الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الموت نقداً

11 مايو 2011 22:46
وجد مدربون من عيارات عالمية مختلفة ضالتهم في ربيع الكلاسيكو الإسباني بين الغريمين البارسا والريال، حتى أن بعضهم اندفع لينصب محكمة وهمية كان المتهم فيها هو فكر البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد، وكانت الأحكام الصادرة التي لا تقبل بالاستئناف هي تجريم كل ما أتى به مورينيو من أفعال كثيرها عن عمد لإبادة سحر برشلونة ولاغتيال الكرة الجميلة والحالمة. وبين من وصف مورينيو بالمخرب وبالمدرب الذي يريد تشويه صورة الريال نادي القرن بالقارة العجوز، وبين من اعتبروا خسارته في ذهاب نصف نهائي الأبطال تأديباً صارخاً وإعلانا ضمنياً عن أن الكرة الجميلة أبداً لن تموت، تمادى زملاء لمورينيو في المهنة في إيذاء الرجل، في إعدامه وتشييعه، مع أن كل ما فعله مورينيو هو أنه اعترف ضمنياً بقوة برشلونة وبسحر أدائه، وهو يهيئ في مطبخه السري الوصفة التي تبطل ذاك السحر وتقهر تلك القوة. ولأن الهولندي كرويف الذي نجد في فلسفة برشلونة وطريقة أدائه وأسلوب لعبه كثيراً من مبادئه التي لا يحيد عنها، شعر بأن مورينيو اقترب كثيراً من فك طلاسم البلوجرانا، فقد جند في السر وفي العلن حملة شعواء يقترب شعارها من ذاك الذي نسمع به اليوم متردداً في الشارع العربي، «الكرة الجميلة تطالب بإسقاط مورينيو».. كرويف وبعد أن أغار كيف قدر له على مورينيو وخلع عنه ثوب المدرب لأنه يرى فيه مجرد ساع إلى اصطياد الألقاب، أطلق باتجاه فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد عيارات كثيرة، عندما قال بأنه هو مهندس هذا التخريب المعلن، فهو الرئيس وهو الموجه وهو المحدد لمعالم الطريق وفلسفة العمل، ومورينيو لا ينفذ على الميدان إلا ما كان قد أمر به فلورنتينو بيريز، تدمير البارسا. وإذا ما جزمت بوجود نوع من التطرف عند كرويف في بناء الرأي والتأسيس لأحكام عن ظواهر كروية هي من صميم متغيرات الإبداع، التي لا تقبل دائماً بأحكام القيمة، إلا أنني عند الاحتكام للأرقام وللمعطيات أيضاً أجد أن مورينيو إما بالغ في تقدير قوة برشلونة إلى الدرجة التي أنسته نفسه وفريقه ومملكة النجوم التي يديرها، وإما أنه أخطأ في تدبر أربع مواجهات كلاسيكية بأبعاد استراتيجية مختلفة وفي سياق زمني مضغوط.. كان مثيراً للدهشة، مثلاً أن ريال مدريد في النسخ الخمس للكلاسيكو (ذهاب وإياب الليجا، نهائي كأس الملك وذهاب وإياب دوري الأبطال) أنجز 2494 تمريرة أقل من برشلونة، وأنه أول ناد يرتكب لاعبوه 30 خطأ في مباراة أوروبية واحدة في آخر ثلاث سنوات، كما كان مدعاة للشفقة أن يقبل مورينيو بتعريض لاعبيه لتلك الفتنة التكتيكية، عندما حشروا في مناطق ضيقة لصد الغارات الهجومية لبرشلونة. أفهم أن مورينيو حلل برشلونة باعتماد على كثير من وحدات القياس وعلى كثير من أدوات التشريح التكتيكي وتوصل إلى أن قوة برشلونة هي في تنويم الخصم باعتماد تمرير قصير وسريع للكرة، لتبدأ بعدها عملية الاختراق التي تجد في الرؤية البانورامية والأسلحة التي تفتك بدفاعات الخصوم. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©