البلقانية كتابة وتحليلا وترجمة. وتابع موضوع التواصل الثقافي بين العرب ودول البلقان، مشيرا إلى أنه يعود إلى ما قبل القرن الخامس عشر من خلال احتكاك التجار العرب بشعوب المنطقة، بالإضافة إلى تعريفهم بالدين الإسلامي والثقافة العربية، موضحا أن ذلك أدى إلى ظهور الاهتمام بهذا الدين وهذه اللغة، ولا سيما أن وصول العثمانيين إلى البلقان وانتشار الإسلام في تلك المنطقة على نطاق واسع أدى إلى عملية تثاقف تمثلت بالترجمة من اللغة العربية وإليها، وبلغ هذا التثاقف ذروته بعد الحرب العالمية الثانية والانفتاح المتبادل بين الطرفين في الخمسينات والستينات خلال عهد جمال عبدالناصر وتيتو. وركز الكاتب في محاضرته على كاتبين هما «إيفو آندرنش» من البوسنة، و«إسماعيل كاداريه» من ألبانيا، باعتبارهما يعبران عن «فضاء بلقاني إشكالي، بدا فيه الأدب محركا بإيماءاته وايحاءاته للتناقضات القومية وطرق التعبير عنها، إضافة إلى أنهما يثيران في الوقت نفسه اهتمامنا في مضامين وأبعاد كتاباتهما». وأشار المحاضر إلى أهمية ترجمة الأعمال الرئيسية «لإيفو أندرتش» إلى اللغة العربية من مثل رواياته الكبرى «جسر على نهر درينا»، «وقائع مدينة ترافنك» بترجمة سامي الدروبي ورواية «الآنسة» بترجمة جمال الدين سيد، إضافة إلى ترجمات الدكتور وليد السباعي وآخرين، مبينا أن أندرتش حصل على جائزة نوبل عام 1967. ويذكر إسماعيل أنه اشترك في حوار صحفي مع الروائي عبدالرحمن منيف حول أندرتش والشأن البلقاني، وكان رأي منيف أن أندرتش كان يشبه «زرقاء يمامة البلقان» التي تنبأت وهجست بكل هذا الذي يحدث في التسعينات، وأشاد بقدراته التنبئية الأدبية، مشيرا إلى اتفاقهما واختلافهما على بعض القضايا، مؤكدا على اتفاقهما بأهمية «تعدد القراءات وضرورتها». وإذا كان من الصعب الإحاطة بغنى هذه المحاضرة القيمة وأهميتها الثقافية، فإننا نشارك المحاضر أمله بأن تكون المساجد التي تبنى بأموال عربية في تلك المنطقة مراكز للتثاقف والتبادل المعرفي بمزيد من الترجمات بين الطرفين وبإشراف الحكومات العربية لكي لا تكون مراكز خاصة لبعض الجمعيات الخاصة المتطرفة، بعيدا عن الشؤون الثقافية والعلاقات الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©