الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بهاراتيا جاناتا» والشركات الأميركية

21 مايو 2014 22:32
ويندي كوخ واشنطن يتوقع محللون أن يؤدي الفوز الكاسح لحزب المعارضة في الهند وزعيمه المؤيد لقطاع الأعمال إلى خلق مناخ استثماري أكثر استقراراً ونظام ضرائبي أكثر ملاءمة للشركات الأميركية. ففي يوم الجمعة الماضي، فاز حزب «بهاراتيا جاناتا» وحلفاؤه بأكثر من 272 مقعداً، وهو العدد اللازم للفوز بأغلبية في البرلمان، ودفع حزب «المؤتمر» المهيمن منذ فترة طويلة إلى خارج السلطة وتمهيد الطريق للزعيم القومي الهندوسي «ناريندرا مودي» ليصبح رئيس الوزراء القادم لأكبر ديمقراطية في العالم. وذكر «ميلان فاشناف»، وهو خبير بشؤون الهند بمؤسسة «كارنيجي» للسلام الدولي، «إن هذا حقاً لحدث تاريخي»، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 1984، التي يكون لدى الهند حكومة أغلبية الحزب الواحد. وأضاف أن «هذا من شأنه خلق شعور أكيد بالاستقرار.. إن الشركات الأميركية متحمسة للغاية»، كما ذكر الخبير في الشؤون الهندية، أن مودي سيدير الحكم كشخص براجماتي أو عملي لإظهار أن الهند مفتوحة للأعمال». ومن جانبه، أيد «جونجان بجلا» الرأي السابق قائلاً: «إن هذا أمر جيد بالنسبة للشركات الأميركية». و«بجلا» هو مؤسس شركة «أمريت فينتشرز» للاستشارات بكاليفورنيا، والتي عادة ما تنصح عملاءها بالاستثمار في الهند. وأضاف أن الهند قد شهدت تراجعاً خلال الخمس سنوات الماضية نتيجة للقواعد التنظيمية والبيروقراطية الجديدة. و«مودي»، الذي يبلغ من العمر 63 عاماً، هو نجل بائع شاي والذي صعد ليصبح رئيس الحكومة المحلية بولاية «جوجارات» الغربية. وقد تركز برنامجه الانتخابي على إحداث تنمية اقتصادية – وليس على الدين. وعلى سبيل المثال، يقول حزب «بهاراتيا جاناتا» إنه سوف ينهي «إرهاب الضرائب» جزئياً من خلال التخلص من تشريع 2012 المثير للجدل، والذي يقضي بفرض ضرائب الشركات بأثر رجعي. ومن جانبها ترى «أليسا أيريس» وهي باحثة في الشؤون الهندية بمجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث ومقره واشنطن، أن هذه الضريبة تمثل «قضية استثمارية كبيرة في عالم الشركات». وأضافت أن برنامج حزب «بهاراتيا جاناتا» يدعو أيضاً إلى الحد من الإجراءات الروتينية، مما يجعل من السهل خلق بيئة مواتية للأعمال، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. أما «بجلا»، فيقول إنه عادة ما يشعر بالشك حيال مثل هذه البرامج، ولكن «في هذه الحالة، فإنها تستند إلى سجل مودي الحافل على مدار عشر سنوات» في ولاية «جوجارات»، حيث تمكن من جذب العديد من المستثمرين الأميركيين، ومن بينهم شركة «فورد»، وأضاف أن الهند لديها بنية تحتية عملاقة إلى جانب احتياجات الطاقة، وأنه في ظل مناخ ملائم للأعمال سيكون بإمكانها القفز من المرتبة الحادية عشرة كأكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، لتصبح ضمن أكبر سبعة شركاء خلال الخمس أو ست سنوات المقبلة. وعلى الصعيد المالي، شهدت أسواق المال الهندية ارتفاعاً على خلفية الفوز الساحق الذي حققه «بهاراتيا جاناتا»، غير أن «مودي» لا يخلو من الجدل، فقد واجه بعض اللوم بسبب أعمال الشغب الطائفية التي اندلعت في ولاية «جوجارات» عام 2002، وأدت إلى مقتل ما يزيد على ألف شخص – معظمهم من المسلمين. ونتيجة لذلك، فقد منع «مودي» من دخول الولايات المتحدة منذ عام 2005. ورغم ذلك، ففي شهر فبراير، غيرت واشنطن من موقفها عندما التقى السفير الأميركي في الهند بـ«مودي». ويوم الجمعة الماضي، ذكر وزير الخارجية الأميركي «جون كيري» في تغريدة له وجهها للزعيم الهندي على «تويتر» «إنني أتطلع للعمل معك». وفي شهر يوليو الماضي، ذكر نائب الرئيس الأميركي «جو بايدن» لبورصة بومباي للأوراق النقدية أن حجم التجارة بين البلدين قد زاد خمسة أضعاف خلال الـ13 عاماً الماضية ليقترب من 100 مليار دولار في عام 2012، وقد يرتفع بنحو خمسة أضعاف أخرى ليبلغ 500 مليار دولار. ومن جانبها، تقول «أيرس»، الباحثة في شؤون الهند، إن العديد من الشركات الأميركية أقامت الكثير من المشروعات الكبرى في الهند خلال العقد الماضي، وأشارت إلى أن شركة «أي بي إم» لديها 100 ألف موظف على الأقل هناك. وفي السنوات الأخيرة، كما تقول الباحثة، أدت السياسة الضريبية في الهند إلى الكثير من الخلافات مع المستثمرين الأميركيين الذين أعربوا عن ارتياحهم لفوز «مودي». وتضيف «أيريس » أن «هذه هي الفرصة الحقيقية للهند لتحقيق النمو». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©