الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أبواب المدينة

أبواب المدينة
4 فبراير 2009 01:06
في الزمن الماضي كانت المدن الرئيسية في العالم تتميز عن غيرها ببواباتها··! كانت أبواب المدن هي الدلالة الواضحة للزوار والقادمين من بعيد على مدى تطور تلك المدينة، وكانت البوابات الضخمة الثرية في تصميمها هي التي تحدد طريقة التعامل مع أهلها··! كانت البوابات تمثل الهيبة والثراء والحضارة، تعطي الانطباعات الأولى للزوار، لذلك اهتم الناس قديماً ببوابات المدن، وأطلقوا عليها الأسماء وتفننوا في تصميمها وقوتها وقدرتها على الصمود والتحكم في حركة القادمين والمغادرين· هكذا كانت البوابات التي اندثرت مع الزمن والتطور البشري، بعد أن تساقطت الأسوار حول المدن، وحلت محلها الطرقات السريعة والموانئ والمطارات، فباتت المطارات والموانئ هي البوابات الرسمية لمدن ودول العالم· رغم فناء الفكرة واندثارها عبر الزمن، إلا أنها تركت في النفس البشرية انطباعات وأثراً لا يمكن إنكاره، فقد أصبحت المطارات الآن هي البوابات الرسمية للمدن والدول، وبمجرد الخروج من الطائرة في أي مدينة أو دولة، يمكنك أن تطلق نفس الأحكام السابقة، وأن تأخذ نفس الانطباعات التي كانت تتركها البوابات القديمة، مع اختلاف المعايير والمقاييس· أصبحت المطارات هي عنوان البلدان، ومن المطار الذي تدخل منه، يمكنك أن تعرف مدى تحضر وتطور الدولة التي تزورها، ومعايير الأحكام تبدأ من مستوى النظافة، وتنتهي بمستوى التكنولوجيا وطريقة التعامل مع الركاب من موظفي المطار· ورغم اهتمام أبوظبي منذ فترة طويلة ببناء مطار متطور ومتفاعل، يتميز بالمرونة والحركة الانسيابية، ورغم استخدامها تكنولوجيا متطورة وظلت تتطور على مدار تلك السنوات، إلا أن المطار شكلاً وموضوعاً، أصبح لا يتناسب مع روح العصر، ومع حركة التنمية السريعة التي تشهدها الإمارة، بل ومع عدد الركاب المتزايد بشكل كبير كل عام· لذلك كانت أبوظبي في حاجة إلى مطار أكثر تطوراً، وأكثر تفاعلاً مع الحركة التجارية والسياحية، والطفرة الكبيرة التي جعلتها مقصداً لملايين البشر كل عام، وربما ظل هذا حلماً كبيراً نتمنى أن يتحقق· وخلال الأيام القليلة القادمة سيتحقق حلمنا، وسنشاهد تطوراً كبيراً في مطار أبوظبي، وهذا التطور ليس إلا بداية لمشروع طموح، يجعل من المطار أحد أهم وأكبر مطارات المنطقة، وسنحظى بخدمات متطورة تضاهي أكبر وأهم مطارات العالم· هذه الخطوة التي ننتظرها بفارغ الصبر، والتي لم يبق إلا أيام ونراها رؤى العين، ليست إلا نتاج جهد لعدد من أبناء الوطن، أخذوا على عاتقهم مسؤولية تطوير بوابة المدينة الأهم، لنفخر بعد ذلك بمدينتنا وبوابتنا، ولا نملك إلا أن نرسل لهم تحية تقديراً لما قاموا به من جهد، وما سيقومون به من جهد خلال السنوات القادمة حتى يكتمل المشروع بالكامل· نشكرهم وندعو الجميع لمتابعة هذا الإنجاز الجديد الذي يدل بشكل واضح على أننا نسير بخطى ثابتة، ونتحرك نحو الأفضل·· إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©