الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

توجيه الاتهام إلى 5 من مدبري إعتداءات 11 سبتمبر

7 مايو 2012
جوانتانامو (وكالات) - بعد نحو أحد عشر عاما وجه الاتهام رسميا أمس الأول إلى المتهمين الخمسة باعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة ومن بينهم الرأس المدبر للاعتداءات خالد شيخ محمد، بقتل 2976 شخصا سقطوا في تلك الاعتداءات. فقد لزم الرجال الخمسة الذين ارتدى كل منهم جلبابا أبيض واعتمروا قلنسوة من اللون نفسه الصمت طوال النهار وهم جالسون في قاعة المحكمة تفصل بين الواحد والآخر مسافة غير قصيرة. وفي ختام جلسة استمرت أكثر من 13 ساعة وجهت إلى الأشخاص الخمسة تهمة قتل كل فرد من الضحايا الـ2976 في هجمات 2001 في الولايات المتحدة. ويواجه خالد شيخ محمد الباكستاني البالغ من العمر 47 عاما الذي أعلن نفسه الرأس المدبر لتلك الاعتداءات بكاملها وقريبه علي عبدالعزيز علي الذي يحمل الجنسية نفسها، إضافة إلى اليمنيين رمزي بن الشيبة ووليد بن عطاش والسعودي مصطفى الهوساوي، عقوبة الإعدام. وقد وجهت اليهم تهمة “التآمر والاعتداء على مدنيين والجرح العمد والقتل وانتهاك قانون الحرب والتدمير وخطف طائرات والإرهاب”، حسبما أعلن المدعي الجنرال مارك مارتنيز. ولم يعلنوا ما إذا كانوا يعترفون بذنبهم أو يدفعون ببراءتهم. وانتهت الجلسة مع تلاوة نص الاتهام الواقع في 88 صفحة. وجلس الرجال الخمسة في قاعة هذه المحكمة العسكرية الاستثنائية التي أنشئت خصيصا لمحاكمتهم، السبت وقد أمضوا النهار بطوله وعيونهم شاخصة إلى الأسفل، لكنهم يميلون بين الحين والآخر ليتهامسون. وراح بعضهم يقرأ في كتاب هو على الأرجح القرآن أو يتبادلون مجلة “ذي ايكونوميست”. ونهض اثنان منهم ثم ركعا لتأدية الصلاة ما أدى الى توقف الجلسة. وقرر القاضي العسكري مرتين تعليق الجلسة لصلواتهم مؤكدا أن ذلك “حق لا يمكن انتهاكه”. وقد اضطر القاضي العسكري جيمس بول إلى أن يردد مرارا وتكرارا عبارة “المتهم يرفض الإجابة”، وذلك بعد كل مرة كان يوجه فيها السؤال إلى أحد المتهمين طالبا منه التعريف بنفسه. وحده اليمني رمزي بن الشيبة كسر الصمت للاحتجاج على المعاملة التي تلقوها أثناء احتجازهم في سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ومنذ نقلهم إلى جوانتانامو. وصرخ فجأة أمام المحكمة “إن عهد القذافي قد ولى، لكن هناك قذافي هنا”، قبل أن يضيف “ستقومون بقتلنا لتقولوا بعدها إننا قد انتحرنا”. أما خالد شيخ محمد، فظهر بلحية طويلة هادئا جدا. ويعود آخر ظهور علني له إلى 21 يناير 2009 لدى مثوله أمام محكمة عسكرية إثر تنصيب باراك اوباما الذي جمد بعيد انتخابه القضاء العسكري الاستثنائي المثير للجدل. وقال محاميه ديفيد نيفن إن موكله “قلق للغاية إزاء عدالة هذه المحاكمة”. وأراد القاضي التأكد بأن عدم إجابته ناجمة عن “خياره”. وتبادل الكلام بعد ذلك فرضت السلطة العسكرية الرقابة عليه لدقائق عدة. وحضر عشرة صحفيين والعدد نفسه من أقرباء الضحايا تفصل بينهم ستارة ولا يمكنهم الاتصال مع الخارج، الجلسة وراء جدار زجاجي حيث نقل ما دار فيها بفارق 40 ثانية ليسمح للرقابة من حذف التصريحات الحساسة. وحضر إلى جوانتانامو مندوبون عن خمسين وسيلة إعلامية أخرى وتابعوا وقائع الجلسة على شاشة مع فارق في التوقيت. ورفض المتهمون جهاز الاستماع إلى الترجمة الفورية، فيما علل محاموهم بأن ذلك يذكرهم بعمليات التعذيب التي تعرضوا لها. من جهته طلب محامي المتهم اليمني وليد بن عطاش أن يفك وثاق موكله، الذي كان الوحيد من بين الخمسة المكبلة يداه، وقد علل المحامي طلبه بأن الأصفاد “تؤلم” موكله، وفي النهاية أمر القاضي بنزع الأصفاد عن المتهم بعدما حصل على تعهد بأن يكون “سلوكه مناسبا”، موضحا أن المتهم كبلت يداه بسبب “سلوكه” قبل افتتاح الجلسة. وفجأة اقتربت من المنصة المحامية المدنية شيريل بورمان، المرأة الوحيدة في فريق الدفاع، بحجابها وردائها الأسود، ونددت بحدة بـ”ما حصل هذا الصباح وخلال السنوات الثماني الماضية”، مضيفة أن “هؤلاء الرجال أسيئت معاملتهم”. وتعليقا على ذلك قال الناطق باسم البنتاجون تود بريسيل أن هذا الإجراء كان يفترض أن يستغرق ما بين ساعتين وثلاث ساعات بدلا من 13 ساعة. لكن “محاكمة العصر” كما يسميها بعض المراقبين قد لا تبدأ قبل مايو 2013.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©