براون يطلب مساعدة دول الخليج في مواجهة الأزمة المالية

بدأ رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون من الرياض أمس جولة تشمل ثلاث دول خليجية على امل إقناعها باستخدام مواردها المالية لدعم الدول المتضررة بالازمة المالية، وسيزور براون خلال جولته التي تستغرق اربعة ايام السعودية والامارات العربية وقطر· وبحث براون في الرياض أمس مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قضايا إقليمية ودولية، وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أمس الأول أن ''براون سيجري خلال الزيارة مباحثات مع المسؤولين في المملكة حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إلى جانب العلاقات الثنائية بين السعودية وبريطانيا وسبل دعمها وتعزيزها في كافة المجالات''· وحسب مصادر بريطانية فإن جولة براون بالخليج تسعى إلى حث الدول الثلاث على المساهمة في زيادة احتياطات صندوق النقد الدولي ليتمكن من دعم الدول التي تواجه صعوبات، وكذلك ارساء استقرار الاقتصاد العالمي وأسعار النفط· وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية قد أكد أمس الأول إن الإمارات ستبذل قصارى جهدها مع دول مجلس التعاون من أجل مساعدة المجتمع الدولي على الخروج من تداعيات الأزمة المالية العالمية· وقال براون الاسبوع الماضي: ''انها الدول التي تملك احتياطات كبيرة، الدول الغنية بالنفط وثروات اخرى التي ستكون اهم المساهمين'' في صندوق النقد الذي يبلغ احتياطيه حاليا 250 مليار دولار، وتابع: ''من مصلحة الجميع تحقيق الاستقرار ·· وفي الأجل الطويل ·· نمو مستدام في الأسواق العالمية''، واضاف: ''سأتوجه الى الخليج في عطلة نهاية الاسبوع وسيكون ذلك احد المواضيع'' في برنامج الزيارة، معتبرا ان زيادة احتياطي الصندوق الذي وافق حتى الآن على منح قروض للمجر وآيسلندا وأوكرانيا سيساعد في منع انتشار الازمة· وأيدت بريطانيا وألمانيا الاسبوع الماضي إنشاء تسهيل تابع لصندوق النقد الدولي لمساعدة الاقتصادات المتعثرة في مواجهة أزمة الائتمان· ويعني مثل هذا التسهيل دعم خزائن صندوق النقد الدولي· لكن منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي تنتمي اليها السعودية، كبرى الدول المنتجة للنفط في العالم، والامارات وقطر حذرت من أنه يجب عدم الاعتماد عليها لتمويل الدول الغربية· وتبدو مهمة براون حساسة، فقد رأى خبراء أنه حتى اذا وافقت دول الخليج على تقديم جزء من مواردها المالية، فانها لن توافق على الارجح على مرور هذه الاموال عبر صندوق النقد الدولي· وقال الخبير آدم ديسكون من مجموعة ''اوكسفورد اناليتيكا'': إن هذه الدول التي ترى ان الولايات المتحدة والدول الاخرى الاعضاء في مجموعة البلدان الصناعية السبعة تهيمن على صندوق النقد الدولي، تفضل نظاماً لا تتدخل فيه سوى لاستكمال قروض يمنحها الصندوق الى دول مثل باكستان· وصرح لوكالة فرانس برس: ''اما فيما يتعلق بالمرور عبر صندوق النقد الدولي فلا اعتقد'' أن الدول العربية الخليجية ستوافق على ذلك· وتأتي زيارة براون قبل قمة لرؤساء الدول الصناعية والناشئة في مجموعة العشرين، ستعقد في 15 نوفمبر الجاري في واشنطن وسيشارك فيها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز· وسيطلب براون خلال الزيارة أيضا من دول الخليج بذل مزيد من الجهد لاشاعة الاستقرار في سوق النفط العالمية، وقال المتحدث ''في الأجل الطويل يتزايد الطلب العالمي على النفط ومن ثم من المرجح زيادة السعر في المدى البعيد·· ما نود تجنبه هو الزيادات الحادة المفاجئة التي شهدناها في الشهور الأخيرة''· وتواجه الدول النفطية في الخليج تراجعا في عائداتها التي يأتي ثمانون بالمئة منها من النفط الذي تراجعت اسعاره اكثر من 55% في اقل من اربعة اشهر، وقد تراجع سعر البرميل الى اقل من ستين دولارا مقابل حوالى 147 دولارا في يوليو الماضي· وكان براون اثار استياء هذه الدول الاسبوع الماضي بعد ان صرح انه يشعر ''يخيبة امل'' من قرار اوبك خفض انتاجها 1,5 مليون برميل يوميا للحد من تراجع الاسعار· وقال آدم ديسكون انه حتى اذا كانت الدول النفطية الهليجية تملك احتياطات نقدية كبيرة، فقد تستخدم انخفاض الاسعار ''ذريعة'' لرفض تقديم دعم مالي لصندوق النقد الدولي· وكان الامين العام لاوبك الليبي عبد الله البدري رأى الثلاثاء أنه من ''المفاجىء'' أن العالم يلتفت الى أوبك للخروج من الازمة المالية، مؤكداً أن المنظمة تضم خصوصا ''دولا فقيرة'' غير قادرة على انقاذ الغرب، واضاف في تصريحات ادلى بها في لندن أن ''هذه الازمة نشأت في الولايات المتحدة ويجب أن تحل في الولايات المتحدة وهم قادرون على ذلك''· ويرافق براون في الزيارة وزير الاعمال بيتر ماندلسون ووزير الطاقة ايد ميليباند ووفد رفيع المستوى من رجال الأعمال، وقال المتحدث باسم براون إن دول الخليج العربية ''مستثمر رئيسي في المملكة المتحدة وهدف هام لتجارة المملكة المتحدة والمستوى الرفيع لوفد رجال الأعمال هو دليل على ذلك'