20 قتيلاً في مواجهات «الحوثيين» والقبائل

تواصلت أمس ولليوم السادس على التوالي، المواجهات المسلحة بين المتمردين الحوثيين ورجال القبائل الموالين للحكومة بمنطقة حرف سفيان شمال اليمن، فيما أكدت مصادر محلية مقتل 20 شخصاً في اشتباكات بين الطرفين الليلة قبل الماضية ليرتفع عدد القتلى إلى 69 منذ السبت الماضي. وقال المسؤول بالمكتب الإعلامي لـ”الحوثيين”، ضيف الشامي لـ(الاتحاد) إن المواجهات المسلحة اندلعت ظهر أمس الخميس “خلال قيام وساطة قبلية بالتدخل لإيقاف المواجهات” المستمرة منذ السبت الماضي، مؤكداً استعداد جماعته قبول الوساطة، لكنه اتهم الطرف بمحاولة إفشالها. كما اتهم الشامي قوات الجيش بدعم القبائل الموالية للحكومية التي يتزعمها النائب في البرلمان اليمني والزعيم القبلي الشيخ صغير بن عزيز، وقال :” تدخلت القوات العسكرية المرابطة في مواقع اللبدة، دخشف والزعلة، وقامت بقصف قرانا في منطقة العمشية”. وكانت اشتباكات عنيفة دارت ليل الأربعاء / الخميس في العمشية شمال حرف سفيان، بين “الحوثيين” وقبائل ابن عزيز. وقالت مصادر قبيلة لوكالة فرنس إن الاشتباكات اندلعت في مواقع المدائن والزعلة والمسحاط واللبدة والسمسرة، واستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، مشيرة إلى مقتل عشرين شخصاً من الجانبين خلال الاشتباكات. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول محلي بمنطقة حرف سفيان قوله إن تسعة جنود ورجال قبائل موالين للحكومة بالإضافة إلى حوالي عشرة من المتمردين الحوثيين قتلوا في هذه الاشتباكات.وحسب المصادر القبلية فإن الحوثيين كانوا “يحاولون السيطرة” على مواقع وتضييق الحصار على قرى القبائل التابعة للشيخ ابن عزيز، قبل أن تتدخل القوات العسكرية المرابطة في موقع الزعلة، لمنع المتمردين من السيطرة على تلك المواقع. في هذه الأثناء، اتهمت وزارة الداخلية المتمردين الحوثيين في منطقة العمشية بإطلاق النار على سيارة خاصة كانت تقل مواطنين اثنين، ما أدى إلى إصابة أحدهما بطلق ناري.وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن “عناصر حوثية” بمنطقة العمشية أطلقت النار على سيارة كان على متنها شخصين “ما أدى إلى إصابة الثاني وهو من أهالي محافظة ريمة برصاصة في جسمه”، لافتاً إلى أن السيارة التي كانت تقل كميات من القات، قدمت من محافظة صعدة باتجاه العاصمة صنعاء.وأوضح أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى، فيما فتحت السلطات الأمنية “تحقيقاً في الحادثة لكشف هوية الجناة”. من جهة ثانية، قتل خمسة جنود يمنيين وأصيب اثنان آخران في هجوم مسلح استهدف دورية أمنية بمحافظة شبوة جنوبي البلاد.وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن “مجاميع مسلحة” هاجمت دورية أمنية بمدينة عتق، عاصمة شبوة، ما أدى إلى مقتل خمسة من الجنود وإصابة آخرين، موضحة أن الهجوم يحمل بصمات “تنظيم القاعدة” المدعوم من “عناصر خارجة على القانون” في إشارة إلى قوى “الحراك الجنوبي” التي تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله. وعلمت (الاتحاد) من مصدر محلي مسؤول بشبوة أن الهجوم وقع بمنطقة المثلث وسط مدينة عتق، واستهدف دورية ثابتة تضم 7 جنود “قتل خمسة منهم وأصيب اثنان” بجروح مختلفة. وقال المصدر إن اللجنة الأمنية بالمحافظة عقدت مساء أمس الخميس اجتماعاً طارئاً برئاسة المحافظ علي الأحمدي.وحسب موقع “26 سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع فإن “قوات من الأمن تتعقب حالياً القتلة في المناطق التي فروا إليها”. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس الخميس، أن الأجهزة الأمنية بصنعاء اعتقلت 9 أشخاص للاشتباه بهم.وأوضحت أن أعمار المعتقلين تتراوح بين 20 و40 عاماً، مشيرة إلى أنه تم اعتقال بعضهم لوجودهم بالقرب من مناطق حيوية في أوضاع تدعو للريبة والاشتباه، حسب مركزها الإعلامي الأمني.كما اعتقلت سلطات الأمن اليمني مطلوباً أمنياً “على ذمة تصنيع مخازن ذخائر”.وقال مصدر أمني رسمي إنه تم اعتقال المطلوب بـ”مطار صنعاء الدولي” إثر وصوله اليمن قادماً من الصين. إلى ذلك، شهدت محافظتي الضالع ولحج، أمس الخميس، مسيرات انفصالية في الذكرى الأسبوعية لما يسمى بـ”يوم الأسير الجنوبي”.وقالت مصادر محلية وشهود عيان لـ(الاتحاد) إن المئات من أنصار “الحراك الجنوبي” تظاهروا بمدينتي الضالع والحبيلين بردفان في لحج للمطالبة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين في السجون الحكومية، مشيرين إلى أن المسيرتين جابتا الطرق الرئيسية بالمدينتين “دون وقوع أي صدامات مع القوات الحكومية”، وذلك للأسبوع الرابع على التوالي. وعلى صعيد متصل، أعلنت الداخلية الأمنية الإفراج عن 163 شخصاً من أنصار الحراك الجنوبي في عدد من المحافظات اليمنية.وذكرت وزارة الداخلية، عبر موقعها الإلكتروني، أن عملية الإفراج “تمت بموجب توجيهات” الرئيس علي عبدالله صالح “وعلى ضوء خطابه التاريخي بمناسبة العيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية 22 مايو بمحافظة تعز”.وأوضحت أن 14 شخصاً من المفرج عنهم “تم الإفراج عنهم بعد توقيع الاتفاق بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك” السبت الماضي.