بينو فارس: لن أتعامل مع عمرو دياب··· وأنغام رائعة

من يظهر تحت الضوء ويحصد أصداء شهرة أغنية ما شخص واحد· وإذا كان البعض ينصف الملحن وكاتب الأغنية وموزعها على أبعد تقدير، فهم حتما لا يأتون على ذكر أي من أعضاء الفرقة الموسيقية الذين قد ينبت من بينهم عازف بحجم مؤلف موسيقي كما هي حال بينو فارس عازف الجيتار الإسباني باعتراف كل من تعامل معه· فهو صاحب اللمسات السحرية التي كان لها الفضل في صعود أغنيات كثيرة كالصاروخ مثل ''قمرين''، و''تمللي معاك'' لعمرو دياب بمجرد تأليفه وادخاله عليها مقطوعات من عزف ''الصولو'' المليء بالحياة· التقته ''دنيا الاتحاد''، خلال زيارته إلى أبوظبي بدعوة من فندق ''ميلينيوم''، وتحدثت معه حول أعماله· ؟ بالرغم من تاريخك مع الموسيقى وشعبيتك بين الأوساط الفنية الا أنك عازف مغمور بالنسبة للجماهير، فما هو ردك؟ لا أنكر أن الأمر كان يزعجني في مرحلة ما، إلا أنني مع الوقت اقتنعت أن الإنسان عموماً والفنان خصوصاً لا يأخذ من الدنيا أكثر مما يعطيها· وأنا لم أعد آبه بكثير من التفاصيل التي لا تجلب لي غير آلام الرأس· ؟ الهذا السبب ابتعدت عن تأليف الجمل الموسيقية لبعض الألحان؟ نعم، وبالرغم من أن قراري فاجأ المحبين، لكنه جاء على قناعة تامة· فليس من العدل أن أجهد نفسي في إحياء لحن ولد ميتاً، وألا أنال ما أستحقه من تقدير· فما من أحد اطلع على أسلوبي في العمل، الا ويعلم كيف تصلني الأغنية وكيف تخرج من عندي معطرة مزينة بأنغام رشيقة من صنع يدَي والجيتار· فهل من العدل أن ينسب مجهودي الى آخرين لم يكرموني كما يجب· هل تلمح إلى خلافك مع النجم عمرو دياب؟ لا يوجد خلاف بيننا إلا أنني أوقفت التعامل معه بعدما شعرت بتقصير من جانبه· فأنا أعطيته جملا موسيقية في غاية الروعة ومقطوعات من عزف ''الصولو'' ترقص حيوية، ومع ذلك لم آخذ بقدر ما أعطيت لا ماديا ولا معنويا· وأذكر من ضمن الأغاني التي كان لحنها باردا قبل أن أقربه: ''قمرين''، و''تملي معاك''، و''ياليل''، و''عارف ليه''· ؟ لكن ألم تشعر بالرضا حين رحب بك دياب على المسرح؟ كان نوعا من المظاهر التي تسجل لصالحه ولا تقدم أو تؤخر في مسيرتي الفنية· وباب التعامل معه مقفل منذ عام 1999 عندما قدمنا شريط ''قرب مني''· ؟ وماذا عن تعاونك مع المطربة أنغام؟ إنها رائعة بكل معنى الكلمة، وقد ألفت لها الكثير من الجمل الموسيقية، وكذلك كان التعاون مع الفنان محمد فؤاد في أغنية ''مش حبيبة حد فينا''، والفنانة أنوشكا في ''حب زمان'' وفنانين آخرين· ؟ تقول إن توزيع النغمات الموسيقية الشرقية أو الغربية، ليست من اختصاصك· فكيف تصنف نفسك؟ أفضل تصنيف لي أني فنان مرهف الأحاسيس أعزف بالفطرة وأنتمي الى كل لحن جميل أسمعه لأنني قادر على عزفه ولكن بأسلوبي الخاص الذي يخدمه في معظم الأحيان· وأردد باستمرار أنني خارج منطقة التلحين بالآلات الشرقية المتعارف عليها، كما أنني لا أكتب نوتة، ولذلك اعتمد على شعوري بالكلمات· وكل ما أفعله هو العزف ''الصولو'' على الجيتار الإسباني الذي أعتبره أبا الآلات الغربية وابن الشرقية كونه انبثق عن ''العود'' في ليالي الأندلس أبان الاستعمار الإسباني· ؟ وماذا تقول لمن ينتقد الدمج بين الآلات الشرقية والغربية ويصفه بالتعدي على أصالة الفن؟ تطعيم الألحان العربية بآلات عزف غربية ليس أمراً جديداً وقد اعتاد عليه السميعة ولم يشعروا يوما بالتشويش· وأرى أن اقبال الشباب على هذا النوع من الأغاني سببه وجود مقطوعات موسيقية مختلفة تروق لهم· فهل نتركهم يميلون كل الميل للموسيقى الغربية، أم نقربهم من الأغاني العربية بطريقة المزج بالآلات؟ ؟ ما هي أعمالك الفنية التي تقدمها حاليا؟ أعزف منفرداً في كثير من الحفلات، وأشارك في العزف مع الفرقة الموسيقية التي أقدر كل أعضائها بغض النظر عن اختلاف المهام الموكلة اليهم· ولدي عدد كبير من المعزوفات الغربية التي أكتب كلامها وألحنه معتمدا على آلة عزف واحدة هي الجيتار· ؟ لماذا لا تسعى الى التعامل مع شركة إنتاج تتبنى أعمالك؟ لم أركض يوماً لنشر فني، وأنا متصالح مع نفسي منذ الأساس وعلى ثقة أن النغمة الحقيقية كالطبيعة لا تنتظر أن يبلغ عنها أحد· ويكفيني ما حصدته حتى الآن من عملي ولا أطمح الى أكثر من رضا النفس والقناعة الذاتية أولا والتي أنطلق منها لارضاء جمهوري· ؟ ماذا تحمل معك من ذكريات طفل موهوب؟ لا أنسى أول جيتار دخل بيتنا بالصدفة ليلة رأس السنة مع أحد الأصدقاء المقربين لوالدي· ومنذ ذلك اليوم أيقنت أن ثمة علاقة حميمية تربطني بهذه الآلة ''العجيبة''· ولما تلقيت ''جيتارا'' هدية، أخذت أبحث عن مفرداته الخفية وتفاصيله بين الأوتار· أسجل النغمات التي تعجبني على جهاز الراديو وأعيد عزفها بأسلوب مبتدئ لا يعرف من الفن سوى إشارات توحيها اليه مشاعره المرهفة· ؟ متى أسست أول فرقة موسيقية؟ كان ذلك عام 1963 وذلك في نادي الصيد بالاسكندرية والمعروف بالـ ''التيرو''· كنا مجموعة شبان مقبلين على الفن وقد قدمنا حينها مقطوعات كثيرة لأغنيات مازلت أرددها حتى اليوم