نزلاء «إصلاحية الوثبة» يعرضون مشغولات خشبية في المهرجان

اجتذبت مشغولات نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية المعروضة ضمن جناح تابع لشرطة أبوظبي في مهرجان ليوا للرطب 2010، زوار المهرجان الذين وصفوا بعض المشغولات بالرائعة والتي تنم عن حس رفيع بالفن والدقة. ويعرض الجناح، الذي جاء تحت عنوان “النشاط الحرفي”، مشغولات نفذها نزلاء إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية - قسم الوثبة، تركز معظمها على أعمال النجارة. وقالت فاطمة المنصوري إحدى زائرات الجناح التي حرصت على اقتناء طاولة ضيافة، إن تجربة إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية تجربة رائعة أعطتها صورة أخرى تماماً عن السجون. وتابعت أنها رؤية موفقة ستساهم في تعديل سلوكيات النزلاء باتجاه مغاير، مشيرة إلى أنها تتطلب الصبر والأناة وتملأ الوقت بما هو مفيد. وأثنت عائشة أحمد على التجربة ووصفتها بالمهـنــة الدقيقة التي تعلم الصبر وتفيد النزيل في الحـــياة العملية التي تنتظره، مشيرة إلى أنها مهنة تتــطلب جهداً وصبراً وذهناً متوقداً والتركيز في العمل والإخلاص له. وأكد منير صالح، الذي اشترى بعض هذه المقتنيات، أن الجميل في التجربة تصحيح الصور المغلوطة عن حياة نزلاء السجون، والتذكير بأنهم بشر يمتلك بعضهم ذوقاً رفيعاً. وأكد النقيب سلطان محمد سعيد النيادي رئيس قسم التأهيل الاجتماعي في إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية في شرطة أبوظبي أن الهدف من برنامج المنشأة ليس هدفاً ربحياً بل هو إعطاء الناس صورة مختلفة عن التصورات النمطية التي درج الناس على إلصاقها بنزلاء السجون، مشيراً إلى أن الصورة تحتاج إلى الكثير من تسليط الضوء عليها لأن الناس يحتفظون في ذاكرتهم بصورة نمطية سيئة عن السجون. وقال إن الإدارة تعمل على تعليم النزلاء حرفة أو مهنة أو علماً ينفعهم في حياتهم بعد قضاء فترة محكوميتهم، مشيداً بدعم القيادة الرشيدة التي وجهت بأن تزاوج السجون في الدولة بين الجانبين الردعي والتأهيلي. وبين النقيب سلطان النيادي أن البرنامج التأهيلي له أهداف متعددة، منها شغل وقت فراغ النزلاء بما هو مفيد انطلاقاً من قاعدة أن الخطأ وارد في حياة كل فرد، لافتاً إلى أن السجن حد من حرية الشخص بهدف ردعه عن ارتكاب الجريمة، إلا أنه يهدف أيضاً إلى تعزيز الاتجاهات الإيجابية عند النزيل حتى لا ينحرف مرة أخرى. وبين أن الإدارة قسمت البرنامج التأهيلي إلى قسمين؛ الأول البرنامج الحرفي والمهني ويتألف من ورش عدة مثل ورشة النجارة التي يعرض إنتاجها في مهرجان ليوا، ومصنع للطابوق بكامل تجهيزاته، وورشة للكهرباء والميكانيكا، كما أن للنساء ورشة للخياطة وكذلك مرسم لأصحاب الخبرة أو الهواية، والثاني البرنامج التعليمي الذي يمنح شهادات علمية في الحاسوب واللغة الإنجليزية، فضلاً عن وجود مكتبة إلكترونية وأنشطة ثقافية ورياضية، وتقديم المساعدة إلى المسلمين الجدد. وأشار إلى أن المبالغ المستحصلة من ريع بيع الأعمال توزع كمعاشات لكل المشاركين وجلب بعض مواد المواد الخام، مشيراً إلى أن شغل النزلاء اختياري وليس إجبارياً.