الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
2 نوفمبر 2008 00:41
في خبر تناقلته بعض وسائل الإعلام مؤخراً أنَّ النجمة الأميركية مادونا، الحائزة على لقب ''ملكة البوب''، تعمل على إنجاز معاملات الطلاق من زوجها المخرج البريطاني غاي ريتشي· ليس في الخبر ما يلفت الأنظار، ذلك أن الطلاق بالنسبة لنجوم الفن عامة يكاد يكون أمراً روتينياً، يقومون به عندما تسنح الفرصة ويتوافر الوقت· وربما لجأوا إليه أحياناً فقط لأنّهم لا يجدون ما يفعلون سواه· لكنّ المثير للإهتمام أن الساعي للطلاق هو ريتشي نفسه، الذي يصغر زوجته بعشرة أعوام، مدفوعاً إلى ذلك بالضجر من لقب ''السيد مادونا'' بعد أن حمله لسنوات طويلة، إستناداً إلى التفوق الواضح الذي تمثله زوجته مقارنة به· سواء على صعيد الشهرة والثروة، أو على مستوى الحضور والفاعلية· ما يثيره الخبر في تداعياته الأولى أن الرغبة الذكورية الهادفة إلى التفوق على الأنثى عامة، وعلى الزوجة خصوصاً، ليست شرقية حصراً كما هو سائد، إنّما هي أقرب إلى سمة إنسانية مشتركة، حيث الرجل مفطور بداهة على خوض التنافس مع شريكته، وعلى حسم هذا التنافس لصالحه بالرغم من الاختلال الذي يطرأ أحياناً على موازين القوى· وهو قد يصبر زمناً يطول أو يقصر على استثنائية الوضع، لكن لا بدّ له أن ينتفض ذات يوم على ما يفترض أنّه من الأمور الواقعة، وسيقرر، غير آسف، هجر القفص الذهبي الذي أهدته إياه زوجة منحتها الحياة ما ضنت به عليه· إلا أنّ للحكاية، كما دوماً، وجهاً آخر، يكرسه البعد الإيجابي للتنافس، والشاهد هنا شخص عرفه المحيطون به تحت اسم الياس أبو صعب، أكاديمي مرموق، ورجل أعمال ناجح، الرجل لا يعرف الأضواء ولا تعرفه، مع أنّه عاش بمحاذاتها طويلاً· هو متزوج منذ أعوام عديدة من الفنانة جوليا، وكان بوسعه، لو أراد ذلك، أن يتسلق من خلالها حبال الشهرة، لكنّه، ولعلة يدركها وحده، آثر أن لا يفعل· المتابعون لجوليا، بمن فيهم إعلاميون مخضرمون، لا يعرفون أنّ أحد أفراد الطاقم البشري الذي يشرف بعناية على التجهيز التقني لحفلاتها هو الياس نفسه، يتابع الأمور بحرص دائم، يبذل كل الجهود المممكنة سعياً وراء إطلالة لزوجته لا تشوبها شائبة، لكنّه ينسحب بهدوء لحظة إطلاق المصابيح لألسنتها الضوئية المرعبة· يندر العثور على تصريح أو رأي أو خبر يرتبط بالياس أبو صعب، لكنّ الواضح أنّ هدوءه يختزن من الهيبة والرهبة أكثر مما يمكن لكل الكلام مجتمعاً أن يثيره، كأنّه يذهب في صمته الوقور إلى ما بعد حدود القول، هو لا يعنيه أن يقف قرب زوجته في بؤرة الضوء، طالما أنّه مطمئن إلى مكانه على عرش أحلامها، والأرجح أنّه لن يتردد ذات لحظة انسجام في البوح لذاته من موقعه القصي: ''ما الضير في أن يظنّها الناس تغّني لهم، ما دمتُ واثقاً، في النهاية، أنها تغّني لي وحدي''· alazir23@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©