اعتبر مركز أبحاث استراتيجي بريطاني أمس أن الجوع المنتشر في افغانستان هذا الشتاء يشكل تهديدا أخطر من التمرد على الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لإعادة بناء البلاد· وحسب مركز ''رويال يونايتد سرفيسيز انستيتيوت'' في لندن، فإن تراكم عوامل عدة مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاساسية والجفاف الصيفي خلقت شروط مجاعة ''كارثية'' في افغانستان هذا الشتاء يمكن ان تطال حوالى 8,4 مليون نسمة·
وجاء في بيان لبول سميث المحلل في المركز أن هذه ''الفوضى الغذائية'' تطورت في وقت ''تتركز فيه أنظار العالم على العنف الذي يتخذ أكثر واكثر مظهرا إرهابيا''· واضاف ''مهما كان تأثير التمرد على مهمة الامم المتحدة في افغانستان، فإن الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع سيكونان العقبة الرئيسية امام اي تقدم'' من قبل الاسرة الدولية·
وشدد على انه ''كي تحافظ الاسرة الدولية على صدقيتها وسلطتها المعنوية في افغانستان ، عليها ان تقوم بعمل مناسب وملموس وفعال''· وكشف سميث ان ''الحكومة الافغانية وبعثة الامم المتحدة/ايساف سيتعرضان لأهم نكسة في حال لم تحول الأسرة الدولية دون حصول كارثة انسانية متوقعة''·
واعتبرت منظمة اوكسفام الانسانية نهاية اغسطس الماضي ان حوالى 4,5 مليون افغاني اصبحوا يواجهون مشاكل في الحصول على مواد غذائية أساسية بسبب ارتفاع الأسعار الأمر الذي يخشى معه حصول مجاعة هذا الشتاء·
على صعيد آخر بدأ راينهولد روبه المستشار العسكري للبرلمان الألماني (البوندستاج) فى اجراء دراسة عن حجم تسليح القوة الألمانية التابعة لقوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان بعد الاتهامات الأخيرة التي وجهت ضد النقص في العتاد·
وقال روبه امس أثناء زيارته لنقطة حماية بحرية في مدينة لودفيجسهافن بولاية سكسونيا السفلى شمال ألمانيا ''إن موضوع العتاد مطروح على أجندة النقاش''·
وكان والد أحد الجنديين اللذين لقيا مصرعهما في أفغانستان منذ فترة وجيزة قد اتهم الجيش الالمانى والحكومة بتزويد أفراد القوة الألمانية المشاركة في المهمة الدولية في أفغانستان بعتاد ''بائس''·
وكان جندى المانى ( 25 عاما) وزميل له (22 عاما) وخمسة اطفال افغان قد لقوا حتفهم في العشرين من تشرين أول/أكتوبر الحالي إثر هجوم انتحارى نفذته جماعة طالبان·وقال روبه ''إنني أتفهم أن يقلق أهالي الجنود بهذا الشأن'' وقال إن التقارير التي تتحدث عن قلة العتاد تتردد منذ بدأنا بالمشاركة في قوة المساعدة الأمنية الدولية''·
وأضاف روبه قائلا ''علينا أن نعيد النظر دائما في هذا الوضع· فقد رأينا كيف تتحلى طالبان بقدر كبير من المرونة في اختراع آليات جديدة للموت''، مشيرا إلى أن الجيش الألماني ينبغي أن يكون دائما في وضع اليقظة والانتباه·
وانتقد المستشار العسكري للبوندستاج غياب الإنفاق على عمليات إصلاح الثكنات وتوسيعها مثلا، مشيرا الى أن ذلك يحتاج إلى نفقات قدرها حوالي 3ر1 مليار يورو · واوضح روبه ان هناك دائما عجزا ''فادحا'' فى الأبنية مضيفا أنه عندما تحول الجيش الألماني للمشاركة الفاعلة في المهام الدولية بدءا من البوسنة 1995 لم يرصد له عندئذ التمويل الكافي
عدد اليوم
