الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المناظرات الرئاسية··· عُقدة الحسم الانتخابي

المناظرات الرئاسية··· عُقدة الحسم الانتخابي
2 نوفمبر 2008 01:40
''يبدو أن الكعكة قد نضجت''، هكذ يقول تشارلي كوك عن انتخابات ·2008 فصاحب ''تقرير كوك السياسي'' الحذر عادة والمعروف بتحليلاته المتزنة والحذرة للانتخابات، يبدو شبه متأكد هذه المرة من النتيجة: أنتم على موعد مع فوز كاسح لـ''الديمقراطيين''· والواقع أن هناك الكثيرين ممن يشاطرونه الرأي· وبالطبع ليس المحللون أمثال تشارلي كوك هم من يقررون الانتخابات أو يحسمونها -وإنما يحسمها الناخبون، إذ مازال من الضروري الاستماع إليهم· وعليه، فلنقل على الأقل إن شهر أكتوبر كان جيداً بالنسبة لأوباما· وبالفعل، فقد كان شهراً متميزاً -الانهيارات المالية، والتجاذب حول وجوه مختلفة مثل سارة بالين وتينا فاي، وجو السباك، وعدد غير مسبوق من الإعلانات السياسية على التلفزيون· ولكن، ماذا لو أنه لا شيء مما تقدم ذكره يعادل من حيث أهميته أربعة برامج تلفزيونية من 90 دقيقة شاهدها جمهور أميركي أكبر مما تابع أياً من حلقات برنامج ''أميركان آيدل''؟ إنها المناظرات الرئاسية، التي عادة ما تفعل فعلها· حسناً، قد يكون في هذا الكلام بعض المبالغة لأن ثمة أشياء كثيرة ''فعلت فعلها'' أيضاً؛ غير أن مراقبينا يبدو أنهم وضعوا المناظرات خلف ظهورهم، إذ بالكاد أشير إليها خلال الأسبوعين الأخيرين· وهو أمر يمكن تفهمه من ناحية على اعتبار أنه لم تحدث مفاجآت، ولم تسل أية دماء، ولم تُرتكب أخطاء قاتلة -لا شيء من ذلك حدث! ولكن ليس تماماً· ذلك أن ثمة اليوم دلائل متزايدة من استطلاعات الرأي تشير إلى أن السيناتور أوباما حسَّن بشكل كبير مكانته لدى عدد كبير من الأميركيين منذ المناظرة الأولى في 26 سبتمبر، أي قبل خمسة أسابيع بالضبط· ونتيجة لذلك، يجد عدد من الأميركيين أوباما اليوم أقوى وأحسن استعداداً ليكون رئيساً، وشخصية أكثر جدارة بالتعاطف مقارنة مع فترة ما قبل المناظرات· بيد أن الأهم من ذلك هو أن أوباما بات متقدماً· ففي أوائل سبتمبر، كان ثمة تعادل بين المتنافسين· وفي استطلاع ''واشنطن بوست- إي بي سي نيوز'' في 9 سبتمبر، أي بعيد المؤتمر الوطني للحزب ''الجمهوري''، كان ماكين متقدماً بنقطتين، 49 إلى 47 في المئة· غير أنه في استطلاع الرأي الذي أجري بعيد المناظرة الثانية بين أوباما وماكين، في 13 أكتوبر، كان أوباما متقدما بـ53 إلى ·43 وفي الثلاثة أسابيع التي أعقبت المناظرة، كان السباق مستقراً بالكامل· ويوم الخميس الماضي وجد استطلاع ''واشنطن بوست- إي بي سي'' تقدماً لأوباما بـ52 إلى 44 في المئة (يذكر أن هامش الخطأ في كل استطلاعات الرأي هذه هو زائد أو ناقص 3 في المئة)· فهل للمناظرات دور في هذه التطورات؟ الأرجح أنها لعبت دوراً كبيراً؛ ذلك أنها جذبت عدداً أكبر من الأميركيين مقارنة بأي حدث أو جانب آخر من الحملة· وحسب محللين موثوقين، فإن المناظرات الأربع لهذا الخريف جذبت جمهوراً يقدر بما مجموعه 242 مليون مشاهد (وبالطبع فإن ثمة الكثير من الأشخاص الذين شاهدوا المناظرات الأربع جميعها)· ويقول آندرو كوهت من ''مركز بيو للبحوث''، والذي يعد عميد مستطلعي الرأي العام في أميركا: ''لقد كان للمناظرات تأثير كبير؛ وقد فاز أوباما بالمناظرات الثلاث كلها بفارق واسع''· واللافت أن حملتي ماكين وأوباما اشتركتا في حرصهما الشديد على تجنب أي دراما أو مفاجآت في المناظرات؛ حيث قامتا بمناقشة ''مذكرة تفاهم'' من 31 صفحة حول تنظيم المناظرات التي سادتها أجواء القلق من حدوث تطورات غير متوقعة· والواقع أن تنفيذ الرغبة المشتركة في عدم حدوث مفاجآت هو في الواقع ما أحبط المراقبين الباحثين عن دراما ورؤية النقاط القوية تسجل على الهواء؛ غير أن رعاة المناظرات لم يصابوا بالإحباط، على كل حال· وعلى سبيل المثال فإن فرانك فاهرنكوف، رئيس ''اللجنة الوطنية الجمهورية'' خلال معظم فترة ريجان الرئاسية، هو الرئيس ''الجمهوري'' لـ''لجنة المناظرات الرئاسية''، التي تجلب لنا هذه العروض التلفزيونية التي لا نشاهدها سوى كل أربع سنوات· وفي هذا الأسبوع قال فاهرنكوف: ''لقد كنا سعيدين للغاية بالطريقة التي نظمت بها المناظرات هذا العام، وأعتقد أنها كانت مهمة جدا''· مضيفاً: ''أعتقد أن الأمر تطلب ثلاث مناظرات من أوباما حتى يرى الناس مدى هدوئه وانضباطه· لقد كان منظماً بشكل جيد· وبانتهاء المناظرة الختامية، أعتقد أنه نجح في طمأنة الشعب الأميركي وتبديد مخاوفه''، مستطردا: ''ثم حين حلت الأزمة الاقتصادية، وجد ماكين نفسه حقاً في معركة صعبة''· وهنالك خبير آخر في الانتخابات طالما شبَّه هذا السباق بما جرى سنة 1980 هو بيتر هارت، الخبير ''الديمقراطي'' في استطلاعات الرأي الذي أجرى رفقة نيل نيوهاوس استطلاع ''إن بي سي نيوز- وول ستريت جورنال''· وفي حوار معه الربيع الماضي، قال هارت إن البلاد تتوق إلى تغيير الحزب الحاكم في البيت الأبيض· وكما رأى أن أوباما، وعلى غرار ريجان، عامل تغيير سيهب الأميركيون لدعمه وتأييده إن هو استطاع طمأنتهم بأنه قادر على النهوض بأعباء الوظيفة التي يطمح إليها، وأن انتخابه لا ينطوي على أية مخاطرة· وبالفعل، كان أوباما في مستوى الحدث، وفق هارت الذي يقول: ''خلال المناظرات، فإن قدرته على توضيح المواضيع وتقديمها على نحو هادئ وثقافي ومطمئن أبرزت فرقاً كبيراً بينه وبين جون ماكين، لأن ماكين أظهر طريقة عشوائية وغير منتظمة''· ويرى هارت أن المناظرة الأولى: ''شكلت فرصة بالنسبة لأوباما ليظهر مهاراته، ويبرز الاختلافات بينه وبين جون ماكين الأكثر نضجاً والأقل تنظيماً''· روبرت كريسر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©