الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«المؤتمر الدولي»: «العربية» مسألة أمنية وطنية و«الأجنبية» مخالفة دستورية

«المؤتمر الدولي»: «العربية» مسألة أمنية وطنية و«الأجنبية» مخالفة دستورية
9 مايو 2015 22:09
سامي عبدالرؤوف، وهيفاء مصباح (دبي) حث المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية، على تعلم اللغات الأجنبية حسب الحاجة إليها، وليس التعليم بها، لافتاً إلى أن الدراسات والأبحاث المتعلقة بالسياسات اللغوية تؤكد أن التعليم باللغة الأجنبية يعد مخالفة دستورية تهدد الوحدة والأمن الوطني والعربي، وتنذر بالكثير من التحديات الداخلية التي تعرض السيادة والاستقلال والوحدة والثقافة والثوابت الوطنية للخطر. وأكد المؤتمر، الذي اختتم أعماله مساء أمس في دبي، أن اللغة العربية مسألة أمنية وطنية وعربية بامتياز، وأن إضعافها وتهميشها وإقصاءها من مواقعها الطبيعية في جميع المؤسسات الوطنية الحكومية والأهلية يعد اعتداء على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ويعرض المجتمع للتشظي والانقسام اللغوي الذي يوظف لضرب الوحدة الوطنية. ودعا المؤتمر في بيانه الختامي الذي ألقاه الدكتور علي موسى، الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية، إلى إعادة النظر في القوانين والأنظمة والسياسات التي تتبعها المؤسسات الحكومية والأهلية في جميع الدول العربية والتي تسمح بإحلال اللغة الأجنبية بدلا من اللغة الوطنية في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية. ودعت التوصيات، إلى الاهتمام بالتعريب والترجمة العلمية والثقافية والتقنية والصناعية لسد الفجوة التي تتسع يوماً بعد يوم بين اللغة العربية والعلوم والمعارف والتقنية والصناعات الحديثة، والتي إذا استمرت فإنها ستؤدي إلى كارثة عربية تدفع ثمنها الأجيال القادمة. وطالب المؤتمر، بضرورة سن قانون على المستوى الوطني والعربي تجرم من يتعمد محاربة اللغة العربية أو إقصاءها وتهميشها وإبعادها من مواقعها الطبيعية، وتعمل على إنزال العقوبات اللازمة لذلك. جهود الإمارات وقال البيان الختامي، «يتقدم المجلس الدولي للغة العربية باسم جميع المنظمات العربية والدولية، والاتحادات والمجامع والجمعيات والهيئات المشاركة في تنظيم المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية، وباسم ما يزيد على 2300 من العلماء والباحثين والمسؤولين والحضور الذين أتوا من أكثر من 74 دولة، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً، بالشكر والتقدير على استضافتها للمؤتمر وعلى الجهود التي يقدمها حكام دولة الإمارات العربية المتحدة لخدمة اللغة العربية». ونوه المجلس، بدعم وجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي راعي المؤتمر، لخدمة اللغة العربية، مشيراً إلى أن اسم سموه اقترن باللغة العربية نتيجة المبادرات العديدة التي قدمها لخدمة اللغة العربية، ورعايته الغالية لأكبر مؤتمر علمي فكري ثقافي يعقد لخدمة اللغة العربية، ومنحه جائزة محمد بن راشد للغة العربية التي تعد أكبر جائزة تقدم في تاريخها. وقال المجلس، إن «اللغة العربية ستكون وفية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقابل بره واهتمامه بها ومبادراته التي تعزز مكانها ومكانتها، وذلك بتوثق جهوده المختلفة من قبل الباحثين والعلماء الذين استجابوا لدعوة صاحبة الجلالة اللغة العربية من دول العالم المختلفة، على الرغم من عناء السفر، وضعف الإمكانات، والمشقة، التي لم تمنعهم من التضامن مع اللغة العربية ومناصرتها في هذه اللحظة الملحة من تاريخها». الدورة المقبلة وأعلن المجلس الدولي للغة العربية، أن المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية، سينعقد في دبي خلال شهر مايو من العام المقبل 2016، داعياً الباحثين والعلماء، إلى تقديم ملخصات الأبحاث في جميع المجالات التي تتعلق باللغة العربية، وفق التواريخ والمواعيد التي سوف يعلن عنها المجلس. وأكد المجلس، أن الكل مسؤول تجاه اللغة العربية بغض النظر عن التخصصات والوظائف والمهن والجنسيات، وذلك لما تمثله اللغة العربية من مكانة، حيث إنها رمز السيادة والاستقلال والوحدة الوطنية وفق ما تنص عليه الأنظمة والدساتير الوطنية في الدول العربية، وبها يتم إعداد المواطن الصالح وإعادة إنتاج المجتمع، وتتحقق بها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص. وأشار إلى أن اللغة العربية، عبر تاريخها الطويل كانت ولا زالت لغة العلم والمعرفة والإدارة والتجارة والصناعة وسوق العمل والتعليم والإعلام والثقافة، ويتعبد بها أكثر من مليار وسبعمائة مليون مسلم حول العالم. كما أنها من بين أهم اللغات الرسمية في منظمات الأمم المتحدة. وأكد المجلس، أن اللغة العربية هي الأساس الذي تقوم عليه الدول العربية منذ نشأتها حيث أكدت عروبتها من خلال الأنظمة والدساتير الوطنية التي تنص على أن اللغة العربية هي لغة الدولة المعتمدة في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية، مشيراً إلى أن المؤتمر يؤكد تقارير اليونسكو التي تؤيد التعليم باللغة الأم وتعتبر التعليم باللغة الوطنية الممثلة في اللغة العربية فرض عين على كل مواطن لارتباطها بالمواطنة الصالحة والوحدة الوطنية والسيادة والاستقلال. ختام الندوات وكانت ندوات اليوم الأخير قد تنوعت لتغطي قضايا محورية تناقش أبرز هموم لغة الضاد، وتراوحت بين دور المؤسسات الثقافية والعلمية في الاهتمام باللغة العربية وواقع الجامعات ومقررات وبرامج اللغة العربية ومعايير مقترحة في خدمتها، والتزاحم بين الفصحى والعامية، والقضايا العامة في الشعر والبلاغة في النصوص الأدبية، وقضايا في قواعد اللغة والحكاية والتراث والأمثال واستراتيجيات تعليم اللغة العربية عامة وتعليمها لغير الناطقين بها، والضاد في العلوم والتقنية والاقتصاد والاستثمار والسياحة وأدب الأطفال. وناقشت ندوة «العربية بين الواقع والمأمول» التي ترأسها د. حسين يازيجي وورقة العمل المقدمة من د. سليمان الغتامي حول واقع استخدام اللغة العربية في سلطنة عمان، فيما تناول د. سليم الجصاني واقع لغة الضاد ومستقبلها بمؤازرة اللغة الموحدة، وأوضح أن الدراسة تهدف الى تقديم رؤية مستقبلية تهدف الى وحدة اللغة من أجل عدم تشتت الجهد والهدر في الوقت والمال، وتابع بأن توحيد اللغة يعد ضرورة اجتماعية على نحو ما يراه الدارسون للغات، فلولا مقاومة المجتمع للتفكك اللغوي لأصبح العالم أمام حشد من صور التكلم التي لاتزيدها الأيام إلا تفرقاً. كما تخلل الندوة أبحاث قدمها كل من: محمد علي من مصر، ود. أبو بكر محمد من السودان، ولطيفة مهداوي من المغرب، وعبد الوهاب روابح من الجزائر. 10 أبحاث مميزة قدم الدكتور علي عبد الله موسى الأمين العام للمجلس، الجلسة الختامية معرفاً بأعضاء مجلس الإدارة، ثم قدم د. عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بيان اجتماع الجمعية العمومية التأسيسية للمجلس الدولي للغة العربية، قبل أن يتلو الأمين العام للمجلس البيان الختامي للمؤتمر. وبعد تكريم الأبحاث الفائزة حازت 10 منها بمكافأة الأبحاث المميزة، وجاءت على النحو التالي: البحث المقدم من د. العيد جلجولي حول أدب الأطفال دوره في علاج الضعف اللغوي، وأ. بن عويمر بن حمو وبحث بعنوان «لغة الضاد وأثرها في المجتمع المزابي والمازيغي»، و د. صادق عسكري وبحثه حول «البحث العلمي في التراث الطبي بوابة التسويق وإيجاد فرص عمل للمتخرجين في اللغة العربية، ود. عادل الشيخ وبحث «استرتيجيات المحافظة على ملكة اللغة وتنميتها لدى متعليمها في بروناي دار السلام»، ود. طارق الرفاعي وبحث «أهو الطبع والصنعة أم فعالية اللغة، في بردة كعب بن زهير» ود. مسعود أبو سالم وبحث «اللغة العربية المنطوقة والكتابات المدونة وإشكالياتها في الوثائق العربية العمانية والمصرية»، ود. محمد أبو بكر وبحث «دور كتابة اللغات المحلية بالحرف العربي ونشر الثقافة العربية الإسلامية في نيجيريا»، ود. مريم سعيد وبحث «اللغة العربية والواقع الإعلامي في دولة الإمارات»، ود. وائل معين وبحث حول «مفهوم الذات النفسي والأكاديمي لدى الطلبة الناطقين بغير العربية»، ود. أبوبكر يحيى وبحث «اللسان العربي وغناه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©