السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نفقة «المتعة» للمطلقة.. جبر لخاطرها

نفقة «المتعة» للمطلقة.. جبر لخاطرها
14 يونيو 2018 20:32
أحمد محمد (القاهرة) يخبر الله المؤمنين، أنهم إذا نكحوا المؤمنات، ثم طلقوهن من قبل أن يمسوهن، فليس عليهن عدة، وأمرهم بتمتيعهن بهذه الحالة، بشيء من متاع الدنيا، الذي يكون فيه جبر لخواطرهن، لأجل فراقهن، وأن يفارقوهن فراقاً جميلاً، من غير مخاصمة، ولا مشاتمة، ولا غير ذلك، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)، «سورة الأحزاب: الآية 49». قال د‏.‏ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، المقصود بلفظ النكاح‏ عقد الزواج الذي يتم بين الرجل والمرأة‏، ‏ لأن الحديث في الآية الكريمة إنما هو في حكم المرأة التي تم طلاقها قبل الدخول بها‏، وعدة المرأة‏ المدة التي بانتهائها يحل لها الزواج من شخص آخر‏، سوى الذي كان زوجا لها قبل ذلك، ‏ يا من آمنتم بالله حق الإيمان‏، ‏ إذا ما عقدتم عقد الزواج على من ارتضيتم الزواج بهن من النساء اللاتي أحلهن الله لكم‏، ‏ ولم يبق بينكم وبينهن سوى الدخول بهن‏، ثم طلقتموهن من قبل أن تعاشروهن المعاشرة الزوجية التي أحلها الله‏، ‏ ففي تلك الحالة لا عدة عليهن‏، ‏ بل من حقهن أن يتزوجن بغيركم بعد طلاقكم لهن‏، ‏ والمطلقة قبل الدخول بها لا عدة عليها إطلاقا بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة‏، ‏ أما المطلقة بعد الدخول بها فعليها العدة إجماعا‏ً.‏ وفي التعبير عن المعاشرة الزوجية بالمس في قوله من قبل أن تمسوهن كناية فيها ما فيها من اللطف وسمو التعبير‏، وكمال الأدب‏، ‏مما من شأنه أن يربي في الإنسان الحياء‏، وتجنب الألفاظ التي تخدش الحياء‏.‏ وقوله عز وجل: (... فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)، «سورة الأحزاب: الآية 49»، بيان لما يجب على المؤمنين أن يفعلوه بالنسبة للنساء اللائي انفصلن عن أزواجهن قبل الدخول بهن‏، ‏ وأصل المتعة ما ينتفع به الإنسان من مال أو كساء أو غير ذلك‏، ‏ ثم أطلقت المتعة على ما يعطيه الرجل للمرأة من مال أو غيره عند طلاقه لها لتنتفع به‏، ‏ جبراً لخاطرها‏، ‏ وتعويضا لها عما أصابها من ضرر بسبب هذا الطلاق‏، ‏ لا سيما إذا كانت لا تريد هذا الطلاق وإنما هو الذي يريده‏.‏ والتسريح الجميل‏، هو الذي لا ضرر معه من الرجل للمرأة‏، ‏ وإنما يكون معه الكلام الطيب‏، ‏ والفعل الحسن‏، ‏ والمعاملة الكريمة التي أشار إليها القرآن الكريم في آية أخرى في قوله‏:‏ (... فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ...)، «سورة البقرة: الآية 229»، عليكم أيها الرجال إذا طلقتم نساءكم قبل الدخول بهن فأعطوهن من المال ما يجبر خاطرهن‏، ‏ وما يكون عوضاً عن فراقهن لكم واطلقوا سراحهن بكل أدب وإحسان، لكي يستأنفن حياة جديدة مع غيركم‏، ‏ وساعدوهن على ذلك إن استطعتم، فإن من شأن العقلاء أن يعاشروا أزواجهن بالمعروف‏، ‏ وأن يفارقوهن أيضاً بالمعروف‏، ‏ والمتعة واجبة للمرأة على الرجل في حال مفارقتها قبل الدخول بها لأن الآية الكريمة قد أمرت بذلك والأمر يقتضي الوجوب‏.‏ وقال القرطبي: لم يَرِد لفظُ النكاح في القرآن إلا في معنى العقد، لأنه في معنى الوطء، وهو من آداب القرآن، الكنايةُ عنه بلفظ الملامسة، والمماسَّة، والقربان، والتغشِّي، والإتيان، ولفظ (الْمُؤْمِنَات)، فيه إشارة إلى أنه ينبغي أن يقع اختيار الأزواج على المؤمناتِ، والمس هو الجماع، وقد اشتهرت الكناية به، ولو كان المراد في الآية حقيقة المسِّ باليد، للزِمَت العدَّة فيما لو طلقها بعد أن مسَّها بيده من غير جماع ولا خلوة، والعدَّة هي المدة التي تتربص فيها المرأة لمعرفة براءة رحمها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©