الجيش اللبناني يفكك شبكة لـ الموساد في البقاع

طغت الأنباء التي تحدثت عن تفكيك شبكة ''الموساد'' في البقاع، على اجواء اللقاء المفاجئ الذي عقد ظهر امس بين رئيسي الجمهورية ميشال سليمان العائد من رحلة الى روما، والبرلمان نبيه بري، واكدا على ضرورة مواصلة التحقيقات بسرية تامة، وكشف الحقائق للرأي العام اللبناني· وكانت قيادة الجيش اللبناني قد كشفت امس عن اكتشاف شبكة تجسس وارهاب تعمل لحساب اسرائيل في البقاع الى الشرق من بيروت، وضبطت بحوزتها اجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة جداً· واكد بيان لقيادة الجيش ان مديرية الاستخبارات في الجيش تمكنت من توقيف شخصين ينتميان الى شبكة تجسس وارهاب مرتبطة بالتعامل مع ''الموساد'' الاسرائيلي· وأشار البيان الى ان الموقوفين اعترفا باقدامهما على جمع معلومات حول مراكز حزبية ورصد تحركات مسؤولين سياسيين وحزبيين لصالح اسرائيل، واوضح البيان ان التحقيق جار مع الموقوفين بالتنسيق مع القضاء المختص لكشف كامل تفاصيل الموضوع· وفي حين احيط التحقيق بتكتم شديد، اشارت مصادر امنية لـ''الاتحاد'' الى ان هذه الشبكة خطيرة جداً، وعزت السرية في التحقيق الى رغبة التحقيق العسكري في كشف جميع افراد هذه الشبكة وملاحقتهم واعتقالهم، ومعرفة ما قامت به من اعمال ارهابية، وما كانت تخطط له، خصوصاً بعدما تبين من خلال الاستجواب الاولي للموقوفين ان لهذه الشبكة امتدادات تتجاوز الحدود اللبنانية· ويأتي اكتشاف وتفكيك هذه الشبكة في خطوة نجاح لاستخبارات الجيش هي الثانية من نوعها خلال عامين ونيف بعد الامساك بشبكة العميل الاسرائيلي محمود رافع في شهر يونيو عام ،1960 التي اعترفت بارتكاب جرائم اغتيال بحق مسؤولين في المقاومة والاخوين مجذوب، ونجل الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جهاد احمد جبريل، والقائدين في ''حزب الله'' علي صالح وغالب عوالي· واستناداً الى مصادر قضائية وامنية بارزة انه بعد حرب يوليو عام 2006 تم وضع خريطة بعدد من الاشخاص المشتبه بتورطهم بالعمل لمصلحة ''الموساد'' في جميع المناطق اللبنانية، وقد استرعى انتباه المتابعين للملاحقات احتمال وجود شبكة تجسس اسرائيلية تعمل في نقطة بقاعية دقيقة وحساسة جداً، واحكمت استخبارات الجيش مراقبتها لهذه النقطة، وتمكنت من توقيف احد المشتبه بهم في الآونة الاخيرة في احدى بلدات البقاع الغربي، وكان يوفر لنفسه غطاء سياسياً وامنياً، من خلال انتمائه الى احد التنظيمات السياسية منذ اكثر من عقدين من الزمن· واوضحت المصادر ان الموقوف اعترف بعلاقته بـ''الموساد'' وبانه كان يعمل داخل لبنان وسوريا، وقال مواطنون ينتمون الى البلدة البقاعية: ان القوى الامنية داهمت منزل الموقوف، وتبين ان سيارته مجهزة بكاميرا فائقة الدقة، بحيث يمكنه ايقافها في اي مكان يريد وتكون كفيلة بالتقاط ادق الصور لارقام الآليات والوجوه· وتبين ان هذا الشخص هو رأس شبكة التجسس التابعة لـ''الموساد'' واقر بانه تمكن من تجنيد عدد غير محدد من الاشخاص وهم يعملون معه في رصد ومراقبة الاهداف المحددة والاتصال مع الاسرائيليين، واستناداً الى التحقيقات فان هذه الشبكة كلفت بمسح منطقة كفرسوسة التي استهدف فيها قائد المقاومة عماد مغنية في الثاني من فبراير الماضي في دمشق· وتتركز التحقيقات مع الموقوفين حول مسؤولية هذه الشبكة في عمليات اغتيال مغنية وشخصيات اخرى سواء في لبنان او سوريا والدور الذي لعبته خلال حرب يوليو عام 2006 سواء لجهة توفير المعلومات أو تحديد الاهداف أو تقديم المعونة اللوجستية للعدو· ودعا قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي على ضوء تفكيك هذه الشبكة الارهابية الاسرائيلية خلال جولة على الوحدات العسكرية القتالية الخاصة في البقاع والشمال وبيروت وجبل لبنان والجنوب الى تعزيز المراقبة والاجراءات الامنية على امتداد الحدود البرية والبحرية والى التواصل مع الجيش السوري الشقيق المنتشر على حدود لبنان الشمالية والشرقية لتعزيز الرقابة والحؤول دون فرار اي من المشتبه بهم، ووقف تسلل الافراد غير الشرعيين على جانبي الحدود· وأثنت قيادات لبنانية عليا واحزاب وتنظيمات لبنانية وفلسطينية في تصريحات وبيانات على جهود الجيش اللبناني في ملاحقة وكشف شبكات التجسس الاسرائيلية، واعتبرت ذلك بمثابة انجاز كبير للجيش يستحق التقدير والتهنئة