صياغة الذهب مهارة 24 قيراطاً

أرّخت حرفة صياغة الذهب للكثير من حضارات الشعوب من خلال القطع الفنية المكتشفة كخلاصة لأهم الابتكارات الإنسانية التي تتميز بالمهارة والدقة والجمال· وارتبطت المهنة بتفاصيل مازالت تتعلق بالماضي رغم دخول الآلات الحديثة إلى مضمارها· إلى ذلك، يقول الصائغ عامر عبود: ''الذهب معدن ثمين أبهر الإنسان ببريقه ولمعانه فتربع بلا منازع على عرش المجوهرات والحليّ لاتصافه بالجمال، والخلود فهو لا يتغير بفعل السنين إذ يقاوم كل عوامل الأكسدة، بالإضافة إلى أنه يعد من المعادن المطواعة القابلة للطرق والتشكيل حسب الرغبة''، لافتا إلى أن الذهب يتمتع بأهمية اقتصادية وسياسية فاقت جميع أنواع المعادن الثمينة، واكتسبت البلدان الغنية به مواقع استراتيجية على مستوى العالم· ويبين عبود أن للذهب ألوانا ومعايير تختلف حسب درجة النقاوة؛ فالذهب الخالص عيار 24 قيراطا يعتبر أنقى الأنواع ويحتوي على نسبة 999,9 من ،1000 أما الذهب عيار 21 فيحتوي على نسبة 875 من ،1000 والعيار 18 يحتوي على نسبة 750 من ،1000 موضحا أن ''لون الذهّب يختلف من أصفر إلى أبيض أو روز بحسب نوعية المواد المضافة له من فضة و نيكل و نحاس''· أما بالنسبة للأدوات المستخدمة في الصياغة فيشير عبود إلى أن ''بعض الأدوات المستخدمة في حرفة الصياغة اليدوية مازالت كما ورثت من مئات السنين مثل أنواع مختلفة من المناشير الصغيرة الحجم، والمبارد، والقواطع ذات الرؤوس المدببة، والمطارق الصغيرة، والشفرات، والقوالب المعكوسة لإظهار الشكل الحقيقي، فيما دخل التطور إلى بعض الآلات واستخدمت الأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر في تقنيات المهنة· ويشدد على أن ''مهارة الصائغ الحقيقي وحرفيته'' تظهر في العمل اليدوي ومدى المهارة والدقة المستخدمة في الزخرفة والنقش ببراعة على قطعة الذهب، مشيرا إلى أن القطعة المشغولة يدويا باتت نادرة وثمينة في العصر الحالي· ويضيف أن ''الصياغة مهنة متعبة ومرهقة وتحتاج الكثير من الصبر، والتركيز، والمهارة في استخدام اليد بخفة ورشاقة لتنفيذ القطعة''، مبينا أن الصائغ الجيد أو (المّعلم) يمر بمراحل تدريب شاقة وطويلة على مدى سنوات طويلة ليكتسب المعرفة اللازمة والضرورية لإتقان أسرار الحرفة، كما تلزمه الثقافة والاطلاع على كل مستجدات المهنة من آلات عصرية وتقنيات جديدة في تركيب الأحجار الكريمة بأفضل صورة، بالإضافة إلى قدرته على إيجاد الحلول العملية لعمل قطعة المجوهرات بأسلوب مرن ومريح، وبوزن مناسب دون زيادة أو نقصان