الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلة الأرحام?.. ? من أعظم القربات في العيد

14 يونيو 2018 20:27
أحمد محمد (القاهرة) صلة الرحم من أهم أعمال القلوب في العيد، ينبغي للمسلم الاهتمام والعناية بها لمن أراد الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، تزيد الإيمان وتجعل القلب عامراً، والواصل الحقيقي لأرحامه هو من يصلهم سواء وصلوه أم قطعوه، ومن أول ما دعا إليه سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم بعد التوحيد، صلة الأرحام وعدم قطعها لأن في ذلك محافظة وتقوية لروابط المجتمع، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ». وصلة الرحم في السنة النبوية أمر واجب، وقاطعها آثم، قال صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»، وقال: «لا يدخل الجنة قاطع رحم»، ومن ثم فصلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله وأجلها، وقطيعتها من أعظم الذنوب وأخطرها، والمسلم في هذه الدنيا يجِّد في السير إلى رحاب جنة عرضها السموات والأرض. قال ابن باز، لقد أمر الله بصلة الأرحام والبر والإحسان إليهم، ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم، وعدّ النبي صلى الله عليه وسلم قطيعة الأرحام مانعاً من دخول الجنة مع أول الداخلين، وعلى الرغم من وصية الله ورسوله بالأقارب واعتبر الإسلام صلة الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى...)، «سورة النساء: الآية 36»، إلا أن جلّ المسلمين أضاعوا هذا الحق مثل إضاعتهم لغيره من الحقوق أو أشد، مما جعل الحقد والبغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة والرحمة بين الأقارب والأخوة في الدين. فصلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر، وسبب لزيادة العمر وبسط الرزق، والمراد بزيادة العمر، إما البركة فيه، أو أن الزيادة على حقيقتها، فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره، وصلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة، وتشيع المحبة بين الأقارب. يقول القرطبي، الرحم عامة وخاصة، فالرحم العامة تشمل كل المسلمين وهي رحم الإسلام والدين، ورحم خاصة، وهي رحم القرابة، ورحم الدين يجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم، والنصيحة وترك مضارتهم، والعدل بينهم، والنصفة في معاملتهم، والقيام بحقوقهم الواجبة، كتمريض المرضى وحقوق الموتى من غسلهم والصلاة عليهم ودفنهم، وغير ذلك من الحقوق المترتبة لهم، وأما الرحم الخاصة وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه، فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة، كالنفقة وتفقد أحوالهم وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم، وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة حتى إذا تزاحمت الحقوق بُدئ بالأقرب فالأقرب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©