الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلمو أميركا وواجبهم الانتخابي

مسلمو أميركا وواجبهم الانتخابي
1 نوفمبر 2008 03:14
أنا أميركي، وأنا مسلم، لا أنتمي إلى الحزب الجمهوري ولا إلى الحزب الديمقراطي، لكني أؤمن بأن صوتي مهم· أنا فخور لأنني مواطن من الولايات المتحدة الأميركية حيث أستطيع ممارسة حقي كمواطن للمساهمة في اختيار القيادة السياسية لبلدي· وإذا كنت قد دافعت عن اختيار مرشح خلال الانتخابات السابقة، فإنني سأكتفي هذا العام بتشجيع وحث كل مسلم أميركي وأميركي عربي على التصويت، لأن صوته مهم· فأنت، كمسلم أميركي، تستطيع أن تكون عامل تغيير إذا قررت ذلك، وبالتالي، فلا يحق لك أن تشتكي مما أصاب بلدنا إذا لم تصوت· عبّر عن سخطك واستيائك من ''الإسلاموفوبيا'' (الخوف من الإسلام) من خلال صوتك، واجعله صوتاً بنّاءً، فقد كفانا من الركون إلى دور الضحية الذي أصاب جالياتنا منذ الحادي عشر من سبتمبر· فمهما تكن التجاوزات والانتهاكات التي عانيناها، سواء من ''القانون الوطني'' (قانون محاربة الإرهاب)، أو من انتهاك حرياتنا المدنية نتيجة الغضب والإحباط جراء الهجمات التي نفذها أشخاص شوهوا ديننا··· فإننا نتمتع بحرية أكبر وفرص أكثر ودور أكبر في تحديد كيفية إدارة وتسيير بلدنا مما كنا سنتمتع به في أي بلد آخر· إننا مواطنون نعمل بجد، وندفع الضرائب، ونرسل أطفالنا إلى المدرسة، ونشارك في أنشطة المجتمع··· ونحن، باختصار، لسنا أقل أميركية من ''جو السباك'' الذي يقيم في ولاية أوهايو وأصبح رمزاً للعمال في الولايات المتحدة والذي تكرر أسمه كثيراً في المناظرات الرئاسية بين ماكين وأوباما، غير أننا في أحيان كثيرة للأسف لا نتصرف كذلك· إذا كنا نريد مكاننا في الحياة السياسية الأميركية، فعلينا السعي بجد لتحقيق ذلك· وإذا كنا نريد أن تكون أصواتنا مسموعة، فيجب ألا نكون في حاجة إلى شخصيات معروفة مثل كولن باول للدفاع عن الهوية الإسلامية الأميركية كجزء من النسيج السياسي لبلدنا والتنديد بالإسلاموفوبيا في الحياة السياسة الأميركية··· بل علينا أن ننشئ زعماء من بين أنفسنا يستطيعون بحكم خدمتهم في الوظيفة العامة أو الجيش -كأميركيين أولاً وليس كمسلمين حدث أنهم يعيشون هنا- تسليط الضوء على المشاكل التي تؤثر علينا جميعاً· وإذ يدرس المسلمون الأميركيون خياراتهم في هذه الانتخابات، فإنني أدعوهم إلى التفكير في المشاكل الأكبر التي تواجه عالمنا وفي الكيفية التي يمكننا بها أن نكون -نحن الذين نعيش في أكثر بلدانه حرية- عوامل تغيير· بخصوص أميركا والإسلام، فإننا نخوض صراعاً ضد التطرف، وخاصة التطرف الإسلامي، لكننا رفضنا كمجتمع حتى الآن منح منبر للأصوات الإسلامية الحكيمة خشية أن تكون ذئاباً في ثوب حملان! وبالتالي، فعلينا أن نصوت للمرشح الذي ستفتح إدارته الأبواب أمام المسلمين الأميركيين، وعلى المسلمين في الداخل والخارج أن يتبنوا نماذج أفضل من أشخاص مثل أسامة بن لادن ممن يزعمون الدفاع عن الفقراء والمستضعفين المسلمين· بخصوص تحديات السياسة الخارجية الأميركية: ينبغي أن يكون تجنب الانهيار التام لباكستان واحدة من أولى أولوياتنا بالنسبة للإدارة المقبلة· ذلك أنه إذا فشلت باكستان، فإنها ستطرح خطرين كبيرين: التحول إلى ملاذ استراتيجي للمتطرفين الإسلاميين في العالم ووصول المواد الانشطارية إلى أيدي الجماعات الإرهابية· وعليه، فإن الإدارة المقبلة لا يمكنها أن تعتمد على القوة العسكرية لإصلاح باكستان، بل على أميركا أن تتزعم جهوداً دولية تهدف لخلق فرص العمل للباكستانيين· فالأشخاص الذين يعملون ويتاجرون لا يقومون بالتفجير والقتل· والمرشحون الذين يؤمنون بمقاربة متعددة الجوانب -بدلاً من سياسات الأسلحة- لمعالجة هذه المشاكل، مؤهلون أكثر لتمثيل مستقبلنا· بخصوص فشل النظام الاستخباراتي الأميركي، سيتعين على الإدارة المقبلة أن تصلح جهاز استخبارات متضخم ويضم موظفين غير مناسبين· فإذا كنا نريد أن نحارب التهديدات التي نواجهها بفعالية أكبر، فإن أميركا في حاجة إلى نوع جديد من جامعي المعلومات الاستخباراتية البشر الذين تمكننا مهاراتهم اللغوية وهوياتهم الثقافية من معرفة وفهم إشارات لن تستطيع وسائل الاستخبارات الأخرى أبداً التقاطها أو إخبارنا بها· لقد أنفقنا مليارات الدولارات على الأقمار الاصطناعية التي لا تستطيع إيجاد شخص واحد، والحال أننا لو أنفقنا ملايين فقط على تعليم مواطنينا لغات مثل الأوردو والفارسية والهندية والعربية··· فسنستطيع جمع معلومات استخباراتية جيدة من أجل وضع واتخاذ سياسات أفضل، ولربما نستطيع تجنب الهجوم المقبل· وبخصوص مستقبل المسلمين في أميركا، فإن النظام السياسي الأميركي يقوّم التقدم فيه على قدرات الفرد وإنجازاته، والولايات المتحدة بلد يضم خليطاً من الأعراق والأديان· والحق أنه لم يحدث أبداً أن أُغلق باب في وجهي، لذلك، فأنا أنوي أن أشغل يوماً ما منصباً حكومياً هاماً، وأعتقد أن مواطنيَّ سيمنحونني تلك الفرصة بصرف النظر عن معتقداتي الدينية، لأنهم يعلمون أنني أحب بلدي ودافعت عنه ضد أولئك الذين شوهوا ديني· لكنني أريد أن تعمل الحكومة الأميركية على ضمان ألا يوصد باب أبداً في وجه أطفالي، لأنني أحرص على تلقين أطفالي المبادئ التي دافع عنها توماس جيفرسون وجورج واشنطن، بقدر ما أحرص على أن يتعلموا الحديث النبوي الشريف· إن ممارسة الديمقراطية تتعلق بقيام المواطنين العاديين -بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس- باختيار أفضل الأشخاص وألمعهم لقيادتنا· وشخصياً، لا يهمني ما إن قام ماكين أو أوباما بزيارة أحد المساجد أو لم يخاطب جالياتنا خلال السباق الرئاسي، لكن ما يهمني هو أن يدركوا أن صوتي، وأصوات بقية المسلمين الأميركيين، مهم· وأن يفهما ويأخذا على محمل الجد مدى أهميتنا حقاً كجزء من الحياة الأميركية· منصور إعجاز كاتب مهتم بقضايا مسلمي أميركا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©