الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالب بمراقبة مواقع الفتاوى الإلكترونية المتطرفة

مطالب بمراقبة مواقع الفتاوى الإلكترونية المتطرفة
9 مايو 2015 01:45
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) طالب علماء، الحكومات العربية والإسلامية بخطوات جادة وعاجلة بشأن التعامل مع خطر أفكار التكفير والتطرف التي تبثها صفحات في الفضاء الالكتروني «الانترنت» و صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أهمية رصد وتتبع هذه المواقع وحجبها عن الشباب في الدول الإسلامية، وإنشاء صفحات للتوعية والدعوة لصحيح الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة. وقال الدكتور أسامة الأزهري الأستاذ في جامعة الأزهر: «قدم مقترح بأهمية إنشاء صفحات للتواصل الاجتماعي على «فيس بوك» و«تويتر» للاقتراب من الشباب وتوصيل الفكر الصحيح للدين والمفاهيم من دون اجتزاء أو تحريف، بهدف مواجهة الأفكار الهدامة التي تنشرها مواقع أخرى«. وأضاف أن مؤسسة الأزهر تدرك حجم المسؤولية وأن دراسة لإنشاء الصفحات قدمت ويديرها فريق متخصص بغية جذب ملايين الشباب والمساهمة في نشر الإسلام الصحيح البعيد عن التطرف والتكفير. وأشار إلى أن هناك جماعات تتخذ الإسلام غطاء لتحقيق أهداف أخرى، ما أدى إلى تشويه الدين الإسلامي وظهور التيارات المتطرفة والتكفيرية، لافتاً إلى أن هناك انتشارا لأفكار تهاجم الأحاديث وتشكك فيها وهذا أيضا تيار مضاد خطر على الأمة الإسلامية ويجب التعامل معه وعدم إغفاله وتركه ليهدم عقول الشباب. وقال إلدار محمد سن مفتي أستونيا: «هناك العديد من الفتاوى المغلوطة على مواقع الإنترنت وتحدثت مع مفتي بيلاروسيا في هذا الشأن وذلك لأن المسلمين الجدد هم أكثر من يتعرض إلى خطر هذه الفتاوى والأفكار المتطرفة». وحذر من مخاطر الفتاوى ليس فقط بسبب وجود هذه المواقع بل أيضا لسهولة نشرها بفعل سرعة انتشار المعلومات عبر «الفيس بوك» و«تويتر» و«واتس آب»، ومنها فتاوى عدم جواز الدراسة في الدول غير المسلمة أو السفر إليها. وأضاف أن التواصل مع الجامعات والمؤسسات العلمية في العالم العربي والإسلامي والتي تعنى بنشر الإسلام الوسطي من أهم الجوانب التي تؤدي إلى تجنب الوقوع في الفهم الخاطئ للفتاوى أو تحريفها. وأشار إلى ضرورة مواجهة صفحات الفتاوى المتطرفة ولابد أن تقوم الحكومات في الدول الإسلامية بمراقبة هذه المواقع التي تبث فتاوى مغلوطة وحجبها ومنع الوصول إليها، وقيام المؤسسات الدينية بدورها والتواصل مع الشباب والأجيال الجديدة. ونصح محمد سن الأجيال الجديدة من الشباب والمراهقين بالتواصل مع المجتمعات والعلماء من خلال المؤسسات الرسمية التي تنشر الإسلام الوسطي الحقيقي والبعد عن الانترنت والصفحات المشبوهة ، مطالباً العلماء بإيجاد الطريقة الصحيحة لنقل العلوم الشرعية والفقه إلى الشباب بلغة يسيرة وبسيطة وسهلة لوقف الهجمة الشرسة، ومؤكداً ضرورة أن يقوم العلماء الشباب بدورهم في التواصل مع طلاب الجامعات. وقال الدكتور قاري عاصم، كبير الأئمة في مقاطعة ليدز في بريطانيا: «لابد أن نجد صوتاً للأئمة والعلماء في الفضاء الإلكتروني ومواقع الإنترنت، لأننا نرى أن التيارات الراديكالية المتطرفة العنيفة تنشط بشكل كبير عبر الإنترنت ولابد من مواجهة المخاطر التي تضر بعقول الأجيال الجديدة». وأضاف أن التيارات المتطرفة مثل داعش والإخوان والتكفيريين لديهم تقنيات عالية في إدارة صفحات التواصل وتعمل من خلال الانترنت وتصل إلى الملايين من الأجيال الجديدة التي تقضي ساعات من وقتها عبر وسائل التواصل، وتعمل هذه التيارات على احتواء فكر الشباب والاقتراب من حاجاتهم وتطلعاتهم، كما يقومون بتزويج الشباب ودفع رواتب كبيرة نظير الانضمام لهم، ما أدى إلى انخراط العديد من المسلمين الجدد في هذه التيارات معظمهم عن جهل. وأشار إلى أن على العلماء دوراً مهماً جدا لملء الفراغ الالكتروني المتروك لهذه الجماعات، لافتا إلى أن المجتمعات الإسلامية تحتاج للتكاتف والتوحد لمواجهة التكفير، والأمر الثاني نحتاج إلى تصحيح مفهوم الجهاد وتوفير البدائل التي جاءت في الشريعة والفقه الإسلامي الذي يوضح حقيقة الجهاد، وثالثاً: اقتراب قيادات الدول الإسلامية أكثر من الشباب الأمر الذي ينشر السلم في المجتمعات ولنا في الإمارات نموذج لتلاحم القيادة مع شعبها وكذلك في المملكة المغربية، مشيراً إلى ضرورة الاقتداء بهذه النماذج. وعن مخاطر استقطاب الجماعات التكفيرية للشباب على الإنترنت، قال الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب: هناك تحديات تواجه الأمة الآن وعلى رأسها استقطاب الشباب من قبل جماعات متطرفة، وثمة تحد آخر هو عدم الوحدة، حيث إن هذه الجماعات سببت تشرذم الأمة، وهدف آخر وقف الاستقطاب الحديث للشباب عبر مواقع الانترنت. وأضاف هناك قبائل رقمية تشمل عشرات الآلاف ولابد من توجيه علماء مدربين للتعامل مع هذا النوع من الاستقطاب الجديد من خلال صفحات الانترنت. وأشار الدكتور العبادي إلى أن السلم في عالمنا المعاصر حق من حقوق الإنسان وهذا الحق يرتبط بالواجب، إضافة إلى حقوق أخرى وهي البيئة السليمة والتنمية المستدامة، وهنا يبرز مفهوم جديد للمواطنة وأن تبنى المواطنة على كرامة الإنسان وحقوقه وواجباته. ولفت إلى أن الإمامة ليست مؤسسة سياسية فقط بل هي مؤسسة للهداية والدعوة وهي من الناحية الفقهية المخولة لإعلان الحرب والسلم، وذلك عكس ما يحدث في داعش أو بوكو حرام والعبث الذي يقومون به لاختيار إمام لهم من طرف واحد دون اعتبار للمجتمع. مشيرا إلى قضايا يفجرها أصحاب الفكر المتطرف على شبكات التواصل الاجتماعي وأهمها الاستعمار وقضايا إسرائيل وازدواجية المعايير وقضايا الإهانة للدين الإسلامي في وسائل الإعلام، علاوة على مزيج المشكلات في العالم الإسلامي من بورما والعراق وسوريا وقضايا نهب أموال الزكاة. تفكيك المواقع أكد الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، أهمية وجود مرافق لتفكيك المواقع التي تعمل على تراجع الأمة واستقطاب الشباب لدخول الجماعات المتطرفة، موضحاً أن لابد من توجيه الشباب إلى الثقافة وتحويل المساجد إلى حدائق لتعليم الأجيال الجديدة حقيقة الدين الإسلامي ومفاهيمه السمحة القائمة على السلم والتسامح والتعايش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©