صغار يصححون أخطاء الكبار!

كنت ذاهبة في رحلة تسوق إلى أحد المراكز التجارية، وبينما كنت في المحل أدفع قيمة بضاعتي، لمحت رجلاً يكشر عن وجهه الغاضب وهو يعنف المحاسب وهو ثائر، وانطلقت من بين ثناياه بعض الألفاظ البذيئة التي يخجل قلمي من سردها، وبينما كان يتحدث بطريقة غير لائقة، فإذا بابنه الصغير يأتيه مسرعاً؛ ليقول له بكل عفوية: ''عيب يا بابا،، عيب أن تنطق بمثل هذه الكلمات، استعذ بالله وسيختفي غضبك فوراً''، استحى الرجل من تصرفه المهين، وانسحب فوراً خجلاً من تصرفه الذي صححه له ابنه الصغير · ليس من العيب أن يتعلم الكبير من الصغير، فنحن نعيش في مجتمع متكامل·· الكبير والصغير يكملان بعضهما البعض، ولكن من العيب أن يصحح الصغار أخطاء الكبار فيما يجب أن يكون الكبار قدوة لمن هم أصغر عنهم، نعم أعزائي القراء، مشكلتنا في بعض الأحيان أننا نستهين بتصرفاتنا وبسلوكياتنا، ونضرب بأدبنا أمام أطفالنا والناس عرض الحائط، فنطلق العنان لتصرفات غير مهذبة قد يكتسبها الطفل ويتصرف بها في المراحل القادمة من عمره، إذن التساؤل المهم في السياق هو: لم نضع أنفسنا في هذا الوضع المحرج؟ ولماذا ينبغي علينا من الأساس التصرف بكل سوء وقبح مع الآخرين وأمام مرأى من أبنائنا؟ - همسة أخيرة: أهمس بها إلى كل أب وأم وإلى كل من يهتم برقي المجتمع وصلاحه، أقول لكم: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتجنبوا الإساءة إلى الآخرين وحاولوا السيطرة على أنفسكم وعلى غضبكم، فأنتم قدوة لأبنائكم ومنكم هم يكتسبون السلوكيات الطيبة أو السيئة، فهذبوا من ألفاظكم، واستعينوا بالله من الوقوع في مواقف تحرجكم أمام أبنائكم، وحاولوا قدر الإمكان التحكم في تصرفاتكم، تجنون الثمار اليانعة الكامنة في الذرية الصالحة السليمة المنمية للأسرة والمجتمع· ريا المحمودي - رأس الخيمة