الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركيون ينتقدون تمويل بحوث «سخيفة» في الطب التكميلي

أميركيون ينتقدون تمويل بحوث «سخيفة» في الطب التكميلي
8 مايو 2012
في مقال نُشر في العدد الأخير من مجلة الجمعية الطبية الأميركية، يضم كاتبه الدكتور بول أوفيت صوته إلى أصوات أخرى تعالت منددةً بما يخصصه المركز الوطني للطب التكميلي والبديل من أموال لدعم بحوث غير مجدية، ويُسائل المركز عن الميزانية السنوية التي يرصدها منذ تأسيسه سنة 1992 لتمويل بحوث العلاجات التكميلية والبالغة حالياً 130 مليون دولار. فهو يرى أن صرف الملايين لإثبات سلبيات شيء ما هو أمر غير مجد بالمرة. ويعطي مثالاً على ذلك دراسةً لإثبات أن لقاح الحصبة والنكاف والحميراء لا يسبب التوحد للأطفال. ويشير أوفيت إلى أنه عندما يقول مؤيدو الطب البديل “إن ممارسةً طبيةً عمرها أكثر من قرن ستكون العلاج الأفضل والأنجع في القرن المقبل”، فإن فئات مجتمعية واسعة تصدقهم. فيرددون على مسامعهم تلك الأسطوانات القديمة بأنه قبل أكثر من ألفي سنة كان الإسبرين يُعزل من نباتات الصفصاف، ولم يكن أحد غير الطبيب اليوناني أبقراط يستخدم أوراق هذه النباتات لتخفيف حدة الصداع والآلام، وبقصص مشابهة أخرى لأدوية تُستعمل في علاج الملاريا وقصور القلب وأمراض أخرى. ويضيف أوفيت “في الواقع، غالبية الأدوية المتوافرة في أدراج المستشفيات حالياً كانت تُستخلص في الأصل من النباتات”. لكن ليس هناك من مبرر يدعو إلى تمويل بحوث يميل معظم الناس لتجاهلها. فعلى الرغم من عشرات الدراسات التي تُفند بالدليل والبرهان الفوائد الوهمية المزعومة للميجافيتامينات ونباتات الجنكو والقنفذية، فإن مبيعات هذه المكملات غير المعتمدة ولا المندرجة ضمن المكملات الغذائية الصحية ما زالت قويةً ومتزايدةً، إذ وصلت في سنة 2010 في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها 28 مليار دولار. ويقول أوفيت “بالنسبة للطب التكميلي والبديل، يبدو أن بعض الناس يعتقدون أنهم يجب أن يؤمنوا بشيء ما، ويجادلون بأنه لا يهم ما تُظهره البيانات والمعطيات البحثية والعلمية الرصينة. فهم يعتقدون أنهم يعرفون ما ينفعهم ويناسبهم”. وفي ظل هذه الظروف، يقول الدكتور أوفيت “كان أحرى بالمركز الوطني للطب التكميلي والبديل أن يكون انتقائياً في نوعية البحوث التي يمولها، وأن يكف عن استنزاف جيوب دافعي الضرائب لتمويل دراسات سخيفة هي أقرب إلى الغموض والميتافيزيقا منها إلى العلم، مثل التداوي عن بعد والتخاطر وتطهير النفس وغيرها”. ويتهم الدكتور أوفيت المركز الوطني للطب التكميلي والبديل بتبذير 1,6 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين في بحوث غير علمية وغير مجدية. ومن هذه الأمثلة ما أورده أوفيت في مقاله حول تمويلات المركز الوطني للطب التكميلي والبديل عبر إنفاقه 375 ألف دولار لإيجاد أن استنشاق عطور الليمون والخزامى لا يعزز التئام الجروح، وصرفه 750 ألف دولار لإيجاد أن الصلاة لا تُعالج مرض فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز) أو تُسرع وتيرة التعافي من عملية جراحية على مستوى الثدي، و390 ألف دولار لإثبات أن علاجات الطب الهندي القديمة لا تُساعد على التحكم في مستوى السكر لدى مرضى السكري نوع 2، و700 ألف دولار لإثبات أن المغانيط لا تساعد في علاج التهاب المفاصل ومتلازمة النفق الرسغي وآلام الرأس الناجمة عن الصداع النصفي، و406 ألف دولار لإثبات أن حقن القهوة الشرجية لا تفيد في علاج سرطان البنكرياس. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©