الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السبّاح الصغير».. نواة لتكوين قاعدة وطنية من أبطال البحار

«السبّاح الصغير».. نواة لتكوين قاعدة وطنية من أبطال البحار
22 يوليو 2010 21:23
في تجربة فريدة من نوعها على مستوى الدولة دشَّن مشروع «صيفنا مميَّز» في أبوظبي برنامج « السبّاح الصغير» ويستقطب هذا البرنامج أكثر من 500 طفل مواطن في المرحلة العمرية من 4 - 6 سنوات، وذلك بمسبح مدرسة المواهب النموذجية، ويشرف على هذا المشروع مجلس أبوظبي للتعليم الذي خصص فريقاً كاملاً من المدربات للنهوض بهذا المشروع الحيوي في تعليم الأطفال السباحة بأنواعها المختلفة، وتمكينهم من إجادة هذه الرياضة المميزة والتي ترتبط بتراث الآباء والأجداد. أكد محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم على أنّ مشروع «السبّاح الصغير» يعتبر من المشاريع الرياضية الرائدة على مستوى الدولة، وطبقاً لإحصاءات مجلس أبوظبي للتعليم فإنها المرة الأولى التي يتم فيها تدشين مثل هذا المشروع والذي يستقطب أكثر من 500 طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة من المواطنين الراغبين في تعلم نشاط السباحة وفق معايير علمية وتطبيقية صحيحة. وأوضح الظاهري أن معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم حرص على توفير كل الدعم اللازم لمشروع «السبّاح الصغير» باعتباره نواة لتكوين قاعدة وطنية من البراعم المتخصصة في نشاط السباحة، وهو من الأنشطة الرياضية المهمة التي برع فيها العرب منذ فجر التاريخ، بالإضافة إلى أهمية السباحة في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك نظراً لامتداد شواطئنا وضرورة أن يكتسب الطلاب والطالبات المهارات اللازمة لهذه الرياضة المتميزة والتي تمكنهم من مواصلة طريق أجدادهم الأوائل في ركوب البحر وسبر أغواره. وقال الظاهري: إن مشروع «السباح الصغير» حظي بإقبال كبير من جانب الطلاب والطالبات في المرحلة العمرية الممتدة من رياض الأطفال، وحتى الصف الأول الابتدائي، وهُناك تجاوب تام من جانب أولياء أمور الطلبة، وتحديداً الأمهات اللاتي حرصن على تشجيع الأبناء والبنات خلال التدريبات، وأيضاً دفعهم للانتظام في برامج المشروع النظرية والتطبيقية التي تمت على أيدي نخبة من المدربات في مسبح مدرسة المواهب النموذجية بأبوظبي. الأدوات الرياضية ومن جانبه أشار عبدالله الحارثي مشرف «صيفنا مميَّز» في أبوظبي إلى أهمية هذا المشروع الذي استقطب الأطفال من هذه الفئة العمرية من مناطق متعددة داخل أبوظبي، وخاصة من الخالدية، والكرامة، والبطين، والزعاب، وأيضاً مناطق شارع حمدان، وخليفة، والاستقلال، وإلكترا، ومدينة زايد، وشارع الدفاع، والجوازات، والمرور، والمشرف، ووفر «صيفنا مميَّز» المواصلات لنقل الطلبة من منازلهم إلى مسبح المواهب وإعادتهم مرة ثانية، بالإضافة إلى تزويد الطلبة بملابس سباحة مناسبة لكل منهم، وبعض الأدوات الرياضية المستخدمة خلال التدريبات. استراتيجية مدروسة وأكدت هويدا محمود عبدالفتاح موجهة التربية الرياضية على أهمية مشروع «السباح الصغير» الذي نجح في استقطاب 500 طالب وطالبة من مرحلة عمرية صغيرة، حيث عمدت مدربات المشروع إلى تنفيذ إستراتيجية مدروسة للتعامل مع هؤلاء الأطفال تركز في المقام الأول على ربط التعليم بالترفيه، بحيث يشعر الطالب الصغير بالمتعة خلال نزوله للماء، ومن ثمّ فقد تركزت هذه الاستراتيجية على كسر حاجز الخوف لدى الطالب عند وصوله إلى المسبح، خاصة وأنّ عدداً كبيراً منهم يخشى الاقتراب من الماء. وأشارت إلى أنّ هذه الاستراتيجية ركزت على إكساب الطالب المتدرب عدداً من الأسس الخاصة بالسباحة، وفي مقدمتها تعليمه أنواع السباحة مثل: سباحة الزحف على البطن، والإيروبك المائي، وأداء جمل حركية داخل الماء يطلق عليها «نودلز»، وأيضاًَ تعليم الطالب سباحة الطفو فوق الماء، وكذلك سباحة الظهر، وكلها عناصر أساسية تمّ تقديمها للطلبة وفق معايير علمية مدروسة، وطبقاً لمنهاج أكاديمي بسيط يستطيع الطفل استيعابه بصورة شاملة. غرس الثقة وأشارت نزيهة بنت مستورة مشرفة المركز إلى أنّ نجاح المدربات في غرس الثقة لدى الطالب أو الطالبة في هذه المرحلة العمرية يعتبر من الأسس القوية التي قام عليها نجاح هذا المشروع، فقد شعر هؤلاء الأطفال بالألفة عند دخولهم المسبح، وتعرفهم على نشاط السباحة نظرياً من خلال ورش العمل التي نظمتها المدربات لهم ولذويهم، بحيث اطلع الأطفال على كيفية النزول إلى الماء، وتحديد عمق الماء، وأيضاً آليات الأمن والسلامة المتوفرة داخل المسبح وغيرها من الأمور التي جذبت الأطفال للارتباط بمياه المسبح فترة طويلة. اهتمام الأمهات التقت «الاتحاد» عدداً من أمهات الطلبة الذين انخرطوا في نشاط «السباح الصغير»، وأكدت نجوم الحوسني على أنّ طفلها خالد يحرص على الاستيقاظ مبكراً في السادسة صباحاً، ويجهز نفسه انتظاراً لركوب الباص الذي يقله إلى المسبح، وهو ما يعني شغفه بهذه الرياضة التي لا تتاح له الفرصة لممارستها داخل روضة الأطفال التي يدرس بها، وأوضحت نورة بخيت يسلم أن ابنتها موزة «5 سنوات» لم تترك يوماً واحداً في برنامج المسبح دون الانتظام فيه، وتعلمت موزة خلال فترة وجيزة مهارات كثيرة خاصة بالسباحة في مقدمتها أسس الطفو والزحف على البطن داخل الماء وأيضاً أداء حركات «ايروبك». وقالت سعيدة مبارك إن ابنها عاصم «6 سنوات» كان يترك المسبح في الفترة المسائية بصعوبة شديدة ويتمنى لو يظل طوال اليوم داخل مياه المسبح يتعلم من المدربات ويمارس هذه الهواية التي تخوف منها في البداية عندما اصطحبته قبل أكثر من شهر للمشاركة في مشروع «السبّاح الصغير»، وأشارت انتصار جواد إلى أن ابنتها ميرة «4 سنوات» نجحت تماماً في إجادة السباحة، وقدمت عروضاً متميزة في سباحة الظهر وقد أبهرت الحضور من الأمهات والمدربات بقدرتها على عبور المسبح بالطول عن طريق سباحة الظهر. رؤية استشرافية وأجمعت المدربات المشاركات في المشروع على نجاحه وأكدت المدربة لمياء منصور أنها شعرت بسعادة كبيرة في اليوم الذي اجتمع فيه أكثر من 500 طفل وطفلة في المرحلة العمرية من 4 إلى 6 سنوات لعرض نتاجات التعلم داخل مشروع «السبّاح الصغير» حيث قدّم هؤلاء الصغار نماذج مبشّرة في قطاع السباحة الذي يعتبر من الأنشطة الرياضية البارزة على مستوى الدولة ومنطقة الخليج العربي وذلك لامتداد الشواطئ في هذه المنطقة وارتباط حياة الإنسان بصورة أو أخرى بالبحر. وقالت المدربة الدكتورة جيهان حامد: إن مشروع «السبّاح الصغير» جسّد رؤية استشرافية متميزة لمجلس أبوظبي للتعليم الذي حرص على تنفيذ هذا المشروع للمرة الأولى في «صيفنا مميز» كأحد المشاريع الرياضية ذات المردود المستقبلي إذ أنه من خلال هذه الكوادر التي تم تدريبها في المشروع يمكن للمدارس مواصلة التدريب مع فرق متخصصة من هؤلاء الأطفال في مختلف المراحل الدراسية والمشاركة في المسابقات المحلية والإقليمية والعربية. رعاية المواهب وأشارت المدربة نجوى العيد طرفي إلى أن إقبال هؤلاء الأطفال على مشروع «السبّاح الصغير» يفتح الباب أمام دراسة إمكانية تخصيص أحد المسابح خلال العام الدراسي المقبل ليكون مركزاً لرعاية هذه المواهب الوطنية، وأوضحت المدربة عبير عادل أن نتاجات التعلم لهذا المشروع «فاقت» التوقعات، حيث قدّم الأطفال عروضاً وإكروبات داخل الماء كلها ثقة في النفس وتبرز اللياقة البدنية التي اكتسبها كل منهم خلال التدريب. وأكدت المدربة نبيلة فهمي على أنّ توفر البنية التحتية في «مسبح المواهب» كان له أثرٌ كبير في نجاح مشروع «السبّاح الصغير» وتدشينه كأحد المشاريع النوعية في «صيفنا مميَّز» خلال الدورة الثامنة الحالية، وقالت المدربة نسرين أحمد كمال: إن «صيفنا مميَّز» لم يدخر جهداً أو مالاً في سبيل توفير مستلزمات النجاح لهذا المشروع من خلال توفير الأدوات الرياضية والملابس، وغيرها من مستلزمات النشاط للسباحين الصغار، وهو ما ضاعف الإقبال على المشروع، وعزز من نجاحه. وأشارت المدربة زينب جوّاد إلى أنّ «السبّاح الصغير» يحمل عدداً من الدلالات التربوية والتعليمية في مقدمتها أنّ رعاية المواهب يجب أن تبدأ منذ مرحلة عمرية مبكرة، حيث يمكن لكل موهبة من هؤلاء استيعاب برامج التدريب، وخططه التنفيذية بصورة متميزة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©