جوبا (السودان) - د ب أ: السيارة الفضية الجديدة رباعية الدفع ذات المقاعد الوثيرة المكسوة بالفرو والمزودة بجهاز تكييف هواء جميلة ولكنها تقف بلا حراك أمام مكاتب حكومة ولاية بحر الجبل بمدينة جوبا يتبادل الركاب والسائق الانتقادات حيث يحمل كل طرف الطرف الاخر المسؤولية عن تعطل السيارة·
ولكن سبب التعطل بسيط وهو أن أحدهم نسي أن يزودها بالوقود· لقد أنست أربعة عقود من الحرب الاهلية المواطن العادي في جنوب السودان وسائل الراحة الاساسية· لقد أصبحت جوبا عاصمة الجنوب السوداني الذي صار يتمتع بالحكم الذاتي بعد اتفاق السلام الذي وقع في يناير عام 2005 والذي أنهى الحرب الاهلية بين الحكومة الشمالية الاسلامية والمتمردين الجنوبيين والتي استمرت على مدى 20 عاما· ومنذ ذلك الحين والمدينة تكافح كي تجعل من نفسها مركزا للحركة والنشاط التجاري وتم افتتاح عدد يعد على أصابع اليد الواحدة من الشركات منذ توقيع اتفاق السلام وانتشرت مقاهي الانترنت والفنادق والمطاعم· ولكن هذه الخدمات تقدم بالاساس لمجتمع العاملين في مجال المساعدات وللسياسيين· بينما يعاني معظم سكان الجنوب من شظف العيش· يقول مفوض ولاية جوبا بيتر جيركيس 'لدينا الكثير مما يتعين عمله كي تصبح جوبا في مكانها الصحيح كعاصمة للجنوب السوداني· ويوضح الامر قائلا 'لقد انهارت المدينة· الطرق سيئة والمنازل المحدودة التي كانت هناك صارت أيضا في حالة يرثى لها والناس بحاجة إلى المساعدة'· وجيركيس على غرار كافة المسؤولين يصر على أن إعادة البناء ستكون عملية بطيئة ودعا لاستقدام الاستثمارات الاجنبية· ويشعر آخرون والعائدون من الشباب بالغضب إزاء فكرة الاحتياج إلى دولارات أجنبية لاعادة بناء البلاد· ويشعر مارك الذي عاد إلى جوبا بعد سنوات أمضاها لاجئا في كينيا بالاحباط إزاء اعتماد المنطقة على المساعدات الاجنبية بحسب رؤيته· ولا تزال مستشفيات المدينة والمباني الحكومية بها في حالة يرثى لها· ويقول مواطنو جوبا إنه يتعين تنشيط حركة البناء· ولكن هذه ليست هي القضية· فهناك عقبات كبرى أمام عملية الاعمار منها مسألة ملكية الأرض· وربما كانت مدن الخيام الممتدة بمحاذاة نهر النيل أبرز الاماكن التي يمكن رصدها في المنشآت الجديدة· فهي تأوي موظفي الأمم المتحدة ومسؤولي الحكومة وقادة القوات المسلحة· وتكلف الاقامة في واحدة من هذه الخيام 100 دولار في الليلة· وهي مزودة بمولدات وبها حانات ومطاعم وتنتشر مدن الخيام بسرعة على طول نهر النيل لكن فوائدها لسكان جوبا محل تساؤل·
عدد اليوم
