الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2006 عام دراما المشاهير

12 يناير 2006

القاهرة ـ سعيد ياسين:
الشخصيات السياسية والأدبية والفنية والاجتماعية والدينية وغيرها أصبحت مادة محببة لعدد كبيرمن المؤلفين الذين يتسابقون على تقديمها في أعمال تليفزيونية أو سينمائية أومسرحية، وقد نجح كثير من هذه النوعية التي تناولت السير الذاتية لعدد من المشاهير مثل 'أم كلثوم' و'الشيخ الشعراوي' و'قاسم أمين' و'هارون الرشيد' و'عمر بن عبدالعزيز' و'عمرو بن العاص' و'طه حسين' والسادات' و'عبدالناصر'·
وسيشهد العام الحالي أكبر عدد من هذه الأعمال حيث انتهى أحمد زكي قبل رحيله من تصوير فيلم 'حليم' أمام جمال سليمان وسلاف فواخرجي وتأليف محفوظ عبدالرحمن واخراج شريف عرفة· كما قدمت فردوس عبدالحميد شخصية هدى شعراوي في مسلسل 'مصر الجديدة' من تأليف يسري الجندي واخراج محمد فاضل وانتهى أحمد عبدالعزيز من تصوير شخصية 'الامام محمد عبده' في المسلسل الذي كتبه عايد الرباط واخرجه شكري أبوعميرة وبدأ محمد رياض تصوير شخصية الاديب يحيى حقي في مسلسل 'خليها على الله' من تأليف صلاح معاطي واخراج ممدوح مراد· أما محمد وفيق فيؤدي شخصية النعمان بن المنذر في مسلسل 'نصر الله' أمام جمال عبدالناصر وندى بسيوني وتأليف شوقي خميس واخراج أحمد فهمي وهناك أعمال يجري الاعداد لها ومنها فيلم 'محمد علي' ليحيى الفخراني واخراج السوري حاتم علي· كما انتهى المؤلف محمد أبوالعلا السلاموني من كتابة مسلسل في 70 حلقة عن محمد علي أيضا أما المؤلف وحيد حامد والمخرج سمير سيف فيقدمان فيلما عن الملك فاروق بعنوان 'فاروق الأول والأخير'، ويستعد ممدوح عبدالعليم لمسلسل عن حياة الموسيقار بليغ حمدي من تأليف محمد الرفاعي واخراج مجدي أحمد علي، أما أشرف عبدالباقي فيقدم شخصية اسماعيل ياسين في مسلسل يكتبه أحمد الابياري ويخرجه ياسين اسماعيل ياسين· ويقدم محمد رياض شخصية الإمام محمد مصطفى المراغي في مسلسل من تأليف بهاء الدين إبراهيم واخراج مصطفى الشال ورشح توفيق عبدالحميد للقيام بشخصية 'علي مبارك' في المسلسل الذي كتبه محمد السيد عيد ويخرجه محمد فاضل·
وانتهى المؤلف محفوظ عبدالرحمن من كتابة مسلسل عن حياة الشاعر الكبير 'بيرم التونسي' ويعكف على كتابة مسلسل آخر عن الشاعر'صلاح جاهين' ومرشح لبطولته أحمد رزق، وهو ما ينطبق على المؤلف محمد النجار الذي كتب مسلسل عن المثال 'محمود مختار'، ومن المقرر ان تخرجه انعام محمد علي، في حين كتب كرم النجار مسلسلا عن 'نجيب الريحاني' وماجدة خيرالله فيلما عن 'الملكة فريدة' من المقرر ان تقدمه يسرا، وكتب فكري أباظة قبل رحيله مسلسلا عن شقيقة 'رشدي أباظة'، وكتب ممدوح الليثي فيلما عن 'عبدالحكيم عامر' والمقرر ان يخرجه خالد يوسف· وأعلنت فيفي عبده ان العام الحالي سيشهد مسلسلا عن 'تحية كاريوكا' كما أعلن يسري الجندي قيامه بكتابة ثلاثة مسلسلات تتناول حياة الرئيس جمال عبدالناصر وسيد درويش وشجرة الدر·
سهولة التناول
ويقول المؤلف محفوظ عبدالرحمن ان ظاهرة دراما المشاهيرترجع الى سهولة تناولها، خاصة إذا توفرت المادة في الكتب عن هذه الشخصيات، الأمرالذي يدفع البعض إلى تصور تقديم عمل مقبول وناجح جدا، كما نجح بعض هذه الأعمال رغم ان هناك اعمالا فشلت فشلا ذريعا، إلى جانب اننا في مرحلة ليست فيها قدوة، فطرح أي شخصية ايجابية يلقى تعاونا من بعض جهات الانتاج، ولاتوجد في كل شخصية شهيرة مقومات الدراما التي تستفز، وهناك اعمال اراها فاقدة للروح رغم انها تتناول شخصيات عظيمة غيرت المجتمع لأن المادة الدرامية الخاصة بها قليلة أو أن الكاتب لم ير هذه الجوانب فيها· ويضيف: اختار الشخصية التي تمسك بخناقي وأنا قارئ للتاريخ في كل مراحله، واستمتع بقراءته وهذه هي هوايتي، ومتعتي الأولى في الحياة، واجد أحيانا شخصية كبيرة أو صغيرة من عصر قديم أو جديد تحتويني فاقرأها، وأتحاور معها، وأشاهدها، واحيانا أقلدها في مشيتها، واختار ألوانها وشكلها، وعندما اعيش الشخصية أتمنى ان أقدمها للمشاهد واعرفها بالناس، ولا اختار ما يطلب مني وفي فترة ما لم أكن أعمل وطلب مني تقديم مسلسل عن الإمام محمد عبده وفي رأيي انه أعظم مفكر مصري على الإطلاق، ولم أحب كتابة العمل لأنه لم يدخل وجداني، رغم دخوله عقلي ولم استطع التحاور أو التماس مع شخصيته·
اهتمام أكبر
المؤلف محمد السيد عيد قدم من قبل شخصيات عديدة في المسلسلات التليفزيونية منها 'الزيني بركات' و'قاسم أمين' ويصورله قريبا مسلسلات 'علي مبارك' و'الإمام الغزالي' و'الأميرة ذات الهمة'· ويتساءل: أين الأعمال التي تتحدث عن السير الذاتية؟ فلم نر في رمضان الماضي غير مسلسل 'الظاهر بيبرس' ثم شاهدنا 'هدى شعراوي'، وتم الانتهاء من 'الإمام محمد عبده' وهذا لا يعتبر مؤشرا على زيادة كبيرة في مسلسلات السير التي اظن انها تستحق الاهتمام بصورة أكبر لأنها تقدم القدوة والمثل للأجيال الجديدة، كما تقدم تعريفا بنجوم لعبوا دورا مهما في تاريخنا وتقدم فترات من التاريخ قد يصعب على الكثيرين الاطلاع عليها لكثرة مشاغل الحياة اليومية ويجب على من يتصدى لمثل هذه الأعمال ان يكون قارئا جيدا للتاريخ وله وجهة نظر يحاول ان يقدمها من خلال السيرة الذاتية·
وعن الهجوم الذي يتعرض له بعض كتاب ومؤلفي أعمال المشاهير من انهم يستسهلون الكتابة في هذا المحال· يقول: هذا الكلام لا أصل له وقد كتبت المسلسل الاجتماعي وكنت موفقا فيه سواء في الإذاعة أوالتليفزيون ولي أعمال اجتماعية واخرى من الخيال العلمي وكوميدية واخرى تنتمي لعالم الفانتازيا وزملائي الذين يكتبون الدراما التاريخية مثل يسري الجندي وأبوالعلا السلاموني لهم أعمال اجتماعية متميزة وما المشكلة في ان يكون هناك كُتاب متخصصون في الدراما التاريخية باعتبارها فرعا مهما من فروع الابداع الدرامي·
وأشار إلى انه يتبنى مشروعا لتقديم تاريخ مصر المعاصر من خلال الدراما التليفزيونية حيث كتب جزءين منه هما: 'علي مبارك' و'قاسم أمين' وسوف يستكمل هذا المشروع ليغطي الفترة من 1805 وحتى الآن·
وأضاف: اختار شخصية تعبر عن رأيي في الواقع الذي نعيشه واخترت علي مبارك لاتحدث عن دور الانسان في تحديث مجتمعه وتنويره وايضا الامام الغزالي عاش في فترة تقترب كثيرا من الفترة التي نحياها الآن فاخترته لأعبر عن رأيي في الواقع العربي والإسلامي خاصة ان اللجوء للتراث يعطي حرية أكثر في التعبير والاسقاط على أحداث معاصرة نظرا للحساسية الشديدة من ناحية الرقابة أو من غيرها ممن لا يريدون المساس بأي شيء·
ويقول المؤلف أبوالعلا السلاموني الذي كتب العديد من الأعمال التليفزيونية والمسرحية التي تتناول شخصيات بارزة ان اللجوء لهذا النوع من الدراما ليس بدعة ولكنه متبع منذ بداية الدراما ولو نظرت في أعمال كتاب الاغريق فستجد أوديب ملكا وفيدرا وأوريست ومعظم شخصيات شكسبير سير ذاتية ومنها 'هاملت' و'ماكبث' و'الملك لير' و'هنري الثامن' وهذا النوع مهم في الدراما وليس غريبا ان نلجأ إلى الشخصيات كما لجأ كبار الكتاب اليها من خلال الدراما·
صعوبة التناول
وأضاف: هذا النوع من الكتابة في غاية الصعوبة لأنه يتم تناول شخصيات معروفة والصعوبة تكمن في تقديم هذه الشخصيات بأسلوب يجذب المشاهد ويجعله يجلس ويتابع الحلقات كما حدث مثلا مع أم كلثوم وطه حسين والعقاد والمهم كيفية معالجة هذه الشخصيات من خلال أحداث ورؤية فكرية وسياسية واجتماعية وثقافية وانسانية وفلسفية وأهم الأعمال التي كتبها العقاد هي العبقريات رغم انها لشخصيات معروفة لدى الجميع وكانت له القدرة والبراعة في جذب الكثيرين اليها ويجب على من يتصدى لمثل هذه النوعية من الأعمال ان يكون على مستوى عال من الثقافة الموسوعية ليستوعب جميع جوانب الشخصية ولكي اكتب مثلا عن شخصية 'صلاح الدين الأيوبي' لجأت إلى أكثر من 100 كتاب بعكس من يقدم شخصية من وحي الخيال فهو يلجأ لذاته فقط ولا يبذل جهدا ووقتا في الاعداد أو الكتابة أو التنفيذ وعدد من يكتبون هذه الأعمال قليل ولا يتجاوزأصابع اليدين مقارنة بالعشرات ممن يكتبون الدراما العادية·
ويرى أبوالعلا السلاموني ان اعتراض أقارب وورثة بعض هذه الشخصيات على تقديمها دراميا وضرورة اظهارها بصورة ملائكية يستلزم وجود قانون يحدد العلاقة بين كاتب دراما السير الذاتية وأصحابها، لأننا لو تركناها لهم فلن نستطيع ان نكتب ومثل هذه الشخصيات عامة، وليست ملكا للأهل والورثة الذين يتحكمون من أجل الحصول على أكبر مقابل مادي ممكن ولا تهمهم الشخصية أو تاريخها أو اخلاقها ومن حق المجتمع تناول هذه الشخصيات وان يكتبها المؤلف كما يتصور·
ويقول الفنان كمال أبورية الذي قدم شخصيات تاريخية للدراما: يجب ان نكثر من هذه الأعمال لأنها في صالح الدراما وفي صالح الناس والمتلقي لاسيما الشباب ويجب ان نكون أصحاب رسالة· وعندما نقدم شخصيات لها أمجاد فستلفت نظر الجمهور ويحترمها ويقدرها ويبحث في داخله عن أشياء مشابهة لها يقتدي بها· ويقول الفنان ممدوح عبدالعليم: لا أحب تناول الشخصيات المعاصرة لانني لا أهوى التقليد ولست من مدرسته ولكنني وجدت في بليغ حمدي الاستثناء فهو سيد درويش هذا الزمان ووقع عليه ظلم بيْن أود المشاركة في رفعه وهذا لا يعني انه سيظهر في العمل بلا اخطاء ولكن سيظهر كأي إنسان له أخطاؤه وحسناته وجمعنا كل ما يتعلق بطفولته وعائلته من خلال أسرته وشقيقه مرسي سعد الدين وبعد الحصول على الموافقة يكتب العمل محمد الرفاعي وسيخرجه مجدي أحمد علي ولن نتعجل ظهور العمل حتى يتم بصورة لائقة ومرضية تماما لان شخصية بليغ لا تنفع معها انصاف الحلول· يرى الفنان محمد وفيق الذي قدم العديد من الشخصيات التاريخية البارزة ان هناك مسؤولية كبيرة على عاتق المؤلف والمخرج والممثل حال تقديم شخصية بارزة موجودة في أذهان الناس بشكل معين سواء من خلال القراءة عنها أو معاصرتها· فمثلا الخديوي اسماعيل في تاريخنا كان يتخيله الناس عابثا كما قدمه حسين رياض في فيلم 'ألمظ وعبده الحامولي' ولكن الشخصية كانت أغنى من هذه الجزئية التي تم التركيز عليها في الفيلم لانه كان عاشقا لمصر ولا ينكر احد دوره في بناء مصر الحديثة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©