صرح مسؤول اسرائيلي بارز لوكالة ''فرانس برس'' امس ان رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت يفكر في استئناف محادثات السلام غير المباشرة مع سوريا خلال الثلاثة اشهر المتبقية له في الحكم· وذكر مسؤول اخر ان اولمرت طلب من الحكومة التركية ان تقدم اقتراحه الى السوريين وذلك اثناء الزيارة التي قام بها وزير الدفاع التركي وجدي جونولتو الى اسرائيل امس الاول· وصرح المتحدث باسم اولمرت مارك ريجيف ان ''رئيس الوزراء يرى اهمية مواصلة الحوار والمحادثات على المسار السوري''· وقال مسؤولون اسرائيليون امس ان اولمرت يريد تفادي حدوث فراغ دبلوماسي في هذه الفترة· وذكر مصدر في مكتب اولمرت ان رئيس الوزراء نقل لسوريا من خلال مسؤولين اوروبيين رغبته في استئناف المحادثات غير المباشرة التي تتوسط فيها تركيا وجرت في وقت سابق من العام وانه ''تلقى مؤشرات ايجابية'' من السوريين·
ورجحت مصادر سياسية اسرائيلية ان تنتقل المفاوضات الاسرائيلية السورية التي تجرى بوساطة تركية الى الحوار المباشر بعد الجولة القادمة من المفاوضات بينهما· واضافت ان مكتب اولمرت سيطلب مجددا خلال الاسبوع القادم من المستشار القانوني للحكومة ان يسمح للمحامي يورام توربوفيتش بمواصلة ادارة عملية التفاوض غير المباشرة مع سوريا علما بان الاخير قد اعتزل مؤخرا منصب رئيس طاقم مستخدمي ديوان رئيس الوزراء·
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي اسرائيلي قوله انه يتوجب على رئيس الوزراء اولمرت التشاور اولا مع اعضاء الحكومة او حتى مع اعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية اذا كان ينوي استئناف المفاوضات غير المباشرة مع سوريا ودفعها نحو الحوار المباشر· واوضح المصدر ان الحكومة الحالية تعد حكومة انتقالية ولا يمكنها التوصل الى تفاهمات او اتفاقيات سياسية او القيام بخطوات تعد ملزمة بالنسبة للحكومة الاسرائيلية القادمة·
وكانت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' إلاسرائيلية قد ذكرت امس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الانتقالية بعث برسالة إلى سوريا جاء فيها أنه يريد تسريع مفاوضات السلام مع دمشق الآن بعد أن أصبح من الواضح أنه سيظل في السلطة لعدة أشهر أخرى· وقالت الصحيفة إن أولمرت طلب من وزير الدفاع التركي خلال اجتماع عقد في تل أبيب نقل تلك الرسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد·
كان أولمرت قد استقال من منصبه كرئيس للوزراء ورئاسة حزبه الحاكم كاديما الشهر الماضي على خلفية مزاعم بتورطه في عمليات فساد· وانتخبت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني كزعيمة جديدة لحزب الوسط في 17 سبتمبر لكن جهودها في تشكيل حكومة ائتلافية باءت بالفشل· وسوف يستمر أولمرت الآن في القيام بدوره كرئيس لحكومة انتقالية إلى حين تشكيل حكومة جديدة في غضون 42 يوما من الانتخابات الأمر الذي يمنح أولمرت مهلة مدتها أربعة إلى خمسة أشهر للبقاء في السلطة· لكن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إن أولمرت باعتباره رئيسا لحكومة انتقالية فإنه قد يستمر في المفاوضات مع الفلسطينيين وسوريا وفقا للوتيرة الحالية في حين أنه يفتقد الشرعية التي تؤهله للتوقيع على اتفاقيات مع أي منهما
عدد اليوم
