الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمّ شمل الكوريتين... والتحديات الاقتصادية

15 يناير 2014 23:35
تبدأ الرئيسة «بارك جوين هاي»، التي أصبحت أول رئيسة لكوريا الجنوبية مع وعد باقتصاد «خلاق»، عامها الثاني متعهدة بمواصلة السعي نحو ازدهار اقتصادي غير مسبوق، أكدت أنه سينتج عن الاتحاد مع جارتها الشمالية في خضم اهتمام ضعيف بين كثير من المواطنين بعد أكثر من ستة عقود على الحرب في شبه الجزيرة الكورية. ومن أجل إقناع الناخبين المهووسين بالأجهزة الإلكترونية التي تصنعها شركة «سامسونج»، بينما يهدد تقدم القوى العاملة في العمر إنتاجية الدولة، تخطط «بارك» للقيام بحملة شعبية من أجل الترويج لفرص العمل عبر الجمع بين رأس المال والتكنولوجيا في رابع أكبر اقتصاد آسيوي مع الموارد الطبيعية والبشرية في كوريا الشمالية. وقالت «بارك» في حوار صحفي بالمكتب الرئاسي في «سيؤول» الأسبوع الماضي «نحلم بالاتحاد، لكن مع استمرار حالة الانقسام وزيادة حدتها، بالطبع يتراجع ويخفت إدراك أهمية ذلك». وأضافت، بارك «إن الاتحاد سيمكن الاقتصاد الكوري الجنوبي من تحقيق قفزة إلى الأمام وضخ قدر كبير من الحيوية والطاقة». والرئيسة البالغة من العمر 61 عاماً هي ابنة بارك تشونج هي، الذي حكم كوريا الجنوبية أثناء ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وترقى إلى رتبة عقيد في ذروة الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، والتي أودت بحياة الملايين. وتم اغتيال والدها «بارك تشونج» على يد قائد مخابراته عام 1979، بعد خمسة أعوام من اغتيال زوجته برصاصة أخطأته في احتفال بذكرى الاستقلال. وفي هذه الأثناء، واجهت الرئيسة بارك مباشرة علاقات مضطربة مع نظام زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون»، أججتها التجربة النووية الثالثة بعد أسبوعين فقط من توليها السلطة وإعدام زوج عمة الزعيم الشمالي الشهر الماضي. غير أن «بارك» وضعت نصب عينيها مهمة زيادة الوعي العام بقيمة الاتحاد بعد أشهر من تفاوض حكومتها على إعادة افتتاح مجمع «كيسيونج» الصناعي الذي يوجد في إحدى مقاطعات كوريا الشمالية وتعمل فيه شركات جنوبية. ويعزز الترويج للاتحاد الأجندة الرئيسية التي بدأت بمبادرة لتعزيز إنتاجية واقتصاد كوريا الجنوبية عبر زيادة الابتكار وريادة الأعمال واستثمارات رأس المال. واستضافت الرئيسة الكورية الجنوبية كلاً من «بيل جيتس» و«مارك زوكربيرج» في اجتماعين منفصلين في مكتبها الرئاسي، ساعية إلى الحصول على أفكار من مؤسسي «مايكروسوفت» و«فيسبوك» للمساعدة في تنشيط النموذج الاقتصادي الذي يهدف إلى اللحاق بركب الاقتصادات المتقدمة، والتي أكدت الرئيسة أنه فقد زخمه العام الماضي. وعكف والد «بارك» على تحويل كوريا الجنوبية من مجتمع زراعي إلى مجتمع تهيمن عليه الشركات الكبرى مثل «سامسونج» و«هيونداي»، ومن أجل مواصلة ذلك، أسست حكومة الرئيسة الحالية موقعاً لـ«نظام إبداعي» على شبكة الإنترنت لتعزيز توليد الأفكار الجديدة ذات الصلة بالاتصالات المعلوماتية والوسائل التكنولوجيا الأخرى. وأشارت الرئيسة، التي تتجه إلى مدينة دافوس السويسرية الأسبوع المقبل لحضور منتدى الاقتصاد العالمي، في حوار صحفي، إلى أن الحكومة ستؤسس «مراكز اقتصاد إبداعية» في 2014 من شأنها تقديم المساعدة للشركات الصغيرة والمتوسطة. وتدرس حكومة كوريا الجنوبية في الوقت الراهن ما إذا كان الاقتصاد يعتمد بدرجة كبيرة على مجموعة قليلة من الشركات، مثل «سامسونج» و«هيونداي»، حسبما أفاد وزير المالية هيون أو سيؤك. وأعلنت «بارك» الأسبوع الماضي عن خطة اقتصادية مدتها ثلاثة أعوام تستهدف تسريع النمو الاقتصادي إلى أربعة في المئة، بينما تتوقع وزارة المالية أن يصل إجمالي الناتج المحلي إلى 3?9 في المئة العام الجاري، بعد أن ارتفع 2?8 في المئة في 2013. غير أن ارتفاع العملة الكورية الجنوبية «الوون» يهدد هذه التوقعات، بعد أن زاد 23 في المئة مقابل الين العام الماضي. وعلى رغم تقدير وزارة المالية الجنوبية في فبراير الماضي تكلفة توحيد شبه الجزيرة الكورية بما يزيد على 591 مليار دولار في غضون عقد إذا ما حدث التوحيد في عام 2020، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الناخبين الشباب غير متحمسين لهذا الاحتمال. وتراجعت شريحة الكوريين الجنوبيين الذين يرون أن توحيد شبه الجزيرة أمر ضروري إلى 54?8 في المئة العام الماضي مقارنة بـ 57 في المئة في 2012، حسب دراسة أصدرها معهد دراسات السلام والاتحاد التابع لجامعة سيؤول الوطنية في نوفمبر الماضي. وفي غضون ذلك، تراجعت النسبة إلى 40?4 في المئة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و29 عاماً. وكان رئيس كوريا الجنوبية السابق، «لي ميونج باك»، بدأ حملة شعبية لجمع بعض المليارات اللازمة من أجل التوحيد، غير أن الجهود أسفرت عن جمع 700 ألف دولار من الجمهور، وهو ما يقل عن المبلغ الذي أنفقته الحكومة على التسويق للحملة. وأفادت بارك قائلة «سنعمل أيضاً على نشر الوعي والإدراك بشأن الحاجة إلى توحيد الكوريتين على نحو واسع النطاق»، مضيفة «في حين ليس من المعروف متى سيحدث التوحيد بالفعل، لكننا سنبذل قصارى جهدنا للتعجيل به».وأوضحت أن التوحيد سيسمح بتقليص الإنفاق الدفاعي الضروري في الوقت الراهن في مواجهة القوات الشمالية البالغ قوامها 1?2 مليون جندي إلى جانب برنامج الأسلحة النووية. وذكر أستاذ الدراسات الاقتصادية الكورية الشمالية في جامعة «إواها ومانز» في سيؤول، أن المنافع ستفوق التكاليف بشكل كبير، طالما استمرت كوريا موحدة. ماثيو وينلكر وسام كيم سيؤول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©