تراجعات كبيرة للبورصات العالمية خلال شهر أكتوبر

أنهت البورصات العالمية شهر أكتوبر المنصرم على تراجعات كبيرة بسبب سيل من الاخبار الاقتصادية السيئة وشكوك مرتبطة بالانتخابات الاميركية وسط مطالب ملحة بإجراء إصلاحات عميقة، لكنها ارتفعت بنهاية الأسبوع الماضي مما حد من هبوط المؤشرات العالمية، ومنذ بداية العام فقدت البورصات الكبرى بين ثلاثين وأربعين بالمئة· وأغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية في بورصة نيويورك للأوراق المالية أمس الأول على ارتفاع، لتنهي واحداً من أفضل الأسابيع في العقود الثلاثة الأخيرة بسبب تحركات للتصدي لأزمة الإسكان التي تعد أساس التعثر الاقتصادي في الولايات المتحدة· وذكرت وكالة بلومبرج لأنباء المال والاقتصاد أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الأميركية قفز خلال الأسبوع الماضي بنسبة 10 بالمئة، وهو أعلى ارتفاع له منذ عام ،1974 إلا أن هذا لم يوقف تراجعه بنسبة 17 بالمئة خلال شهر أكتوبر والذي يعد أكبر انخفاض له منذ عام ·1987 وفي أوروبا، صعد مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 11,8 في المئة على مدار الأسبوع المماضي، لكنه هبط 12,8 بالمئة في أكتوبر، وهو أسوأ تراجع له منذ سبتمبر ،2002 مع تأثر معنويات المستثمرين بأزمة الائتمان والتباطوء الاقتصادي الناجم عنها· وأغلقت الأسهم الأوروبية مرتفعة أمس الأول لتواصل بذلك موجة صعودها للجلسة الرابعة على التوالي بدعم من شركات النفط والدواء ومكاسب للبنوك في أواخر المعاملات، وزاد مؤشر يوروفرست 2,7 في المئة أمس الأول ليغلق عند 927,52 نقطة· كما أنهت بورصة طوكيو تعاملات الأسبوع الماضي بمكاسب كبيرة بفضل انخفاض سعر الفائدة في الولايات المتحدة، وتراجع قيمة الين أمام الدولار، وأنهى مؤشر نيكي تعاملات الأسبوع بارتفاع نسبته 12% مقارنة بالأسبوع الأسبق، في حين ارتفع مؤشر توبكس بنسبة 7% خلال الفترة نفسها، لكن التعامل اتسم بالتقلب إذ انخفض المؤشر لفترة قصيرة عن مستوى 7000 نقطة لأول مرة منذ 26 عاماً· وانخفض المؤشر الياباني بنسبة 32 في المئة خلال أكتوبر، وفقد نصف قيمته منذ بداية هذا العام· وفي الخليج خسر المؤشر العام للأسهم السعودية بنهاية شهر أكتوبر الماضي 75ر25% من قيمته مقارنة بشهر سبتمبر الماضي، وأغلق مؤشر تداول بنهاية شهر أكتوبر عند مستوى 82ر5537 نقطة منخفضاً 68ر1920 نقطة مقارنة بالشهر الأسبق· ومقارنة ببداية العام يكون المؤشر قد خسر 84ر5500 نقطة تمثل نسبة قدرها 83ر49%، وارتفع إجمالي عدد الأسهم المتداولة خلال شهر أكتوبر الماضي بنسبة 74ر91% إلى 03ر5 مليار سهم مقابل 63ر2 مليار سهم تم تداولها خلال شهر سبتمبر، وارتفع إجمالي عدد الصفقات في أكتوبر بنسبة 35ر16% إلى 06ر3 مليون صفقة مقابل 63ر2 مليون صفقة في سبتمبر· وبعد تراجعات كبيرة خلال معظم جلسات أكتوبر المنصرم، تنفست الاسواق الصعداء قليلاً أمس الأول باستثناء بورصة طوكيو التي أنهت جلستها على تراجع نسبته 5,01% وبقدر أقل ساو باولو اكبر سوق في اميركا اللاتينية التي تراجعت 0,52%، إلا أنها تستعد لأسبوع حافل بالأحداث المجهولة· والحدث المجهول الاكبر هو نتيجة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد غد، ولا يتردد بعض المحللين في القول إنهم يتوقعون أن ترد وول ستريت سلبا على وصول ديموقراطي إلى البيت الأبيض، يؤيد زيادة ضريبة القيمة المضافة، في حين أنها ستحتفي بخصمه الجمهوري· ويبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تقلبات كبيرة مع نشر الارقام المتعلقة بالوظائف في الولايات المتحدة والتي تنتظرها الأسواق بقلق نظراً للأزمة المالية التاريخية التي تضرب العالم· وتبدو الآفاق الاقتصادية قاتمة بعد نشر سلسلة من النتائج السيئة للشركات والخطط الاجتماعية، وستلغي مجموعات عملاقة في عالمي المال والصناعة من بينها نيسان وموتورولا وباسف واميركان اكسبرس آلاف الوظائف مما يهدد بتسريع الانتقال إلى الركود· وكل هذا يضاف إلى الإعلان عن تراجع اجمالي الناتج الداخلي للولايات المتحدة 0,3% في الفصل الثالث من العام الجاري، وانخفاض إنفاق العائلات الاميركية في سبتمبر الماضي بنسبة 0,3% بالمقارنة مع أغسطس، وهو اكبر تراجع منذ يونيو ·2004 والنتيجة هي أن عدد الوظائف التي ستلغى سيتجاوز المليون في 2008 في الولايات المتحدة، وهو رقم لا سابق له منذ ،2005 حسبما ذكر مكتب التصنيف ''تشالنجر وجراي وكريسماس''· وقد خفض بنك اليابان إلى الصفر تقريباً (0,1%) تقديراته لنسبة النمو بينما تحدثت ألمانيا عن انخفاض مبيعات التجزئة في سبتمبر الماضي بنسبة 2,3% بالمقارنة مع الشهر الذي سبقه وتراجع إجمالي الناتج الداخلي الاسباني 0,2% بالمقارنة مع الفصل الذي سبقه· من جهته، أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن خطة لدعم الاقتصاد ستطرح ''في الأيام المقبلة''· وفي سياق متصل، تبنى البرلمان الأوكراني مساء أمس الأول خطة إنقاذ اقتصادية يطالب بها صندوق النقد الدولي لمنحها قرضاً بقيمة 16,5 مليار دولار