موسكو (وكالات) - اعتقلت شرطة مكافحة الشغب الروسية أمس عشرات من المحتجين واثنين على الأقل من زعماء المعارضة، عقب اندلاع اشتباكات أمس خلال مظاهرة مناهضة لعودة فلاديمير بوتين لرئاسة البلاد.
وتصدى عدد كبير من شرطة مكافحة الشغب لمحتجين في ميدان على نهر موسكو، للحيلولة دون وصولهم للكرملين وقال شهود عيان إن البعض تعرض للضرب بالهراوات.
ورد بعض المحتجين بإلقاء زجاجات بلاستيكية وألقى أحدهم قنبلة دخان وفق رواية صحفيين بموقع الاحتجاجات. وقال شهود العيان إن من بين الذين أبعدتهم الشرطة زعيمي المعارضة اليكسي نافالني وسيرجي اودالتسوف.
واعتقلت الشرطة اودالتسوف، زعيم جبهة اليسار، فيما كان يتحدث امام المتظاهرين في ساحة بولوتنايا.
وخرج الآلاف من الروس للشوارع في عدة مدن للاحتجاج على بوتين عشية عودته للرئاسة، ولكن مساعي المعارضة لتنظيم “مسيرة مليونية” لم تتحقق. وشارك 20 ألف متظاهر على الأقل في احتجاجات في شوارع موسكو حملوا خلالها لافتات وأعلاما، ورددوا هتافات منها “روسيا من دون بوتين” و”بوتين لص”.
وكان المتظاهرون حملوا نعشا أسود كتبت عليه كلمة “ديمقراطية” في أنحاء مدينة فلاديفوستوك أمس في بداية الاحتجاجات ضد بوتين، عشية عودته إلى المنصب الذي كان يشغله من قبل وسيستمر فيه لمدة ستة أعوام قادمة.
أقيمت مراسم تنصيب بوتين داخل الكرملين وباركه خلالها بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ويشعر الكثير من الروس بالغضب من أن بوتين (59 عاما) سيمد هيمنته المستمرة منذ 12 عاما على روسيا ويخشون من أن يخنق الإصلاح الاقتصادي والسياسي خلال ولايته الجديدة.
وقال شهود إن نحو 100 محتج احتشدوا في ميدان رئيسي في فلاديفوستوك ورفعوا لافتة كتبوا عليها “بوتين ليس رئيسنا”، في إشارة الى مزاعم بتزوير الانتخابات التي جرت في الرابع من مارس وفاز بها بوتين.
وقال بوريس نمتسوف وهو زعيم ليبرالي معارض قبل انطلاق مسيرة موسكو “تم انتخاب بوتين بطريقة غير مشروعة.. لا نستطيع أن نظل صامتين ونراقب هذا العار”. وأضاف “المهتمون سيأتون ليظهروا لبوتين أن تنصيبه ليس عطلة رسمية، مثلما يظن أو تتويجا بل هو جنازة للسياسة النزيهة”.
ونفى بوتين المزاعم بأن انتشار التزوير على نطاق واسع ساعده في الفوز بانتخابات الرئاسة وضمن فوز حزب روسيا المتحدة الذي ينتمي اليه بالانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر. وقال أنصار للمعارضة للصحفيين إنه تم إلقاء القبض على ستة أشخاص عقب الاحتجاج في فلاديفوستوك. وذكرت وسائل إعلام روسية أن الشرطة اعتقلت عشرة اشخاص في مدينة كورجان، واقتادت عددا آخر في مدينة كيميروفو بغرب سيبيريا.
وأظهرت مشاهد للتلفزيون اعتقال نائب رئيس الوزراء السابق والمعارض بوريس نيمتسوف.
وتحدثت وكالات الانباء الروسية أيضا عن اعتقال المعارض والمدون الكسي نافالني. وشاهدت مراسلة فرانس برس في المكان عناصر الشرطة ينهالون ضرباً بالهراوات على عشرات المتظاهرين لتفريقهم. وكان اودالتسوف يردد أمام المتظاهرين “لن نرحل من هنا” قبل ان تصعد مجموعة من عناصر الشرطة الى المنصة وتعتقله.
ويأتي هذا فيما تظاهرت جماعات موالية لبوتين مساء مؤكدة أنها تستطيع حشد 50 ألفا من أنصاره. ومن المقرر أن يتولى بوتين الرئاسة رسميا اليوم.
عدد اليوم
