السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتجاب كيم : تخمينات حول الخلافة

احتجاب كيم : تخمينات حول الخلافة
2 نوفمبر 2008 01:41
أعلن مسؤولون كوريون جنوبيون يوم الجمعة الماضي أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل غاب عن جنازة شخص مهم في الدولة، الأمر الذي يعزز من التكهنات بشأن حالته الصحية؛ حيث قال وزير التوحيد الكوري الجنوبي في مؤتمر صحفي إن الزعيم، البالغ من العمر 66 عاماً، لم يشارك في جنازة ''باك سونج كول'' في وقت سابق من هذا الأسبوع· ويعد ''باك'' آخر ثوار الجيل الأول في الدولة الشيوعية· ويُذكر أن كيم لم يشاهَد في مراسيم أو فعاليات رسمية منذ أشهر وسط تقارير غير مؤكدة تفيد بأنه تعرض لسكتة دماغية في أغسطس الماضي؛ غير أن بيونجيانج نفت هذه التقارير التي وصفتها بأنها مؤامرة غربية· وفي محاولة واضحة لقطع دابر مثل هذه التقارير، أعلنت في وقت سابق من الشهر المنصرم أن كيم حضر مباراة لكرة القدم وتفقد وحدة عسكرية نسائية· غير أن حضور جنازة شخص بحجم وفي مرتبة ''باك'' يعد أمراً في غاية الأهمية في كوريا الشمالية، لاسيما أنه كان يشغل مناصب مهمة في عهد كيم إيل سونج والد كيم ومؤسس الدولة· وكان باك قد تدرج في عدد من المناصب الرسمية من 1950 إلى عقد السبعينيات، قبل أن ينال في الأخير عضوية المكتب السياسي للحزب الحاكم، حيث كان يحتل المرتبة الخامسة كأقوى مسؤول في البلاد إلى غاية وفاته· وأفاد تقرير إخباري لوكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية يوم الجنازة أن إكليلاً من الزهور وُضع باسم كيم إلى جانب نعش باك، وأشارت مقدمة التقرير المفخمة إلى أن عدداً من ''المعزين'' جاؤوا ليودعوا المقاتل الذي وافته المنية· وكان كيم قد تغيب أيضاً عن الذكرى الستين لتأسيس البلاد في سبتمبر الماضي، وعن احتفال لـ''حزب العمال'' في وقت سابق من هذا الشهر، وهما من الأحداث المهمة في كوريا الشمالية، مما يغذي أجواء عدم اليقين والقلق في دولة شمولية اختبرت قنبلة نووية في أكتوبر ·2006 ومع كثير من القلق وقليل من المعلومات الموثوقة، يحاول المراقبون ووسائل الإعلام والحكومات الأجنبية، تفسير الدلائل الظرفية المحدودة المتاحة· وفي هذا السياق، يرى عدد من المحللين أن المؤشرات تشير إلى أن كيم مازال حياً بالنظر إلى عدم وجود نشاط عسكري أو حكومي غير اعتيادي، علاوة على أن ''الشمال'' لم يقم بإلغاء أي زيارات· وفي هذا الإطار يقول ''إل· جوردون فليك''، المدير التنفيذي لمؤسسة ''مورين آند مايك مانزفيلد'' في واشنطن إنه ''بالنظر إلى خطورة السكتة الدماغية، فإن هذا الأمر يضع على الواجهة موضوع الاستقرار في النظام الكوري الشمالي· وفي النهاية ربما نستطيع أن نخلص إلى أن هذه هي بداية الفصل الأخير''· ويُذكر أن كيم تسلم الحكم بعد والده عام ،1994 غير أن مسألة الخلافة كان قد خُطط لها قبل ذلك بعقود وتم إطلاع الجمهور الكوري عليها· أما هذه المرة، فلا يوجد بديل بديهي· وحسب عدد من المحللين، فإنه من المرجح أن تكون مشاكل كيم الصحية قد سرعت التفكير في مسألة الخلافة حيث يرى ''ماي رينيي''، الأستاذ بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، أنه خلافاً للحكام المستبدين في أفريقيا، فإن الرجال الأقوياء في آسيا لا يميلون إلى مقاومة التخطيط لمسألة الخلافة إذ يقول: ''أعتقد أن ثمة ترتيباً سرياً لم يظهر على السطح بعد''، مضيفاً ''حتى خلال فترة السلالة الحاكمة في الصين، فإن هذا التقليد كان موجوداً حين يمرض الإمبراطور''· بيد أن خبراء في الشأن الكوري الشمالي يقولون إنه مقابل كل نظرية حول الجهة التي قد تخلف كيم، توجد أسباب قوية تضعفها· فإذا كان أحد الآراء يقول بأن الجيش يمكن أن يتولى شؤون الحكم عبر ''لجنة الدفاع الوطني''، يقول فيك، إن هذه الهيئة لا تتوفر حتى على مبنى خاص بها· كما أن الفكرة القائلة بأن ''كيم أوك'' التي تتولى رعاية الزعيم ''الشمالي'' ودائرة الموظفين الداخليين، قد تُدفع لتولي أمور الحكم، تضعفها حقيقة أن هذه المجموعة لا تتوفر على قاعدة قوية· مرشح آخر هو ''وزارة التنظيم والإرشاد'' الكورية الشمالية التي تتحكم في التعيينات؛ غير أنه لا يُعرف الكثير عن هذه الهيئة، كما أن وضعها لم يعرف أي تقدم استعداداً لمثل هذا الدور· وأخيراً، هناك الابن الأكبر لكيم، وهو كيم جونج نام، البالغ 37 عاماً، لكنه بات من المغضوب عليهم بعد أن اعتُقل في 2001 بتهمة التسلل إلى اليابان بجواز سفر مزور في محاولة لزيارة ديزنيلاند· أما شقيقاه الأصغر سنا، في العشرينيات من عمرهما، فيعتبرا قليلي التجربة وغير مؤهلين لقيادة البلاد· وحسب باحثين صينيين يتذكرون المناورات التي أعقبت وفاة الرئيس ماو تسي تونج عام 1976 فإنه حين يتوفى كيم، سواء في المستقبل القريب أو بعد عدة سنوات من اليوم، فإنه من غير المستبعد أن ينشأ صراع على السلطة بالنظر إلى الافتقار الواضح إلى التخطيط لفترة ما بعد كيم· وفي هذا الإطار يقول ''نيو جو''، الأستاذ في جامعة بكين، إنه ''ستكون ثمة معارك على السلطة والسيطرة، إنها قاعدة أساسية''، مضيفاً ''إنه نادرا ما يحدث أن تعالَج المسألة بسرعة ويستتب الاستقرار بعد وفاة الزعيم القديم''· مارك ماجنير- بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©