قوارير أثمن من العطور

تتميز العطور العربية بالفخامة والرقي، وتضفي عليها العبوات ''الغرش'' التي تقدم بها لمسات جمالية خاصة تزيد من جاذبية هذه العطور وأصالتها· وتنتشر ''الغرش'' مفردها ''غرشة''، بأشكال وأحجام مختلفة في محلات وأكشاك بيع العطور الموجودة في الأسواق بكثرة مع ازدياد الطلب على شراء العطور العربية سواء للاستخدام الشخصي أو كهدايا للأحبة والأصدقاء· فى أحد الأكشاك الموجودة في مركز تجاري، تصطف عبوات للعطور بأشكال غريبة بعضها مصنوع من ''الكريستال'' الخالص، وبعضها الآخر مصنوع من الزجاج والمعادن كالنحاس والفضة، تباع بأسعار متفاوتة، حسب خامة العبوة، وتتراوح بين المائة والمائتي درهم· إكسسوارات منزلية يشير البائع محمود سعد الدين إلى أن هذه العبوات تصنع في أماكن مختلفة، بعضها يستورد من دول آسيوية، وبعضها يصنع محلياً، لافتاً إلى أنها تلقى رواجاً كبيراً من قبل الزبائن الذين يحتفظون بها كإكسسوارات أو تحف منزلية حتى وهي فارغة· من جانبه، يعرض عمرو عبدالغني، بائع في أحد محال العطور والعنبر والبخور، مجموعة تصاميم فريدة وفاخرة ''للغرش'' قامت بتصميمها مصانع الشركة نفسها، بالإضافة إلى صناديق خاصة تحفظ بها· ويقول عبدالغني إن هذه العبوات تصنع من الكريستال الأصلي الفاخر، أما الصناديق فمن الخشب بعضه موشح بالمعادن كالفضة والنحاس، ومبطنة من الداخل بقماش ''الشاموا''، ويحتوي الصندوق عادة على فتحات خاصة أو ''بيت'' لوضع العطر وأخرى لوضع العود، ويقبل على شرائها الزبائن الخليجيون خصوصاً الإماراتيين، وتقدم في الغالب كهدايا في الأفراح والمناسبات الخاصة· وهناك ما يقارب خمسة عشر نوعاً وشكلاً من العبوات تعرض في المحل، بحسب عبدالغني، تتفاوت أحجامها وأشكالها وألوانها وتختلف حسب طلب الزبون· وتبدأ سعة العبوات من حجم ربع تولة، (وحدة قياس العطور)، إلى تولة، الحجم الأكثر طلباً، وتصل إلى حوالي عشرين تولة، ويطلق على اسم هذه العبوة ''الغرشة البوهيمي''، وتصنع بكميات ضئيلة إذ يأتي الطلب عليها كتوصية من الزبائن، وبشكل خاص في الأفراح، إذ يشترى العطر بالعبوة ''الغرشة البوهيمي'' ويوزع، حسب رغبة صاحبه، في العبوات الصغيرة· ويختلف سعر العبوة وشكلها وتصميمها، وكذلك حجم الكريستال فيها، وفي بعض الأحيان قد يفوق سعر العبوة سعر العطر الذي بداخلها، وفق عبدالغني، فهنالك عبوات يصل سعرها مع العطر الذي بداخلها إلى 4 آلاف درهم، فيما يصل سعر أحد العطور ذات العبوة الفاخرة إلى 15 ألف درهم، ولا يأتي ارتفاع سعر العطر من تركيبته الملكية وإنما من عبوته الفاخرة أيضاً، إذ تتكون العبوة من الكريستال الأصلي المزركش من الخارج بخيوط من الفضة، وحجر كريم· ويضيف عبدالغني أن للعبوات ''الغرش'' عالماً مستقلاً بحد ذاته عن العطور، وهناك مصممون مختصون يتولون مهمة رسم وابتكار أفكار وأشكال مميزة للعبوات، إذ يلعب شكل العبوة وفخامتها دوراً مهماً في الترويج للعطر الذي بداخلها· ومن بين تلك الأفكار والتصاميم الحديثة، عبوات خشبية تحمل في غطائها حجراً كريماً فيما يحمل العطر اسم الحجر