الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما رمضانية تنتصر لـ«قوى الشر»!

دراما رمضانية تنتصر لـ«قوى الشر»!
14 يونيو 2018 20:43
سعيد ياسين (القاهرة) ابتعدت غالبية المسلسلات التلفزيونية المصرية التي عرضت طوال شهر رمضان عن القيم المجتمعية النبيلة، من تعاون وكرم وتسامح وترابط أسري، وركزت على الجوانب السلبية في المجتمع ومنها الفساد والعنف والخيانة والغدر والبلطجة وغسيل الأموال والتفكك الأسري، وطال التركيز على هذه الجوانب في مسلسلات منها «بالحجم العائلي» ليحيى الفخراني وميرفت أمين، والذي عرض للتفكك الأسري بصورة كبيرة، و«عوالم خفية» لعادل إمام، والذي ركز على فساد كبار المسؤولين وتجارة المخدرات والأعضاء البشرية ومافيا الدروس الخصوصية وغيرها، وتناول «رحيم» لياسر جلال ومحمد رياض ونور غسيل الأموال وتجارة المخدرات، فيما ركز مسلسلا «طايع» لعمرو يوسف وصبا مبارك، و«نسر الصعيد» لمحمد رمضان ووفاء عامر على الفساد وتجارة الآثار والثأر، أما «أيوب» لمصطفى شعبان فركز على الخيانة والظلم والقتل، وهو ما تكرر في «رسايل» لمي عز الدين، و«ضد مجهول» لغادة عبدالرازق، وتناول «فوق السحاب» لهاني سلامة وعفاف شعيب المافيا العالمية والدجل والشعوذة، وتمحورت أحداث «أبو عمر المصري» لأحمد عز وأروى جودة، والجزء الثاني من «كلبش» لأمير كرارة على الإرهاب وتجارة الأسلحة والجاسوسية والفساد وغيرها. إلى ذلك، قالت الناقدة ماجدة موريس إن مسلسلات رمضانية، مثل «رحيم» و«طايع» و«كلبش2» غيبت المجتمع لتعلو بالبطل وحده، ولتصبح الدراما هي دراما الفرد وليس المجموعة، مضيفة «مسلسلات الماضي أحببناها، ليس فقط بسبب محبتنا لأبطالها، ولكن بسبب ما قدمه هؤلاء النجوم من شخصيات مدافعة عن حقوق الآخرين إلى جانب دفاعها عن حقوقها، وعن القيم الإنسانية والأخلاقيات من خلال القصص والسيناريوهات التي كتبها مؤلفون وكتاب تذكروا أن العمل الفني هو رسالة للمجتمع كله وليس بعضه، وهو قصص وأحداث وشخصيات يجب أن تهتم بالجميع وليس فئة واحدة من المتفرجين». وأشارت إلى أن صناع المسلسلات تفننوا في تقديم العنف والعنف المضاد، مع استخدام واسع لكل الأسلحة ببراعة وكأنها ضمن مفردات الحياة اليومية، متسائلة: «ألسنا هذا الشعب الذي تصنع هذه الأعمال من أجله، لماذا لا تترفقوا بِنا يا صناع المسلسلات؟ ولم تخفون الجميل لدينا وتبرزون القبح غالباً؟». أما الناقد مجدي الطيب، فقال إن المتأمل في الدراما الرمضانية هذا الموسم يلاحظ حجم تأثر كتابها بالرواية الشهيرة «الكونت دي مونت كريستو» للكاتب المعروف ألكسندر دوما، التي ألهمت عدداً كبيراً منهم، وسيطرت على تفكير غالبيتهم، حتى أن بعضهم ممن حاولوا أن يتهربوا من شبحها، بالادعاء أنهم يناقشون ظاهرة الثأر المتأصلة في الصعيد، أو تناول ظاهرة الإرهاب، وقعوا في فخها، لم ينجحوا في التخلص من تأثيرها، مشيراً إلى أن الهوة الشاسعة بين طبقات المجتمع وغياب القانون وبطء إجراءات التقاضي دفع البعض إلى الحل الفردي الذي يتمثل بقوة في الرواية العالمية. ودلل على كلامه بأن مسلسل «أيوب» طغى الحوار فيه على المسلسل كما الرواية، واتسمت الأفكار بمبالغة في إظهار النوازع الشريرة للنفس البشرية، وهو ما تكرر في «رحيم»، حيث البطل الذي كان قبل سجنه وخروجه منه يهرب الدولارات ويبيض الأموال لصالح كبار المسؤولين، كما تعرض البطل في «أبو عمر المصري» لظلم صارخ على يد رجل أعمال فاسد وصاحب مكتب محاماة شهير تسبب في فصله من النقابة، ما يضطره للهروب إلى بلجيكا، ثم ينضم إلى إحدى الجماعات الدينية المتطرفة، ليبدأ رحلة الانتقام من المجتمع الذي ظلمه، أما «طايع» الذي تعرض لظلم مجتمعه، الذي تمثل ظاهرة الثأر جزءاً رئيساً من قوامه وعاداته، فيبدأ رحلة الانتقام والثأر عن قناعة بأن القوة في غيبة القانون مشروعة وحتمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©