الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سكان الشارقة يعيشون ليلة عصيبة بسبب تكرار انقطاع الكهرباء

سكان الشارقة يعيشون ليلة عصيبة بسبب تكرار انقطاع الكهرباء
21 يوليو 2010 23:52
عاش القاطنون في إمارة الشارقة ساعات عصيبة نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات طوال عن الكثير من المناطق السكنية والتجارية والصناعية، حيث امتد منذ ليل أمس الأول وحتى ساعات النهار يوم أمس. ولجأ الكثيرون من سكان المناطق، التي تركزت فيها الانقطاعات، إلى النزول للشوارع هرباً من حرارة الجو والرطوبة المرتفعة، والتجوال بسياراتهم أو الاستلقاء على الأرضية الخضراء التي تغطى معظم الجزر الموجودة في منتصف الشوارع الرئيسية، بل وصل الأمر للبعض أن باتوا ليلتهم داخل السيارات، على طريق واضطرت معظم الأسر إلى البقاء في الشوارع ومكثوا فيها حتى الساعات الأولى من صباح أمس بعد أن أغلقت المحال التجارية الكبرى أبوابها، ولم يجدوا أمامهم أماكن أخرى يلجأون إليها، مصطحبين معهم أطفالهم، أمام تواجد عشرات العمال الذين اصطفوا على مداخل البنايات وفي الشوارع العامة وهم يكتفون بارتداء نصف ملابسهم . واستقبل مستشفى الكويت بالإمارة العديد من الحالات التي أصيب فيها العمال بحالات الإنهاك الحرارة، وخاصة خلال فترة الظهيرة أمس، ووصلت أعداد المراجعين لقسم الطوارئ إلى نحو 60 حالة واكتظت أسرة القسم بالمراجعين، إضافة إلى العديد من المصابين بمرض الربو لعدم قدرتهم على استخدام الأجهزة الخاصة بهم والتي تعمل بالكهرباء. وذكر المهندس أنور إسماعيل، مدير شركة أدوات كهربائية، ويملك عددا من المستودعات بالمنطقة الصناعية في الشارقة، أن مسألة تكرار انقطاع الكهرباء بصورة متواصلة خلال الأيام الثلاث الماضية، أمر بات مقلقا ، كما أنه كبدنا خسائر مادية كبيرة. وقال : “دفعت 27 ألف درهم لهيئة الكهرباء نظير توصيل الخدمات للمستودعات الخاصة بي، وكذلك أقوم بدفع فواتير تعتبر مكلفة إلى حد كبير إذا ما قورنت بالجهات الأخرى، ومن حقي أن أتلقى خدمات جيدة، لتنفيذ الأعمال الموكلة لي من قبل العملاء”. من جانبه أشار محمد أبو سعد، يقطن بمنطقة أبوطينة في الشارقة، أنه عاش وأسرته ليلة شديدة الصعوبة مساء أمس الأول بعد أن ظل التيار الكهربائي مقطوعا منذ الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة الثالثة فجراً ليعاود الانقطاع مرة أخرى من الساعة السابعة صباحاً وحتى ظهر أمس. ونوه إلى أنه اضطر للخروج بصحبة أبنائه من المنزل بعد أن اشتدت عليهم حرارة الأجواء والرطوبة العالية وظل للأكثر من ثلاث ساعات يجوب الشوارع العامة دون تحديد وجهة محددة. بدوره أفاد سليمان الأمين، ويعمل بإحدى الشركات الخاصة بمنطقة الرولة ، ويقطن مع أسرته بمنطقة النباعة، أنه ترك العمل بعد اتصالات متكررة من قبل أهله لعدم القدرة على البقاء داخل شقتهم بسبب الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، وتوجه إليهم لاصطحابهم إلى مركز تجاري، إلا أنه خرج منه الساعة الحادية عشرة مساءً عندما أغلق أبوابه. وهو ما أكده سليم عبد الرحمن محمد، يعمل في منطقة الرولة التجارية، مشيراً إلى أنه يعمل بمركز تجاري بالمنطقة وأن هناك عزوفا عن ارتياد المتجر بسبب انقطاع الكهرباء، مشيراً إلى أن هناك العديد من السلع لابد وأن تكون قد تعرضت لأضرار وخاصة السلع الغذائية منها، بسبـب الانقــطاع المتكـرر للكهرباء. شهدت غالبية المناطق السكنية والتجارية والصناعية بمدينة الشارقة انقطاعا للتيار الكهربائي الذي تفاوتت مدته الزمنية من منطقة لأخرى واستمر بين الثلاث ساعات متواصلة والثماني ساعات، كما تكرر الانقطاع في بعض المناطق. ومن بين المناطق التي عاشت ساعات طوال للانقطاع، مناطق الناصرية والبطينة والنباعة وأبوشغارة، والخان، والنهدة، والقاسمية، والقليعة وميسلون والكجرة وغيرها، إضافة إلى منطقة الرولة التجارية وغالبية المناطق الصناعية، ويصل عددها إلى 18 منطقة في الشارقة، وزادت فيها ساعات الانقطاع. كما وصل انقطاع التيار إلى أماكن حيوية في مدينة الشارقة حيث شهدت الإدارة العامة للشرطة انقطاع التيار الكهربائي منذ الساعة الواحدة ظهراً واستمر لساعات، كما تأثر العديد من الإشارات الضوئية في الشوارع الرئيسية مما أحدث زحاماً مرورياً في البعض منها. وتعطلت بعض ماكينات الحاسب الآلي في الشوارع، مما صعب على الأهالي سحب نقود منها، وكذلك انقطعت بعض الخطوط الهاتفية لدى بعض الدوائر والهيئات بسبب غياب الكهرباء. وشهدت محطات البترول زحاماً أيضاً وتواجدت السيارات بصورة كبيرة أمامهم في انتظار عودة الكهرباء للتزود بالوقود. بدوره أكد أحمد بن درويش رئيس قسم دوريات “الأنجاد” بشرطة الشارقة أن الإدارة ما زالت تكثف من أعداد الدوريات الأمنية في الأماكن التي تشهد انقطاع متواصلة ومتكررة وخاصة خلال ساعات الليل بالمناطق الصناعية والسكنية والتجارية. وأضاف أن هناك دوريات كانت تجوب مناطق أبوطينة وأبوشغارة والبناعة والقاسمية والمجاز وغيرها من الأماكن الأخرى، كما أن القائمين عليها كانوا يقدمون المساعدات للأشخاص الذين تتعرض سياراتهم للأعطال وتقوم بسحبها بشكل سريع من الشوارع لعدم حدوث إرباكات مرورية. وأوضح أن رجال الدوريات كانوا متواجدين بصورة ملحوظة في الأحياء السكنية لتحقيق الأمن للقاطنين فيها ولكي يشعر السكان بالراحة والأمان. وذكر بن درويش أنه لم يسجل حالات سرقة أو خروج عن القانون، وأن الدوريات كانت متركزة أيضا بالقرب من المحال والشركات الكبيرة، اضافة إلى البنوك ومحال الصرافة، في كافة مناطق الإمارة . الشوارع مضيئة نهاراً مظلمة ليلاً طال انقطاع التيار الكهربائي العديد من الشوارع الرئيسية والحيوية في الإمارة وغطى الظلام العديد منها، إلا من خلال أضواء السيارات التي تجوبها، ومع بزوغ الفجر كانت هناك إضاءة في فوانيس بعض الشوارع استمرت لساعات. وظلت فوانيس أعمدة الإضاءة في شارع البحيرة مضاءة حتى الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً مما جعل الكثيرين يبدون استغرابهم للشوارع المظلمة مساءً والمضيئة نهاراً . كما تعرض بعض أصحاب محال بيع الطيور لخسائر، نتيجة نفوق بعض الطيور بسبب الأجواء شديدة الحرارة، وذكر عدد من التجار بسوق الطيور في الشارقة، أن هناك حالات كثيرة من الطيور لم تتحمل الأجواء الحارة سواء في السوق أو في أماكن تربيتها وماتت أعداد منها. حملات تفتيشية للمؤسسات الغذائية عقب الانقطاع تحرير الأمير (الشارقة) - باشرت بلدية الشارقة تنفيذ محال تفتيشية على المؤسسات العاملة في مجال بيع المواد الغذائية، عقب مطالبات من السكان بضرورة تشديد المراقبة على تلك المؤسسات بعد تكرار انقطاع التيار الكهربائي في المدينة. وعلت أصوات احتجاج تطالب بتبريرات لانقطاع الكهرباء المتكرر والذي يتسبب بخسائر مادية كبيرة للمحال التجارية، داعين إلى توجيه جزء من أموال المشاريع التطويرية إلى تحديث شبكة التيار الكهربائي والبنية التحتية في الإمارة. وضرب المحتجون مثلاً بمشروع ربط حديقة المجاز بالبحيرة الذي سيكلف 100 مليون درهم، في ظل مشكلة الكهرباء المستعصية، فضلاً عن مشاكل أخرى تعانيها المدينة. وعبر أهالي الشارقة عن قلق متزايد إزاء حالة المواد الغذائية والخضراوات واللحوم عقب انقطاع الكهرباء لساعات عديدة، في ظل درجات حرارة وصلت إلى 45 درجة مئوية. وأكد محمد أكبر، موظف في محل تجاري بالقاسمية، أنهم يستخدمون في حالة انقطاع تيار الكهرباء مولداً كهربائياً خاصاً خشية فساد البضائع التي ستكبدهم لاحقاً خسائر تقدر بآلاف الدراهم. وقال المهندس سلطان عبد المعلا مدير عام بلدية الشارقة إن البلدية باشرت تنفيذ مجموعة من الحملات التفتيشية على كل الأسواق والمحال التي تبيع المأكولات والمواد الغذائية، للتأكد من سلامة هذه الأغذية، خصوصاً في فصل الصيف وخلال شهر رمضان المبارك، مضيفاً أن تلك الحملات تزداد في حالات انقطاع التيار الكهربائي. في المقابل، أضاف إبراهيم عيسى إنه لاحظ قيام عمال في بقالات بتعمد فصل التيار الكهربائي عن الثلاجات، فضلاً عن تكديس البضائع بكميات كبيرة بشكل عشوائي، في حين طالبت موزة يوسف بمحاسبة كل من تسول له نفسه بيع مواد فاسدة. وأوضح المهندس المعلا أن مفتشي رقابة الأغذية بالبلدية يعمدون إلى القيام بحملات تفتيشية مفاجئة على الأسواق والمطاعم، للتأكد من التزامها بالمتطلبات الصحية واتباع القوانين وكذلك التزامها بما تفرضه البلدية من أوامر محلية وعدم الإخلال بالأنظمة والقوانين كما يوجد مفتشون للعمل الميداني المستمر على محال الخضراوات وسوق السمك للتأكد من صلاحية المعروض بها للاستهلاك الآدمي. وأشار إلى أن البلدية باشرت بإطلاق حملات مكثفة ومنتظمة أيضاً على المحال التجارية والمؤسسات التي تتعامل مع الغذاء بجميع أنواعه للتأكد من التزامها بالشروط الصحية في العرض والتخزين الأمثل والتأكد من سلامة المواد الغذائية المعلبة والمحفوظة قبل شرائها وملاحظة عدم تعرضها لما يؤدي إلى فسادها جراء انقطاع التيار الكهربائي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©