الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجهل ليل العقل

1 نوفمبر 2008 02:38
يظل الصراع بين العلم والجهل مستمراً ومحتدماً على مر العصور والأزمنة فهما دائماً في حالة تنافر وتناقض دائم لا يمكن لهما أن يلتقيا عند نقطة معينة أبداً·· فالبون شاسع بينهما في عملية المدخلات والمخرجات الناتجة من أفكارهما ورؤيتيهما للإنسان·· فنهج العلم في هذه الحياة هو الارتقاء بالإنسان والتقدم به نحو الأمام ليصل إلى القيم والأخلاق النبيلة أي أنه يقدم للإنسان المجال الواسع الرحب من التقدم والتمدن والارتقاء نحو العلياء في شتى ميادين العلوم والمعرفة الكونية· أما الجهل فيريد أن يستعبد الإنسان ويجعله خادماً له ومطيعاً طاعة عمياء بحيث لا يستطيع التحرك بحرية ويبقى في كهف مظلم لا يصله شعاع شمس العلوم والمعرفة·· وللأسف ما دام للجهل أتباع مخلصون وجنود مؤيدون فمن الصعب هدم معاقله (لأنه قرين الشيطان الذي لا يريد الخير للإنسان)·· إلا من خلال طريقة واحدة وهي جنرال العلم لأنه المؤهل الوحيد لهدم وزعزعة أركان هذه المملكة الخربة التي تضم بين جدرانها ومعاقلها مجموعة من أصحاب العقول الميتة· أي باختصار نستطيع القول إن الجهل أخطر مرض قد يصاب ويبتلى به أي مجتمع من المجتمعات·· وإذا ما قدر له أن يشن حرب على مجتمع من المجتمعات فالنتيجة دمار وهلاك وتخريب للعقول· ويعمد الجهل على تلمس مكامن الضعف لدى الإنسان والمسارب التي يمكنه الولوج من خلالها حتى يغير المفاهيم الصحيحة ويزرع الشك في المعلومات المخزنة بالذاكرة·· ورغم تعاقب الأعوام إلا أنه يظل صامداً في كل زمان ومكان لأن له أعواناً يساعدونه في صولاته وجولاته بدليل أننا في الألفية الثالثة ولكن مازال هناك أميون ومتحجرو التفكير·· لكن الأمر المفرح أن قوة العلم بدأت تغلب هذا الشبح الخفي لأن مرتادي المدارس والذين ينهلون من المعرفة بدأوا بالازدياد ولم تعد هناك تلك الأعداد الكبيرة من الأميين في المجتمع العربي لأن الدول والحكومات لم تقصر بتعليمهم ونقلهم من الظلام الذي هم فيه إلى النور الذي يكسي المجتمع·· لذا سنرى في المستقبل القريب الخلاص الذي ننشده من هذه الآفة المزعجة التي ذمتها كافة الأديان السماوية والأنبياء والرسل والعلماء والشعراء· ü همسة: شبه قديماً الحكيم الصيني كنفوشيوس الجهل بأنه : ليل العقل حيث لا يوجد فيه قمر ولا نجوم·· ولا أعتقد بأن المعنى اختلف في الزمن الحديث·· لذا حاولوا التغلب عليه حتى لا يجعلنا نعيش بلا نجوم تزين حياتنا· حمدان محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©