ضمن البرامج الفكرية والثقافية المصاحبة للدورة السابعة والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أقيمت ليلة أمس الأول بقاعة المؤتمرات بمركز أكسبو ندوة بعنوان: ''العرب والمتغيرات الثقافية''·
شارك في الندوة التي قدمها الناقد والباحث الأردني فخري صالح كل من الدكتور باقر النجار من البحرين والدكتور يوسف الحسن من الإمارات والدكتورة نجلاء بشور من لبنان·
يبدو عنوان مثل ''العرب والمتغيرات الثقافية'' يتفتح على عدة هواجس وفضاءات وأسئلة فرضتها التحولات الكبرى في العالم والتي أثرت بدورها على المجتمعات العربية في العقود الأخيرة، وهي تحولات تحمل قيما مشوهة وأخرى مطورة للثوابت والقيم والأعراف والتقاليد التي عايشتها هذه المجتمعات قبل أن تتعرف على أنماط وافدة ومتسارعة يجب تثبيتها وتحليلها ثقافيا ومعرفيا واجتماعيا قبل أن تجرف معها ما تبقى من مظاهر صحية وأصيلة في المجتمعات العربية·
ومن منطلق الوعي بمخاطر هذه التحولات يشير الدكتور باقر النجار في ورقته المخصصة للندوة إلى أن المسألة الثقافية تمثل مركز السجال الفكري والسياسي والديني والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث يدفع هذا السجال إلى تحليل الواقع العربي المعاش المبتلى بعجز عمليات الإصلاح السياسي والوصول إلى قدر مهم من تحديث الدولة وآليات عملها وعلاقتها بالمجتمع الذي تقف عليه أو تعمل في اتجاهه·
ويؤشر الدكتور باقر إلى خصائص هذا العجز الاجتماعي من خلال تفشي ظاهرتي العنف والإرهاب في العلاقة مع الآخر المختلف، وتدني مستويات التعليم والصحة والدخل في معظم المجتمعات العربية·
أما الدكتور يوسف الحسن فأشار في ورقته المخصصة للندوة إلى أنه وفي سياق التحولات الكونية العظمى التي تجتاح العالم عمقا وشمولا، فإن الثقافة العربية في المرحلة الراهنة تجتاز منعطفات مفعمة بكثير من عناصر التحدي والاختراقات البنيوية والوظيفية، ولكن التغيرات على المستوى الثقافي كما يبدو لا تسير في خط متصاعد ومتواصل وسريع، على عكس التحولات التي تطرأ على الجوانب المادية والاقتصادية والسياسية·
وأخيرا تؤكد الدكتورة نجلاء بشور في ورقتها المقدمة للندوة على ضرورة تكريس قيم المواطنية في مواجهة التحولات العالمية والاقتصادية الساعية إلى تذويب الثقافات والمجتمعات وإلغاء الفوارق بين الهويات المستقلة، وتكريس قيم المواطنية ــ كما ترى الدكتورة بشور ــ التي تبدأ من المدرسة والجامعة وليس من خلال وسائط إعلامية ربحية
عدد اليوم
