الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يحذرون من إلقاء المحاضرات والإفتاء دون علم

1 نوفمبر 2008 02:51
نبه أئمة المساجد في خطبة الجمعة أمس بعدم جواز أن يقوم أي فرد ذكرا كان أم أنثى بإلقاء المحاضرات والإفتاء دون الرجوع إلى جهات الاختصاص وذلك حماية للمجتمع من أولئك الذين يتصدون للدروس والمحاضرات دون علم وفقه صحيح في الدين، خاصة في البيوت بين النساء· ودعا الخطباء في الخطبة الموحدة بمساجد الدولة أمس المسلمين إلى التعاون التام لمصلحة الجميع والرجوع إلى أهل الاختصاص والاستئذان منهم في إقامة مثل هذه المحاضرات، وعدم الاغترار بمن يدعي العلم لأنه قد يكون ''من أجهل الناس فيكون ضرره كبيرا على البيت وأهله والمجتمع بشكل عام''· وقال الخطباء ''إن الإفتاء بغير علم حرام، لأنه يتضمن الكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وفيه إضلال للناس· وأشار الخطباء إلى أقوال الله تعالى ''قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون''، وإلى قوله جل وعلى ''قل الله يفتيكم''، وقوله ''يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا· يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما'' وشدد الخطباء على أن الفتوى أمر عظيم القدر، فهو منصب شريف ومقام عال، يتولى صاحبه تعليم الناس أحكام دينهم، وتوضيح طريق الشرع لهم، فهو بيان أحكام الله تعالى، وتطبيقها على أفعال الناس، وقول على الله تعالى إنه يقول للمستفتي: حق عليك أن تفعل، أو حرام عليك أن تفعل، ولذا شبه بعض العلماء المفتي بالترجمان عن مراد الله تعالى، والموقع عنه عز وجل· ولفتوا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم تولى هذا المنصب في حياته، وكان ذلك من مقتضى رسالته، وقد كلفه الله بذلك بقوله تعالى ''وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون''· وأضافوا أن المفتي يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم في وراثته لعلم الشريعة وتبليغه للناس، وقال عليه الصلاة والسلام ''إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر '' وأردفوا أن موضوع الفتوى دقيق جدا، ولا يجوز لأي إنسان أن يفتي، بل لا بد من وجود الأهلية والتخصص والتثبت في الفتوى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ''أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار''· وقال سفيان: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما· وشدد الخطباء على وجوب أن يتهيب العالم للإفتاء، ولا يتجرأ عليه إلا حيث يكون الحكم جليا في الكتاب أو السنة، أو يكون مجمعا عليه، أما فيما عدا ذلك مما تعارضت فيه الأقوال والوجوه وخفي حكمه فعليه أن يتثبت ويتريث حتى يتضح له وجه الجواب، فإن لم يتضح له توقف· وقالوا: كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، إذا سئل أحدهم أحال السائل إلى أخيه، وود أن يكفيه الإجابة· فعن عبد الرحمن ابن أبى ليلى قال: لقد أدركت فى هذا المسجد عشرين ومائة من الأنصار وما منهم أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا يسأل عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا· وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: تريدون أن تجعلونا جسرا تعبرون علينا إلى جهنم· وكان الإمام مالك بن أنس رحمه الله إمام دار الهجرة الذي قيل عنه: لا يفتى ومالك بالمدينة· كان يقول: من أجاب فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار، وكيف خلاصه في الآخرة، ثم يجيب فيها· وهذا ما ينبغي للمفتي أن يفعله ويعود نفسه عليه· وأوضحوا أنه ''إن كان هذا هو حال الصحابة الكرام والعلماء الأجلاء فعموم الناس أولى بالتوقف عن الإفتاء وإصدار الأحكام الشرعية بغير علم ولا هدى، فلا يجوز أن يتصدر للإفتاء من هو ليس بأهل لها''· وقال الخطباء إن من فضل الله تعالى علينا ونعمه في هذه الدولة المباركة إن هناك من يتولى الإفتاء والإجابة عن الأسئلة الشرعية باللغات المختلفة، وهذه الخدمة المجانية تعمل على نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وتتسم بمنهج الوسطية والاعتدال دون إفراط أو تفريط من خلال صفوة العلماء الشرعيين المتخصصين رجالا ونساء، فهم أصحاب مؤهلات علمية متخصصة متدربون على أمور الإفتاء، ومواطن الإجماع، والمعرفة التامة بقواعد الاستنباط وتفهم حال المجتمع، مع ملازمة التقوى· ودعوا كل مسلم حريص على معرفة دينه أن يسأل هؤلاء، فهم أهل العلم والاختصاص، ولا يلجأ لغيرهم ممن يدعون العلم ويتظاهرون به، وهم ليسوا من العلماء حتى لا يقع في المخالفات الشرعية، فيسلم في الدنيا والآخرة· وختموا أن من دلائل التوفيق وأمارة السعادة والفلاح للعبد أن يطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، تطبيقا لقوله تعالى ''ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©