الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولاية «كانو» النيجيرية... وساطة من أجل الزواج!

8 مايو 2012
(يجب أن يكون طويل القامة، وحنوناً وكريماً بالطبع عندما يتعلق الأمر بشراء كل تلك اللوازم النسائية الصغيرة ووسيما لحد ما... ولكن ليس كثيراً لأن الوسامة الشديدة أمر خطير)... هذا ما تقوله "التاين عبدالله" في معرض تعدادها للصفات التي تريد توافرها في زوج المستقبل. من الحقائق المعترف سواء في هذه الولاية الواقعة في شمال نيجيريا، كما في أي مكان آخر في العالم، أن المرأة في سن معينة وفي وضع معين في الحياة عادة ما تكون بحاجة إلى زوج. ولكن عندما تكون المرأة التي في ذلك الوضع المعين مطلقة أو أرملة فإن العثور على زوج لن يكون سهلاً بحال، حتى لو لم يلتزم الزوج بقائمة مشتريات اللوازم النسائية الخاصة التي أشارت إليها "التاين" (مطلقة). وهذا هو السبب الذي جعل 1000 امرأة يضعن مصيرهن في أيدي حكومة ولاية كانو التي ستعمل كوسيطة زواج لهن. فالسلطات الدينية في هذه الولاية ذات الأغلبية المسلمة المعروفة باسم"مجلس الحسبة" شرعت في عملية بحث محموم عن عرسان لذلك العدد الكبير من المطلقات والأرامل. وعلى ما يبدو أن تلك السلطات قد نجحت في مسعاها بدليل أن الـ100 امرأة الأولى من بين ذلك العدد سيتزوجن في الأسابيع القادمة. تقول"التاين": سأتزوج الأسبوع المقبل… إن شاء الله!" تقول كذلك:"أنا إدرك أن الحب شيء مهم"، ثم تتوقف للتفكر قليلاً ثم تضيف، ولكنه قد لا يستمر طويلاً في الواقع". وعندما كنت أتحدث أليها كانت "التاين" البالغة من العمر 44 عاماً، تتزين مثل عروس متألقة، حريصة على أناقتها، فراحت ترطب شفتيها المليئتين وتضع المساحيق على وجهها، وترمش بأهدابها كفتاة خجولة. وكان وجهها الضحوك وأسنانها النضيدة اللامعة هما الملمحان البارزان في عشرات الصور المكدسة فوق طاولتها، أو التي تزخرف حوائط مكتبها الكائن في مقر "جميعة صوت الأرامل، والمطلقات في نيجيريا" التي ترأسها. وعندما قلت لها بأنها تبدو جميلة قالت في استغراق "جميلة! كان عليك أن تشاهديني عندما كنت صغيرة … لقد كنت حينها جميلة حقاً". وخطة عمل سلطات الولاية كوسيط زواج جاءت، بعد أن قدمت "التاين" نداء عاطفياً مؤثراً في إذاعة "كانو" بحثاً عن رجال يقبلون بالزواج من أرامل ومطلقات راغبات في الزواج. في نيجيريا ينظر للفتيات والنساء اللائي في سن الزواج ولم يتزوجن نظرة ريبة، ولا يلقين ما يستحقنه من احترام. وفي معظم أنحاء العالم الإسلامي تجبر المطلقات والأرامل على العودة إلى بيوت آبائهن أو أشقائهن وينظر إليهن على أنهن فاشلات، ويشكلن عبئاً. وفي أغلب الأحوال تعيش هؤلاء النسوة على هامش المجتمع، ويتم تجنبهن من جانب العائلات، أو يجبرن على ممارسة الشحاذة والبغاء للإنفاق على أطفالهن. وفي حالات كثيرة يقوم شقيق المتوفي بالزواج من أرملته كي ينفق عليها وعلى أطفالها، ولكن العديد من الأرامل أو المطلقات يجدن أنه من الصعب عليهن أن يتزوجن مرة ثانية. في ولاية "كانو" يسود إحساس بالأزمة بسبب العدد الكبير من المطلقات على الرغم من عدم توافر الإحصائيات التي تدعم ذلك الإدراك المنتشر على نطاق واسع بارتفاع عدد حالات الزواج الفاشل. وقد ازدادت هذه المشكلة هنا عندما بدأت كانو وإحدى عشرة ولاية أخرى ذات أغلبية إسلامية في تطبيق نظام الشريعة خلال الفترة 1999 - 2001 . ففي ظل هذا النظام قام عدد كبير من الأزواج بطلاق زوجاتهم من جانب واحد أي بمجرد إلقاء يمين الطلاق عليهن ثلاث مرات وفقاً للشريعة، وهو قرار بالطلاق لا يسهل التراجع عنه بعد ذلك حتى إذا ما غير الزوج رأيه، أو ندم على نطقه بكلمة الطلاق. وقد تطرقت افتتاحية صحيفة "ليدرشيب" النيجيرية في أحد أعدادها الصادرة في فبراير الماضي لهذه المشكلة فكتبت:"لقد ارتفعت نسبة حالات الطلاق بين المتزوجين فوصلت حداً جعلت من سجل الولاية في هذا الخصوص سجلاً لا تحسد عليه، لدرجة أن موضوع المناقشة السائد في معظم التجمعات والمنتديات العامة في عاصمة الولاية كان هو موضوع الارتفاع المتزايد في حالات الطلاق". والمشكلة بالنسبة لزواج المطلقات مرة ثانية ترجع لأن معظم الرجال في "كانو" وغيرها يعتبرون أن الطاعة هي أهم صفة يجب أن تتحلى بها الزوجة، وهو ما يجعلهم يترددون في الزواج من مطلقات. في محاولة لإثبات خطأ هذا الاعتقاد حاول أعضاء "مجلس الحسبة"، في الولاية أن يجعلوا من أنفسهم نماذج تقتدى فقاموا بالاقتران بزوجة إضافية أو أكثر. وقد أثبتت هذه الطريقة جدواها على ما يبدو بدليل أن عدد المتقدمين للزواج بالنساء اللائي تضمنتهن القائمة المشار إليها قد وصل إلى 2000. وسبب هذا الإقبال يرجع إلى أن هؤلاء الرجال يجدون في تلك الخطة طريقة رخيصة للحصول على زوجه (حيث لا يدفعون سوى مبلغ متواضع يقدر بقيمة جرام واحد من الذهب على الأقل)، حيث لن يكونوا بحاجة للدخول في مساومات مع عائلات زوجات المستقبل حول المهر والنفقة وغير ذلك من مستحقات الزوجة بحسب الشريعة الإسلامية علاوة على أنهم لن يتحملوا نفقات حفل الزفاف ذاته التي ستتحملها الولاية. ولكن بعض النقاد يرون أن خطة الولاية تنطوي على عيب خطير حيث إنها تعطي أملاً زائفاً بنجاح مشروع الزواج للنساء في حين أن نظرة المجتمع للمرأة بشكل عام - المطلقات على وجه الخصوص- تظل كما هي أي مجرد "سلعة". روبي ديكسون كانو - نيجيريا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©